تزدحم الفاتورة الإسرائيلية بالخسائر العسكرية وتزداد معها وتيرة البحث عن إنجاز، فتَعثُر على نفق منتهي الصلاحية وتحشد له الكاميرات علّها تخرج بقصاصة "فيديو كليب هوليوودي"، فيأتي الردّ الفلسطيني عبر حماس "اتيم ايحارتيم ATEM IHARTIM"، أو بالعربية في يومها العالمي الذي يصادف في 18 كانون الأول من كل عام، "وصلتم متأخّرين"، حيث استخدم النفق في عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول الفائت وبات مكشوفاً منذ ذلك الحين.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإنّ النّفق يمتد في أحد أجزائه إلى اربعة كيلومترات من منطقة جباليا، ويصل إلى مسافة تبعد 400 متر من معبر أريتز بيت حانون شمالاً، في حين نشرت كتائب القسام، رسالة مصورة لأسرى إسرائيليين في قطاع غزة للحكومة الإسرائيلية وعوائلهم، يقولون فيها "لا تتركونا نشيخ"، مؤكّدين أنّهم شاركوا في تأسيس الجيش الإسرائيلي ويخشون أن يقتلهم سلاح الجو التابع له.
الردّ الفلسطيني "اتيم ايحارتيم ATEM IHARTIM"، أو بالعربية في يومها العالمي "وصلتم متأخّرين"
ولأن أيّ مس بالمدنيين من قبل العدو سيقابل بالمثل، أطلقت المقاومة الإسلامية مساء أمس، صلية من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة، رداً على استهداف إسرائيلي لمراسم تشييع الشهيد حسن معن سرور في بلدة عيتا الشعب.
بالتزامن، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنّ صاروخاً أطلق من جنوبي لبنان سقط وسط كريات شمونة، مؤكدة أن السلطات سجلت أضراراً في الممتلكات العامة.
نحو 99 صحافياً شهيداً والخارجية الأميركية لم ترَ أي دليل
وعلى الرغم من استشهاد نحو 99 صحافياً منذ 7 من تشرين الأول الفائت بينهم 3 شهداء صحافيين لبنانيين (عصام عبدالله، فرح عمر وربيع المعماري)، لم ترَ الخارجية الأميركية أي دليل على استهداف "إسرائيل" للصحافيين عمداً، على حدّ وصفها، مضيفة في بيان بأنّها رأت عشرات الصحافيين يموتون نتيجة للصراع ومن بينهم سامر أبو دقة مصور الجزيرة.
الحكومة تسير على حقل ألغام التمديد
في السياسة، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم في السرايا، وبينما يسير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حقل ألغام ما بعد قطوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث حمل المجلس النيابي الأسبوع الفائت عنه كرة النار، يواجه مجلس الوزراء اليوم "معضلة" التعيينات العسكرية (رئيس أركان وترقية ضباط لملء الشغور في القيادة العسكرية)، في ظل غياب وزير الدفاع الوطني موريس سليم عن الجلسات والمعارض أصلاً التمديد لـ"عون".
ودرب ميقاتي غير المعبد أمام طرح البند من داخل أو خارج جدول الأعمال وبغياب أو حضور سليم، يحتاج إلى نصاب الثلثين الذي لا يتأمّن إلّا بحضور كلّ من وزير الإعلام زياد المكاري ممثل تيار المردة في الحكومة والرافض للتعيين بغياب رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى وزير الاتصالات جوني القرم ووزير الصناعة جورج بوشيكيان.
جعجع: تمكنّا من منع تأخّر البلد خطوات إلى الوراء
من جهته، أكَّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال ريسيتال ميلادي في معراب، أنّه "رغم كلّ الصعوبات والتناقضات والتشرذم الموجود في المجلس النيابي، استطعنا التقدّم خطوة نحو الأمام، أو بالأحرى تمكنّا من منع تأخّر البلد خطوات إلى الوراء، من خلال تركيز وضع مؤسستي الجيش وقوى الأمن الداخلي، أقلّه أمّنّا لبلدنا وشعبنا الاستقرار الداخلي الذي نعيشه منذ 4 سنوات".
كولونا من قصر الصنوبر: إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى
عقدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مؤتمراً صحافياً في قصر الصنوبر مساء أمس، بحضور عدد من الإعلاميين تحدثت فيه عن زيارتها إلى لبنان، قائلة: "إنّها المرّة الثانية منذ السابع من تشرين الأول التي أزور فيها لبنان، وهي تأتي لتفادي خطر توسّع الحرب الذي لا يزال مرتفعا جداً، وأنّه من مسؤولية الأفرقاء العمل لتفادي اشتعال المنطقة، الذي إن حصل لن يفيد احداً، ولن يؤدّي إلّا لزيادة المخاطر وإبعاد الكلّ عن الأمن والسلام".
واشارت إلى أنّ "ارتفاع مستوى التوتّر الواضح على جانبي الخط الأزرق خطير جداً، وهذا ما أكَّده لي قائد اليونيفل الذي التقيته اليوم، كذلك جنود الكتيبة الفرنسية الذين احيي عملهم". مضيفة: "جئنا نقول للجميع بأنّ الديبلوماسية تفيد في هذه الأجواء وليس العمل العسكري، وقلت للمسؤولين اللبنانيين إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطير جداً، وأحمل رسالة لمن هم خارج لبنان وينتظرون الاستفادة من الوضع الكارثي في غزة لزيادة التوتر، وأعنيإإيران وكل أدواتها في العراق وسوريا، وأيضا ما يقوم به الحوثيون في البحر الاحمر، فهذا خطأ كبير وأمر خطير جداً، ويجب وقف التصعيد".
وتابعت كولونا: "لبنان بلد صديق وغال على قلب فرنسا وهي لن تألو جهداً من أجل الحفاظ على الاستقرار فيه، وهذا يتم عبر تنفيذ القرار 1701 لما فيه مصلحة الجميع". وإذ لفتت إلى أنّ "لبنان في وضع ضعيف جدا"، أشادت بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون معتبرة أنّ "الأمر مفيد جداً ومهم للاستقرار في لبنان، ولكن هذا لا يكفي وعلى جميع المسؤولين التحلّي بالمسؤولية لانتخاب رئيس للجمهورية".
واضافت: "كنت في إسرائيل أمس لأقول بأنّ فرنسا لا تنسى ما حصل في 7 تشرين الأول من احداث مروعة وبربرية، لذلك فرنسا تقف الى جانب الشعب الإسرائيلي في وجه الارهاب، قلناها وكررناها بالأمس، ولكن قلت أيضا بأنه يجب على إسرائيل أن تحترم أيضا القانون الدولي الانساني وان تقوم بكل ما بوسعها لحماية المدنيين في غزة، وأكرر بأننا ننتظر من إسرائيل اتخاذ اجراءات ملموسة لاحترام القانون الدولي الانساني بشكل أفضل وحياة المدنيين، حيث لا يمكن للأمر أن يستمر بهذا الشكل. وفرنسا تدعو فورا إلى هدنة إنسانية مستدامة تمكّن من العمل على وقف لاطلاق النار الانساني، مع تحرير جميع الأسرى وإدخال المساعدات إلى غزّة بشكل كبير وتوزيعها هناك".
كذلك، لفتت الى أنّ "حلّ الدولتين هو الحل الأنسب للأزمة وفرنسا لم تنس هذا الأمر أبداً، ولن يكون هناك سلام من دون أمن، ولا أمن من دون سلام، ولا أمن ولا سلام من دون حل سياسي، ولن يكون هناك سلام من دون دولة فلسطينية".
وأعلنت انها زارت امس الضفة الغربية واثارت مع "السلطات الفلسطينية الممارسات العنيفة التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة"، وقالت: "لا يمكن القبول أبدا بهذه الممارسات، وفرنسا لن تنتظر طويلاً، وقد طلبت من السلطات الإسرائيلية وضع حد لهذه الممارسات، وستتخذ فرنسا اجراءات على المستوى الوطني ضد هؤلاء المستوطنين المتطرفين، وسيكون هناك تفكير بهذا الامر داخل الاتحاد الأوروبي ليتمكن من اتخاذ إجراءات ضد هؤلاء المتطرفين، فهذه الأراضي هي فلسطينية وستشكل جزءاً من الدولة الفلسطينية، وفرنسا ترغب في تقدّم الحل السلمي، أي حل الدولتين".
ميقاتي: لتطبيق القرار 1701 نصاً وروحاً شرط التزام اسرائيل بمندرجاته
وفي وقت سابق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ب"كولونا"، في حضور مديرة أفريقيا الشمالية والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية والسفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو، حيث تم عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان.
كذلك، إجتمع ميقاتي بـ"كولونا"، في السرايا الحكومي، وشدّد خلال الاجتماع على "أولوية وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتطبيق القرار 1701 نصاً وروحاً شرط التزام اسرائيل بمندرجاته".