من ناحية، صرح ماكرون في الأول من كانون الأول بأنّ "التدمير الكامل لحماس" سيؤدّي إلى "عشر سنوات" من الحرب. وفي الوقت نفسه، في 24 تشرين الثاني الماضي، دعا إلى "تحالف ضد حماس" مشابه للقتال ضد داعش.

لقد تمّ استبدال دقّة اللغة الدبلوماسية الفرنسية التقليدية بـ 'غلوبي-بولغا' ماكرونية: قول شيء ما، ثمّ التّأكيد على العكس باستمرار، مما يقوّض مصداقية الرئاسة الفرنسية. لقد أثّر هذا النّهج بشكل خاص على مكانة فرنسا في الشرق الأوسط. من يأخذ رئيس الدولة الفرنسية على محمل الجد؟ على سبيل المثال، في حين أنّ الشوارع العربية تطالب فرنسا بالمحاسبة، يبدو أنّ إسرائيل غير مهتمّة بباريس. من ناحية، صرح ماكرون في الأول من كانون الأول بأنّ "التدمير الكامل لحماس" سيؤدّي إلى "عشر سنوات" من الحرب. وفي الوقت نفسه، في 24 تشرين الثاني الماضي، دعا إلى "تحالف ضد حماس" مشابه للقتال ضد داعش. هذه المواقف والتصريحات المتناقضة تجعل الرئيس الفرنسي يواجه عدم الثقة الشديد في الشرق الأوسط: أصبحت فرنسا تثير السخرية في المنطقة.

عدم الثقة هذا بدا واضحاً خلال قمّة المناخ الكبرى في دبي. كما ذكرت صحيفة لوموند، "لم يسر الأمر كما كان مأمولًا لإيمانويل ماكرون" خلال COP28 جزء من عدم الثقة العميقة تجاه الرئيس الفرنسي يعود إلى موقفه الأولي المؤيد لإسرائيل".

خلال زيارته لدبي، حاول الرئيس الفرنسي تنظيم جولة إقليمية جديدة بعد جولة غير ناجحة في أواخر تشرين الأول. حاول لقاء محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لكن الأخير ألغى مشاركته. في محاولة يائسة، اقترح ماكرون طاولة مستديرة مع القادة العرب خلال COP28، لكن لم يشارك أحد.

أمضى فريق الاتصال بالإليزيه الأول من كانون الأول في التقليل من أهمية هذه النكسات الدبلوماسية. سفير فرنسي أوضح أن "الدعم الفرنسي غير المشروط لإسرائيل" قد شرعن سياسيًا وأخلاقيًا أفعال نتنياهو في غزة، مما أدى إلى عزلة فرنسا. ماكرون، الذي يؤكد الآن على "السيادة الأوروبية" بدلاً من "السيادة الوطنية"، قلّل بشكل كبير من مكانة فرنسا الدبلوماسية، على عكس أسلافه في الجمهورية الخامسة."