الدّراما السّورية نجحت في توثيقِ بعضِ أعمالها في ركنٍ حميمٍ للغاية في "النوستالجيا"، مسلسلاتٌ تشبهنا بتفاصيلها وتأخذُنا إلى هوائها وملمسِ حجارتِها وحقيقتِها التي تلتصقُ بالذّاكرة.

تربطُنا الدّراما السّوريّة بشيءٍ من النوستالجيا، كيفَ إن كانت منازلُها حقيقيّة ليست مجرد ديكورات مسبقة الصّنع كمدنِ التّصوير في مصر أو دبي... مَن لا يتذكّر الجو العائلي الحميمي في مسلسل "الفصول الأربعة"؟

نشرت الممثلة السّوريّة مها المصري، التي كانت بطلة من بطلات "الفصول الأربعة" (الجزء الأول 1999 والجزء الثاني 2002) فيديو، أعادَنا بالذّاكرة إلى منزلِ "كريم ونبيلة" (خالد تاجا ونبيلة النابلسي)... منزلٌ دمشقي مليء بالجو الدّفء من درجِه إلى بابِه إلى شتّى تفاصيله، حيثُ كان أفرادُ العائلة يجلسون معاً ولا هواتف محمولة في أيديهم!


"الفصول الأربعة"

بيوت العراقة

وتظهرُ تفاصيل العمارة الدمشقيّة القديمة في مسلسلات البيئة الشاميّة التي ترتبطُ بمنازلٍ جميلةٍ تحافظُ على الإرث الثقافي والمعماري إلى اليوم... فالحارات مصنوعة حديثاً لتشبه تلكَ القديمة، لكنّ المنازل حقيقيّة وقد صوّرت فيها أجمل الأعمال الدراميّة مثل "باب الحارة" (عُرض الجزء الأول منه عام 2006) و"ليالي الصالحية" (عام 2004) و"الخوالي" (عام 2000).

أحد بيوت دمشق القديمة

"السمرا"/ أم الطنافس

ومن منازل دمشق الحديثة والقديمة، يسافرُ الحنين إلى قرية "السمرا" في ريف اللاذقية (ناحية كسَب)، والتي صارت تُكنّى بـِ"أم الطنافس" نسبةً لاسمها في المسلسل الشّهير "ضيعة ضايعة"، فقد صوِّرَ فيها العمل عبر جزئين عامَي 2008 و2010... وبكت حجارة المنزل مَن كان يسكنُها أي الممثل الرّائع نضال سيجري "أسعد" الذي رحلَ عامَ 2013.

"أم الطنافس"


منازل ومشاهد وشخصيّات تبقى محفورة في الذّاكرة وتأتي على البالِ دوماً.