"لا ماء ولا دواء ولا طعام ولا كهرباء ولا وقود ولا اتصالات، وانترنت قطع لنحو 48 ساعة ليزيد القطاع عزلة على عزلة، لاءات تكاد لا تعدّ ولا تحصى.
من البرّ والبحر والجو تُقصف غزّة، بلا هوادة وبوحشية غير مسبوقة من قبل العدو الإسرائيلي الباحث عن إنجاز عسكري بعد 3 أسابيع من هزيمته النّكراء (هجوم حماس 7 تشرين الاول)، ولكن من دون أيّ نتيجة سوى الإمعان في قتل المدنيين العزّل من النساء والأطفال على مرأى ومسمع العالم. عالم اعتاد حكّام دوله على تلاوة خطابات التنديد والاستنكار والشجب فقط لا غير، وصولاً إلى أعرق الديمقراطيات في العالم التي تنادي بمبادئ حقوق الانسان والحيوان، حتى سقط القناع عن وجوههم جميعاً وبانت أنيابهم.
"لا ماء ولا دواء ولا طعام ولا كهرباء ولا وقود ولا اتصالات، وانترنت قطع لنحو 48 ساعة ليزيد القطاع عزلة على عزلة، لاءات تكاد لا تعدّ ولا تحصى باستثناء الهواء والموت والنار، هذا هو حال غزة اليوم. الهواء... لا سلطة للإسرائيلي عليه ليقطعه عن الفلسطينيين المحاصرين في غزّة، ولو استطاع، بالطبع لفعل. أمّا الموت والنّار فكلّ العالم شريك بقتل الفلسطينيين من دون استثناء، لأنّ السكوت اليوم هو عين الجريمة، هو الدم والبارود والدخان والنار والقتلى والجرحى.
غزّة الميدان
من غزة البداية الميدانية، فقد شهد أمس الأحد اشتباكات ميدانية عنيفة بين حماس والجيش الاسرائيلي، استعملت خلاله حماس الأسلحة المضادة للدروع عقب التوغل البري الاسرائيلي شمال غرب غزة، فيما الرواية الإسرائيلية أفادت بأنّ قوّاتها اشتبكت مع مقاتلين في منطقة الشاطئ قرب زيكيم وفي مناطق أخرى لم يتم تحديدها .
وفي تطوّر عسكري لافت أعلنت كتائب القسّام في بيان لها أنّ "مجاهديها نفّذوا عملية إنزال خلف خطوط تمركز جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب معبر بيت حانون (إيريز)، وأشارت انّها قصفت الموقع بقذائف الهاون والصواريخ لقطع النجدات عن الآليات المشتعلة المستهدفة في محيط الموقع". وقد أعلن الجيش الاسرائيلي انه نجح في منعهم من التسلل إلى منطقة إيريز بعد أن خرجوا من فتحة نفق في غزة.
ووفقا لما أوردته كتائب القسام فإنّ مقاتليها باغتوا القوات المتوغلة بعد تسللهم خلف خطوطها واشتبكوا معها، واستهدفوا تجمّعاً لآليات الاحتلال المتوغّلة في المنطقة الأميركية شمال غرب بيت لاهيا بطائرة الزواري الانتحارية.
مواجهات جنوبية ووتيرة الاشتباكات ترتفع
من الجهة اللبنانية تصاعدت حدّة الاشتباكات بشكل عنيف بعد ظهر أمس على الحدود الجنوبية بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، فيما سجل دخول كتائب القسام ـ لبنان وقوات الفجر الجماعة الإسلامية على خط المواجهات مستخدمة لبنان منصة لإطلاق صواريخ استهدفت كريات شمونة ونهاريا.
وبالتزامن مع إطلاق صواريخ من لبنان تسبّبت في حرائق بمستوطنة كريات شمونة، دوت صافرات الإنذار بعدد من مستوطنات شمال إسرائيل، وأعلنت "قوات الفجر" (الجناح العسكري للجماعة الإسلامية) في بيان، أنّها وجّهت "صليات صاروخية جديدة ومركّزة استهدفت مواقع العدو الصهيوني في محيط كريات شمونة وداخلها في شمال فلسطين المحتلة".
وهاجم عناصر حزب الله قوة مشاة إسرائيلية في موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية الموجّهة، واستهدف مسيّرة إسرائيلية في منطقة شرق الخيام وقد شوهدت بالعين المجردة وهي تسقط.
ونعى حزب الله "الشهيد محمد نجيب حلاوي من بلدة كفركلا في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس"، ما يرفع عدد الشهداء الحزب منذ الـ8 من تشرين الاول الحالي الى نحو 50 شهيداً.
في المقابل، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدات برعشيت وخراج رميش- هرمون وأطراف بلدة يارون.
وكانت مدفعية الجيش الإسرائيلي قد قصفت صباح أمس، بالقذائف الحارقة، الأحراج المحيطة ببلدتي الناقورة، وعلما الشعب.
كما صرّح الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري في مؤتمر صحافي "قصفنا مواقع لحزب الله على الجبهة الشمالية وكلّ من يقترب من حدودنا سنقتله".
كلمة لنصرالله يوم الجمعة
في السياق، أعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله عن كلمة سيلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بحفل تكريم للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، وذلك يوم الجمعة المقبل في 3 تشرين الثاني عند الثالثة بعد الظهر.
باسيل الحرب لم تغيّر المعطى الداخلي
في السياسة أيضاً أكَّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن "إسرائيل" لم تكن يوماً بحاجة إلى عذر لتعتدي علينا، و7 تشرين الأول سيفرض معادلة جديدة، والخسارة سجلت على اسرائيل بعدما كرست في حرب تموز وبدأت في الـ 2008"، معتبراً أن "لا حل إلّا بالدولتين ونحن مع مبادرة بيروت، ونحن بتفكيرنا شعب السلام والأخوة بين البشر، وما يهمني هو لبنان".
وقال باسيل في مقابلة تلفزيونية: "لا ازال على موقفي برفض انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولا تغيير بالموقف بالنسبة لمشاركة الوزراء في الحكومة، وإذا كان هناك حاجة لموقف مبدئي هناك الجلسات التشاورية وفي حال الحاجة لصدور قرارات لا حاجة لجلسات بل لصدور المراسيم وفق الطريقة المطلوبة".
وأردف: "رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي هو من طرح معي موضوع قيادة الجيش. من الآخر هذه القصة لماذا لم تحصل في الأجهزة الاخرى؟ لأن خلفية التمديد لقائد الجيش سياسية، على صلة بالرئاسة، وأحدهم في الزيارات السبع التي قمت بها قال لي "عم يعملوها نكاية فيك"... بالعسكر لا فراغ بل التراتبية تحكم".
واضاف:" بالموضوع الرئاسي لمست وعيا لناحية "انو ما فينا نضل هيك" والحرب لم تغير المعطى الداخلي وسمعت بأنّ المبادرة القطرية قائمة ونحن علينا القيام بجهدنا في الداخل لملاقاتها".
مظاهرات تعمّ أرجاء العالم دعماً لـ "غزة"
تزامناً، تواصلت المظاهرات والوقفات في مدن عربية وعالمية تنديداً بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دخلت يومها الـ23 مخلفة 8005 قتيلاً، بينهم ما يزيد عن 6000 طفلاً وامرأة.
وفي تطوّر شعبي لافت اقتحم متظاهرون مطاراً في داغستان التابعة للاتحاد الروسي بعد هبوط طائرة مقبلة من "إسرائيل"، ودخل المتظاهرون المنددون بالاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة مبنى الركاب ووصلوا الى مدرج المطار واجتازوا الحواجز بهدف تفتيش السيارات المغادرة بحثاً عن مسافرين إسرائيليين وفق مقاطع فيديو بثتها وكالة إزفستيا الروسية وقناة "آر تي" وتمّ تداولها على وسائل التواصل.
وأعلنت وكالة الطيران الروسية أنه في أعقاب اقتحام مجهولين منطقة الملاحة في مطار "محج قلعة"، تم اتخاذ القرار بإغلاقه مؤقتا أمام رحلات الوصول والإقلاع مؤكَّدة أن قوات الأمن وصلت المكان.
وقد نقلت وكالة رويترز للأنباء عن وكالة الطيران أن كل الطائرات المتجهة إلى "محج قلعة" تم تحويلها إلى مطارات أخرى.
وفي رد فعل لتل أبيب، قال مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إنه يتابع مع الخارجية ورئاسة الأمن القومي تطورات الأحداث في داغستان، مضيفاً أن "إسرائيل" تتوقع من السلطات في داغستان الحفاظ على سلامة جميع المواطنين الإسرائيليين واليهود.
وأضاف البيان الإسرائيلي أنّه "ينبغي التصرّف بشكل حاسم ضد مثيري الشغب وضد التحريض الجامح الموجه ضد اليهود والإسرائيليين".