في الداخل "الإسرائيلي" بدأت علامات التخبّط تبرز إلى العلن أكثر فأكثر مع قلّة الانجازات العسكرية النوعية وحجم الكارثة الوجودية التي تتهدّد الكيان أكثر من أي وقت مضى، فبين معارض وموال للاجتياح البري لغزة من جهة وتوسيع رقعة الاشتباك في جنوب لبنان مع حزب الله من جهة ثانية، يقف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عاجزاً عن اتخاذ قرار خوفاً من النتائج التي ربما لن تكون في مصلحة "اسرائيل" رغم الدعم الاميركي الكبير الذي تحظى به منذ اللحظة الاولى على هجوم الـ7 من تشرين الاول والذي خلف نحو 1400 قتيل اسرائيلي والاف الجرحى فضلاً عن اسر 155 "اسرائيلي" وفق ما اعلنه الاعلام العبري.
أيام عشر مضت ويوماً بعد يوم ترتفع وتيرة الحرب على اكثر من ذي جبهة، وبينما تشتد ضراوة العدوان الاسرائيلي على فلسطين، يتكشف للعالم الذي انتهج سياسة غضّ الطرف منذ اليوم الأول للعدوان حجم الهمجية والإحرام الذي يمارسه الجيش المصنّف خامساً عالمياً من جهة، وفشله من جهة اخرى بتحقيق ايّ مكسب عسكري في رقعة جغرافية لا تتجاوز مساحتها الـ365 كلم 2، أما أهمّ إنجازاته فهو محو 50 عائلة فلسطينية من السجلات المدنية وقطع الماء والكهرباء والغذاء عن نحو مليون فلسطيني، وإنذارهم بضرورة مغادرة شمال غزة المحاصرة إلى جنوبها وإلا سيكون الموت مصيرهم، والعالم بأمّه وأبيه صامت متفرّج.
عسكرياً، لم تنجح شراسة القصف والقتل والدمار حتى هذه اللحظة في منع حماس من اطلاق صواريخها نحو المستوطنات والمدن الاسرائيلية الكبرى وصولاً إلى تل أبيب، بغض النظر عن حجم فعالية القبة الحديدية في اعتراض تلك الصواريخ، وجلّ ما حققته في غزّة هو قتل ما يزيد على 2700 فلسطينياً وأكثر من 10000 إصابة 60 في المئة منها من الأطفال والنساء والشيوخ، يضاف إليهم 56 قتيلاً و1200 جريح في الضفة.
في الداخل "الإسرائيلي" بدأت علامات التخبّط تبرز إلى العلن أكثر فأكثر مع قلّة الانجازات العسكرية النوعية وحجم الكارثة الوجودية التي تتهدّد الكيان أكثر من أي وقت مضى، فبين معارض وموال للاجتياح البري لغزة من جهة وتوسيع رقعة الاشتباك في جنوب لبنان مع حزب الله من جهة ثانية، يقف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عاجزاً عن اتخاذ قرار خوفاً من النتائج التي ربما لن تكون في مصلحة "اسرائيل" رغم الدعم الاميركي الكبير الذي تحظى به منذ اللحظة الاولى على هجوم الـ7 من تشرين الاول والذي خلف نحو 1400 قتيل اسرائيلي والاف الجرحى فضلاً عن اسر 155 "اسرائيلي" وفق ما اعلنه الاعلام العبري.
الحرب مع حزب الله ليست في مصلحة اسرائيل
على الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية السيناريو مختلف تماماً حيث الخطوات العسكرية من قبل حزب الله مدروسة وتُُكال بدقة متناهية بضربات توجه إلى مواقع عسكرية فقط، وتصيب أهدافاً دقيقة ومباشرة شملت يوم أمس الأحد 10 مواقع عسكرية اسرائيلية وأسفرت عن تدمير 3 دبابات ومجنزرة بالاضافة إلى تعطيل عدد من كاميرات المراقبة المنصوبة فوق موقع المطلة.
ومن جهته، أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن على إسرائيل أن توقف فوراً جرائم الحرب التي ترتكبها في غزة قبل فوات الآوان، لافتاً في تصريح صحافي إلى أنّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أطلعه على عدة سيناريوهات تصعيدية محتملة من شأنها إحداث زلزال في إسرائيل، وفِعلها سيغير خريطة الإحتلال الاسرائيلي لفلسطين وفق تعبيره.
في المقابل، اعترف وزير الحرب الإسرائيلي "يوآف غالانت"، أنّ شنّ حربٍ على الجبهة الشمالية لا يصبّ في مصحلة "إسرائيل"، تزامناً مع تناقل العديد من الشبكات الاعلامية الكبرى أخباراً مفادها بأنّ الولايات المتحدة الأميركية تضغط على بعض الدول الاقليمية لاخبار حزب الله تجنب فتح جبهة ثانية للحرب.
النبرة الدولية تتغير من التصعيد إلى ما يلامس البحث عن حلول
كذلك، بدت لافتة خلال الساعات الأخيرة النبرة الدولية حيال الحرب الاسرائيلية على غزة ونزول سقف التصريحات من اللهجات التصعيدية إلى ما يلامس مستوى البحث عن حلول عبر بعض القنوات الدولية، إذ قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، إن السعودية ترفض استهداف المدنيين وتعطيل البنى التحتية في غزة.
وأشار ولي العهد إلى أن "المملكة تسعى لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد في غزة"، مؤكداً ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن القطاع.
في السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ الاخير حذر نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال هاتفي اليوم من أيّ تصعيد أو توسيع لرقعة الصراع بين إسرائيل وحماس ليشمل لبنان على وجه الخصوص.
كذلك، أجرى بلينكن محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأحد، الذي قال خلال اللقاء "إنَّ رد الفعل الإسرائيلي تجاوز حدّ الدفاع عن النفس"، معرباً عن خشيته من "عقاب جماعي" لسكان قطاع غزة، ومؤكداً رفضه التام لاستهداف المدنيين.
في المقابل، دعا بلينكن السيسي إلى العمل معا حتى لا تتوسع الأزمة الحالية بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث كانت مصر هي سابع محطة في جولة بلينكن الإقليمية التي بدأها من إسرائيل الخميس الماضي وشملت الأردن وقطر والبحرين والإمارات والسعودية.
ساعات قليلة يمكن أن تفصل المنطقة بأسرها على حرب كبرى
في المحصلة، هي ربما ساعات قليلة تفصل المنطقة بأسرها على حرب كبرى إذا ما قرّر حزب الله الانغماس أكثر فيها أو جنحت قواعد الاشتباك عن المألوف في جنوب لبنان والذي رسمته الايام الـ 10 الاخيرة، والنتيجة باتت معلومة، أن ما قبلها لن يكون كما بعدها من حيث السياسة وحتى الجغرافيا في المنطقة، خصوصاً مع اخذ الادارة الاميركية هذه الحرب على عاتقها عبر ارسال أساطيلها الى شرق المتوسط وحشد الاعلام الغربي والعالمي لدعم المزاعم الاسرائيلية، فيما يدرك القادة الاسرائيليون أكثر من غيرهم حجم الخطر الذين قد يُقبلون عليه في اي خطوة لا تكون محسوبة، فكما يعلمون أن كل الدعم والحشد واستدعاء نحو 350 الف جندي احتياطي قد لا يدفع عنهم الخطر الأكبر بالنسبة لهم، والا لكانت الاجراءات العسكرية الاسرائيلية على غير هذا النحو، أو أقله لم تكن لتظهر بهذه الهشاشة فجر السبت 7 تشرين الأول عندما كانت نيّة حماس اسر بضعة عناصر اسرائيليين من اجل عملية تبادل لاحقة، واذ بها تتفاجأ برخاوة وهشاشة الميدان حدّ الصدمة، ليس لحماس فقط بل للعالم كلّه.