إذا ما تبنّينا وجهة النّظر التي تُفيد بسحب الورقة الرئاسية من يد الفرنسي ووضعها بيد أي عضو آخر من أعضاء اللجنة الخماسية حيث كثرت الأقاويل والتحاليل عن دور قطري مزمع لتولّي زمام الأمور، يبدو أنّ السعودي من خلال تحركاته الظاهرة والمبطنة قد انخرط في الأزمة اللبنانية أكثر

عاد الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أدراجه إلى العاصمة الفرنسية باريس من دون تحقيق أيّ انجاز يُذكر على صعيد الأزمة الرئاسية اللبنانية، والأمل الكبير الذي عُلّق على زيارته قبل أن تحطّ طائرته في مطار رفيق الحريري الدولي مطلع الأسبوع الفائت سرعان ما تلاشى مع إقلاع الطّائرة نفسها نهاية الأسبوع، فلا حوار انعقد ولا خريطة طريق واضحة المعالم وُضعت لترسم الطريق نحو قصر بعبدا، ما أثار زوبعة كبيرة من التحليلات حول مفاعيل تلك الزيارة وفائدتها على مقاس أحلام كلّ فريق، في حين بقيت أكبر الدلائل للزيارة وأبرزها اجتماع النواب السنّة في دارة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري في اليرزة بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى جانب لودريان، هذا الاجتماع الذي مثّل رسائل في اتجاهات عدّة، أهمّها أنّ الرياض ما تزال تحمل الكلمة الفصل للنواب السنّة على الساحة السياسية اللبنانية، وهذا ما يعطيها ورقة واضحة تضعها على طاولة اللجنة الخماسية المقرّر لها أن تنعقد يوم غد الثلاثاء في نيويورك.

وعلى ايّ حال فإذا ما تبنّينا وجهة النّظر التي تُفيد بسحب الورقة الرئاسية من يد الفرنسي ووضعها بيد أي عضو آخر من أعضاء اللجنة الخماسية حيث كثرت الأقاويل والتحاليل عن دور قطري مزمع لتولّي زمام الأمور، يبدو أنّ السعودي من خلال تحركاته الظاهرة والمبطنة قد انخرط في الأزمة اللبنانية أكثر، وبشكل أكثر وضوحاً بعدما امتنعت منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون عن إعطاء موقف أو تصريح واحد يدعم وجهة نظر فريق دون آخر، فهل تصبح الرياض طرفاً يدعم خياراً رئاسياً معيناً؟ ومن منطلق منطقي بحت فإنّ دعوة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه في 31 آب الفائت، تبقى مرهونة بما سيصدر عن اجتماع النيويورك ليبنى برّي على الشيء مقتضاه من حيث تحديد الوقت والترقّب لمن سيحضرها أو يتخلّف عنها.

وهنا تبرز وجهة نظر مقابلة ترى أنّ دعوة بري للحوار جاءت بعد تنسيق دولي على أعلى المستويات لإنزال الجميع عن شجرة السقوف التفاوضية المرتفعة على اسم الرئيس المقبل، وأنّ أيّ حركة سياسية باتت محسوبة وتقاس بدقّة، حيث يخشى المعنيّون التورّط في إطلاق أيّ تصريح على نسق المواقف السّابقة وهذا ما انعكس رتابةً على المشهد السياسي خلال نهاية الأسبوع وتطابق مع ما قرأته مصادر متابعة لتصريح رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل أمس خلال حفل انطلاق الولاية الجديدة لرئاسة التيار.

باسيل: تعوا نتحاور

وبدوره، دعا باسيل "لتحييد وطننا عن صراعات وأيديولوجيّات ليس له علاقة فيها، ونتفّق على دور للبنان يحفظه، ويجاوب على إشكالية المستقبل وكيفية استنهاض الدّولة"، قائلاً: "إنًّ الأولويّات الرئاسية هي خريطة إنقاذ. تعالوا نتحاور فيها ونلتزم بما نتّفق عليه مثل ما عم نعمل مع حزب الله. تعوا لحوار حقيقي وإلا بلاه. منطق الحوار والتفاهم يفرض نفسه إذا أردنا الخروج من الفراغ والانهيار اللهمّ إلّا إذا كانت هناك نيّة لفريق أن يُبقينا بالفراغ ونية فريق آخر يُبقينا بكوابيس الماضي".

وأضاف: "لنلتزم جميعاً وعلى رأسنا الرئيس برّي بعقد المجلس النيابي بنهاية الحوار المحدود زماناً بجلسات انتخاب مفتوحة نكرّس فيها الاتفاق على الاسم إذا حصل، أو نلتزم التنافس الديموقراطي للانتخاب بين المرشحين"، مشيراً إلى أنّ "هذا النّظام بحقيقته نظام فساد وتسلّط ومحاصصة، قسّم الناس ورهن حقوقهم بالولاء للزعماء ووضع اللبنانيين بمواجهة بعضهم البعض وباعد بيناتهم لدرجة انّ البعض ذهبوا يتخيّلوا انّو الحل هو بالانفصال".


أطلق النار في الهواء وروع المواطنين في جونية

على خطّ آخر، شهدت ساحة مدينة جونية حالاً من الهلع، بعدما أقدم شاب يرتدي زياً عسكرياً يحمل شعار حزب القوات اللبنانية ويحمل سلاحاً رشّاشاً، على وضع متراس وأعلام وأناشيد قوّاتية، مما استدعى تدخّلاً فوريا من قبل الأجهزة الأمنية وألقت القبض عليه، بعدما أطلق النّار في الهواء.

وفي وقت لاحق صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي:"بتاريخ 17 / 9 / 2023 أوقفت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات في مدينة جونيه المواطن (ج.ح.) لإقدامه على إطلاق النّار في الهواء وترويع المواطنين، وضبطت في حوزته سلاحاً حربياً من نوع كلاشنكوف و16 رمانة يدوية وكمية كبيرة من الذخائر الحربية والأعتدة العسكرية، وأعلاماً حزبية. وقد سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص".

وقف إطلاق النار مستمر حتى الساعة في عين الحلوة

منذ الساعة السادسة من مساء يوم الخميس الفائت، ما يزال قرار وقف اطلاق النار ساري المفعول بين كل من حركة فتح والمجموعات المسلّحة في مخيم عين الحلوة بعد المساعي الحثيثة التي قامت بها الجهات الفلسطينية المعنية بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وعلى الأثر عادت خلال الأيام القليلة الفائتة عشرات العائلات الفلسطينية إلى منازلها في الاحياء التي كانت بعيدة من محاور القتال فيما تنتظر عائلات أخرى ما ستحمله الايام المقبلة من تطوّرات لجهة تحصين الهدنة وسحب المسلّحين من مدارس الاونروا وتسليم المتّهمين باغتيال اللواء أبو اشرف العرموشي ومرافقيه إلى القضاء اللبناني.

من جهته، أعلن رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران في بيان، إعادة فتح فروع الجامعة في صيدا ومزاولة الأعمال الأكاديمية والإدارية فيها، وذلك اعتباراً من صباح غد الإثنين في 18 الحالي، بعد استقرار الأوضاع الأمنية في مدينة صيدا.

منصوري في الجزائر واهتمام عربي لافت بالوضع النقدي والاقتصادي في لبنان

حضر حاكم مصرف لبنان بالوكالة وسيم منصوري اجتماع صندوق النّقد العربي المنعقد في الجزائر، وسط مشاركة حكّام ومحافظي المصارف العربية، وقد بدا لافتاً الاهتمام العربي بالوضعين الاقتصادي والنقدي في لبنان. 

الأساتذة... لن يكون هناك عام دراسي كما تمّ تمرير العام الماضي

على خط آخر لوّح الأساتذة المتعاقدون في التعليم الأساسي الرسمي والثانوي بورقة الامتناع عن الحضور إلى المدارس واعطاء الدروس للعام الدراسي المقبل 2023 - 2024، مطالبين عبر كتاب موجّه إلى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي بعدّة مطالب، أهمّها، "رفع أجر ساعة التعاقد في التعليم الأساسي إلى 6 دولارات و8 دولارات لمتعاقدي الثانوي تدفع بالليرة اللبنانية عبر منصة صيرفة، ويكون السّعر متحرّكاً وفقاً لصعود وهبوط سعر صرف الدولار طوال العام الدراسي، دفع حوافز مالية لا تقلّ قيمتها عن 300 دولار للأساتذة المتعاقدين مرتبطة بعدد ساعاتهم، تعديل مرسوم بدل النقل من 3 أيام إلى كل يوم حضور...".

كما شددوا على "ضرورة تحقيق هذه المطالب وإلّا لن يكون هناك عام دراسي كما تمّ تمرير العام الماضي على حساب حقوقنا وأوجاعنا وحرمان الحقوق".