تتنوّع الكوميديا، بين كوميديا الموقف والكوميديا التي تعتمدُ الإضحاك عن طريق المفردات المستخدمة، لكنّ حسام تحسين بك بدور "أبو طمزة المشنشَل" صنعَ دوراً أيقونياً يجمعُ بين الموقف والمفردات، وذلك في مسلسل "عيلة 7 نجوم"، الذي كتبه المبدع ممدوح حمادة (كاتب "ضيعة ضايعة" و"الخربة") وأخرجه "شيخ الكار" الرّاحل هشام شربتجي.
"أبو طمزة" روحُهُ طيّبة، متزوجٌ من "بوران كرعوبة" التي تتحكّم به. يُحاولُ أن يوجد لنفسه مكانةً بين العائلة المكوّنة من زوجته المتسلّطة وابنيها "غادة" و"بديع" من زواجها السّابق، لكنّهُ يفشل. رغبتهُ بالإنجاب كي يحافظَ على نسل "المشنشَل" تدفعهُ إلى الانفصال عن "بوران"، يفعلُها ثمّ يتزوّج من فتاةٍ تصغره بعقودٍ، فما يكون به إلا أن يتعرّض لتسلطٍ واستغلالٍ أكبر. يعيشُ الصّراع، فهو يقطن في منزلٍ مشتركٍ تعيشُ فيه طليقته! يندمُ على الانفصال ويعيشُ خيباته وحيداً.
ناولَ حسام تحسين بك الجمهور جرعةً كوميديّة دسمة، ساعدت فيها مقوّماتٌ عديدة يتمتعُ بها، منها مرونته الجسديّة فهو بالأساس راقص فنون شعبيّة ولديه ملامح آخّاذة ويمتلكُ ذكاءً عالياً. حينها كان رجلاً خمسينياً لكنّه قدّم دوراً على أنّهُ في السّبعين من عمره!
يمدحُ "أبو طمزة" بنفسه محاولاً استمالة الآخرين ويقول: "أنا زلمة لئطَة"!، ثمّ يستعطفهم بحزنه المعهود قائلاً: "يا رب موت وتحتاروا فيني"... كلماتُهُ تبقى حاضرةً في ذاكرةِ الجمهور.
عموماً قلّما تستطيع أن تكره شخصيّةً يقدّمها حسام تحسين بك، فروحه الطّيبة تطفو على وجههِ، تلك الرّوح الصّادقة هي العنصر الأبرز في نجاح "أبو طمزة".