عودة النازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم تأتي مع إطلاق برنامج التسامح الوطني ومشروع إعادة الإعمار
شهدت النقاط الحدودية الشرعية وغير الشرعية بين لبنان وسوريا حركة عبور غير مسبوقة، حيث كانت أرتال السيارات والحشود يغادرون الأراضي اللبنانية في مظاهر احتفالية عند جانبي الحدود أعادت إلى الأذهان صور أهل الجنوب خلال عودتهم إلى قراهم عقب عدوان تموز 2006 وقبلها بعيد انسحاب الجيش الإسرائيلي في العام 2000. شعور العودة إلى الوطن والانتماء إلى الأرض كان طاغياً اليوم في البلدين الشقيقين.
عودة النازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم تأتي مع إطلاق برنامج التسامح الوطني ومشروع إعادة الإعمار بعد أن أعلنت جامعة الدول العربية بدعم من الأمم المتحدة إنشاء صندوق دعم ساهمت فيه دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.
سُجّل تراجع حاد في سعر صرف الدولار الأميركي مع استعادة الليرة اللبنانية بعضاً من قيمتها مع تواتر أخبار تفيد باكتشاف الحفّارة لمخزون كبير من الغاز والنفط في الرقعة رقم 9
على الجانب اللبناني من الحدود وخصوصاً في منطقتي البقاع والشمال كانت شركات عملاقة قد باشرت بتجهيز منشآت لها لاستقبال العمال والمعدّات، وهي شركات ستنشط في مجال البناء والإعمار في الداخل السوري. وكان لافتاً أداء الجانب اللبناني لجهة تسهيل عمل هذه الشركات وتوفير الدعم لها بشكل استحق تنويهاً عالمياً.
ولبنانياً أيضاً سُجّل تراجع حاد في سعر صرف الدولار الأميركي مع استعادة الليرة اللبنانية بعضاً من قيمتها مع تواتر أخبار تفيد باكتشاف الحفّارة لمخزون كبير من الغاز والنفط في الرقعة رقم 9. ومع إعلان لبنان عن مناقصة للتنقيب عن النفط والغاز في البلوكات الأخرى، حيث أبدت 20 شركة على الأقل استعدادها للمشاركة في العملية، وهو ما انعكس إيجاباً على التصنيف المالي للبنان.
على صعيد الكهرباء ونظراً للتطور الحاصل على الجانب السوري ومع وقف العمل بقانون قيصر للعقوبات، بدأ العمل باتفاقية استجرار النفط والغاز من مصر والأردن. وأصبحت التغذية بالتيار 18 ساعة في اليوم الواحد، مع تخفيض بالتسعيرة مع تراجع سعر صرف الدولار. مع وعود أطلقتها مؤسسة كهرباء لبنان بتوفير بـ 24 على 24 كهرباء مع نهاية العام الحالي.
على صعيد أموال المودعين في المصارف اللبنانية، أعلنت جمعية المصارف عن استعدادها لإعادة كامل الودائع لأصحابها وهي على تنسيق مع المصرف المركزي لمعالجة هذا الأمر. ويأتي هذا التطوّر بعد انتشار أخبار أفادت بأنّ أغلب التحويلات المالية التي تمت إلى الخارج نجح مصرف لبنان باستعادتها بعد مراسلة المصارف المعنيّة. كما تمّ استعادة المبالغ التي جمّدتها دول عدّة على خلفيّة قضيّة حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة.
على الصعيد الرئاسي أعلن رئيس مجلس النواب عن جلسة نيابية لانتخاب رئيس مع التأكيد على النواب بعدم فرط النّصاب. ويأتي هذا الأمر بعد الجلسات التشاورية بين مختلف الأحزاب اللبنانية والكتل النيابية والتي خلصت إلى إعلان موحّد وتعهّد بالتعاون من أجل مصلحة الوطن ودعم الحكم أيّاً تكن نتيجة الانتخابات. فالكلّ ملزم بالعمل من أجل المصلحة العامّة مع التأكيد على أنّ المصلحة الوطنيّة فوق كلّ اعتبار.
وعلى الجانب الجنوبي من الحدود وبعد إعلان إسرائيل عن موافقتها على مبادرة السلام العربية التي أقرّت في بيروت في العام 2002 والتزامها بحلّ الدولتين وحقّ العودة. شهد معبر الناقورة الحدودي حركة عبور لمئات اللاجئين الفلسطينيين الذي وطأوا أرض وطنهم الأم لأول مرّة في حياتهم. وكان مراسلو وسائل الإعلام الغربية يسألونهم عن أسماء قراهم وماذا يتوقعون أن يجدوا بعد هذه السنوات. وأصدق الإجابات كانت تلك الدموع التي اختلط فيها الفرح بالحزن، كمّ من الفلسطينيين ماتوا وهم يحلمون بهذه اللحظة. كانت الكاميرات ترصد وجوه كبار السنّ والأطفال لرصد انفعالاتهم مع أنّ وجه تلك العجوز القابضة على مفتاح حديدي ضخم معلّق في عنقها كان الأكثر حضوراً على أغلب الشاشات.
وحده ذاك الصوت المزعج نغّص هذا المشهد، إنّه صوت جرس الهاتف الذي قطع عليّ حلم اليقظة هذا. كلّها مشاهد متخيّلة كان يمكن أن تكون واقعية كما كان يمكن ألّا نشهد كلّ ما عشناه من مآسي لو أنّ نكبة فلسطين لم تحدث.