قطوع ثانٍ سيشهده لبنان هذا الأسبوع بعد تمرير الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الخميس المقبل، إذ سيقاطعها نواب الكتل "المعارضة" فيما يبقى مصيرها مرهوناً على مشاركة "تكتل لبنان القوي" لتأمين نصاب انعقادها حيث من المرجح وفق مصادر مواكبة بأنّ التيّار سيحضر تحت عناوين الضرورة الملحّة.

"شتِّت بـ آب". تسبّب الحرّ الشديد وإرتفاع نسبة الرطوبة في لبنان، بتساقط الأمطار في بعض المناطق العكارية وكذلك في الهرمل والمتن الأوسط أمس. الأعجوبة هذه ليست الوحيدة التي تحقّقت قبل نهاية الأسبوع، حيث نجا لبنان من قطوع كوع الكحالة الذي كاد أن يودي بالبلاد والعباد، رغم أنّ تداعياته ما تزال تتردّد على كامل الـ10452 كلم2 على شاكلة بيانات وأحاديث وكلمات، وحتّى مدونات وتغريدات.

قطوع ثانٍ سيشهده لبنان هذا الأسبوع بعد تمرير الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الخميس المقبل، إذ سيقاطعها نواب الكتل "المعارضة" فيما يبقى مصيرها مرهوناً على مشاركة "تكتل لبنان القوي" لتأمين نصاب انعقادها حيث من المرجح وفق مصادر مواكبة بأنّ التيّار سيحضر تحت عناوين الضرورة الملحّة.

الراعي: لا يمكن العيش على أرض واحدة فيها أكثر من دولة وأكثر من جيش

أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي عن ألمه وحزنه مع أهالي عين إبل الأعزّاء بعد قتل الياس الحصروني.

وقال الراعي خلال تدشين كنيسة أُم المراحم في القعقور: "نحزن ونتألّم مع أهالي الكحّالة الأعزاء بعد سقوط فادي بجاني ضحية شاحنة الأسلحة التابعة لحزب الله، ويؤلمنا أيضاً سقوط ضحيّة من صفوفه"، مؤكداً "تسليم أمر التحقيق لمؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية والقضاء لإيماننا الدائم بالدولة ومؤسساتها.

وأضاف: "لن نخرج عن منطق الدولة ولن ننزلق إلى العيش من دونها وإلى الإحتكام لغيرها، وفي الوقت نفسه نطالب مكوّنات البلاد والأحزاب أن ينتظموا تحت لواء الدولة خصوصاً بشأن استعمال السلاح".

وشدّد الراعي على أنّه "لا يمكن العيش على أرض واحدة فيها أكثر من دولة وأكثر من جيش وأكثر من سلطة وأكثر من سيادة، لذا يجب تطبيق اتفاق الطائف"، داعياً إلى "انتخاب رئيس بأسرع ما يمكن إذ لا مبرر لعدم انتخابه منذ أيلول الفائت، فهو الضامن لإحياء المؤسسات الدستورية والإدارات العامة والحفاظ على صيغة العيش معاً".

برّي: أنا حاضر وجاهز

من جهته، أكَّد برّي، في حديثٍ صحافي، أنّ "الجلسة التشريعية التي دعا إلى انعقادها يوم الخميس المقبل قائمة في موعدها".

ولدى سؤاله عمّا يقوله إزاء إعلان بعض الكتل النيابية رفضها الحضور والمشاركة في الجلسة، أجاب على الفور "أنا حاضر وجاهز".

وعن رأيه في حادث الكحالة وما خلّفه من ردود فعل، أشار بري إلى أنّه سبق أنّ تحدث في هذا الموضوع في أحاديث صحافية، معتبراً أنّ "لبنان اجتاز قطوعاً كبيراً إثر هذا الحادث".

وفي وقت سابق كان قد دعا بري إلى جلسة عامة تشريعية في تمام الساعة 11 من قبل ظهر يوم الخميس الواقع في 17 آب 2023، وذلك لمناقشة المشاريع والإقتراحات المدرجة على جدول الأعمال.

رعد: رفض المقاومة يعني رفض اتفاق الطائف

بالتزامن، حمّل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، مسؤولية ما جرى في بلدة الكحالة إلى من اتّهمهم بالتّحريض ضدّ المقاومة، معتبراً أنّ رفض المقاومة يعني رفض اتفاق الطائف.

وقال في كلمة من بلدة حداثا الجنوبية: "تداعيات الحادث المؤسف الذي حصل في الكحالة كان بسبب التحريض والحقد الذي ينفثه الآخرون، المسألة ليست مسألة شاحنة انقلبت على كوع الكحالة، واستدعت ردة الفعل الهوجاء من قبل بعض المحرّضين الذين استجابوا لتعليمات من الغرف السُّود التي كانت تحرّكهم، وإنما المسألة كانت مسألة موقف من المقاومة".

منهجية لودريان تتمثل بسؤالين اثنين

على المقلب الرئاسي، تتحضر البلاد لعودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مطلع أيلول المقبل، والذي يفترض أن يكون تلقّى أو سيتلقّى أجوبة الجميع على السؤالين اللذين وجههما إلى القيادات والكتل النيابية التي التقاها في زيارته الأخيرة لبيروت وهما:

- ما هي الملفّات التي تمثّل الأولوية والمطلوب معالجتها في مطلع عهد الرّئيس الجديد؟

- ما هي المؤهّلات الواجب توافرها بالرّئيس الذي يجب أن يعالج هذه الملفّات؟

ويقول قطب نيابي التقى لودريان أنّ هذين السؤالين يشكّلان "منهجيّة العمل" الحالية للموفد الفرنسي الذي سيقاطع بين الأجوبة التي سيتلقاّها من الجميع، ومن ثم يجتمع إليهم على "طاولة تشاور" في قصر الصنوبر ويقدّم لهم الخلاصة التي انتهى إليها، ويتقرّر في ضوء هذا اللقاء مصير الاستحقاق الرّئاسي بتوافق على رئيس أو بالذهاب إلى تنافس بين مرشّحين أو اكثر في جلسة انتخابية مفتوحة.

ويرى هذا القطب أنّ جولة لودريان المقبلة ستكون حاسمة، اذ يتوقّع أن تسبقها تطوّرات وربما مفاجآت، وسيتحدّد في ضوئها مصير هذه الجولة، فإمّا أن تكون مسك الختام في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وإمّا تكون مورداً لجولات جديدة من العراقيل والتعقيد والنزاعات السياسية حول هذا الاستحقاق الذي لا يعرف أحد البُعد أو المدى الذي ستأخذه، خصوصاً إذا صحّ أنّ المنطقة ستعود إلى دائرة التصعيد في حال تعثّر فعلاً استكمال تنفيذ الاتّفاق السّعودي ـ الإيراني. أمّا في حال لبّى الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي قريباً دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض التي كان وجهها إليه غداة توقيع اتّفاق بكين في العاشر من شباط الماضي، فإنّ ذلك سيكون مؤشّراً إلى زوال المعوّقات أمام استكمال مسيرة التفاهم بين البلدين على كلّ المستويات.

ويقول القطب النيابي أنّ فريقاً سياسياً في لبنان تراءى له أنّ التطورات الامنية الأخيرة من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الى كوع الكحالة استدعت تدخّل الجيش اللبناني على غرار تجربة نهر البارد وغيره من الاحداث، ما سيستولد الظّروف التي يمكن أن تذلّل الموانع من أمام انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، مثلما حصل عند انتخاب قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بموجب "اتّفاق الدوحة" عام 2008.

وبحسب القطب نفسه فقد تبيّنت الخلفيّات الفلسطينية والإقليمية الكبرى لما حصل في عين الحلوة، خصوصاً بعد صدور التّعاميم والبيانات الديبلوماسية العربية والأجنبية المتعلقّة بدعوة الرعايا إلى مغادرة لبنان، والتي جاءت بمثابة رسائل وجهتها دولها، وتحديداً السّعودية.

ويروي أحد المسؤولين المتابعين أنّ من الخلفيّات التي ينطوي عليها البيان السعودي هو التعثّر الذي نشأ بين الرياض وطهران وبين الرياض ودمشق، سواء على مستوى الرّغبة السعودية في تدخّل إيراني فاعل لإقفال ملفّ حرب اليمن، أو بالنّسبة إلى تلبية دمشق لبعض المتطلّبات السعودية الخليجية بعد الرعاية السعودية من أجل عودتها إلى جامعة الدول العربية في قمّة جدّة الأخيرة. ومن هذه المتطلّبات إرساء حلّ سياسي متوازن للأزمة السورية، ما يفتح الباب لانخراط دول الخليج العربي في ورشة إعمار ما دمّرته الحرب في سوريا.

ويستدلّ من كلّ هذه التطورات، مضافاً إليها ما جرى في الكحّالة، معطوفاً على المواقف السياسية التي أُطلقت ومن المتوقّع أن تستمرّ في قابل الأيام، أنّ الأزمة اللبنانية قد رُبِطت أو ارتبطت مجدّداً وعميقاً بقضايا المنطقة، وإنّ حلّها بات مرهوناً بتوافر الحلول لهذه القضايا، وتحديداً باستكمال تنفيذ الاتفاقات السّعودي ـ الإيراني والسّعودي ـ السّوري والأميركي ـ الإيراني، خصوصاً وأنّ واشنطن معروف عنها أنّ "لها في كلّ عرس قرص" إذ لا يمكنها تسهيل أيّ اتفاق محلّيّاً كان أو اقليمياً أو دولياً إذا لم تضمن حصّتها أو فرص استفادتها منه. فكيف إذا كان اتفاقاً بحجم الاتّفاق السّعودي ـ الإيراني، والاتّفاق السّعودي ـ السّوري لما لهذين الاتفاقين من تداعيات على المنطقة عموماً وعلى اليمن ولبنان خصوصاً. ويبدو أنّ دخولها مجدّداً على الخطّ السّعودي، ومحاولتها إقناع الّرياض بالتّطبيع مع إسرائيل مقابل استعدادها لتلبية مطالب السّعودية بالنسبة للقضيّة الفلسطينية، وكذلك المطالب الأمنية وموضوع بناء المفاعلات النووية للأغراض السّلميّة.

حرارة الطقس تبلغ ذروتها اليوم الإثنين

على خطّ آخر، تبلغ حرارة الطقس ذروتها اليوم الإثنين، وتبقى فوق معدلاتها الموسمية في الداخل بحدود الـ8 درجات، مع ضباب كثيف على المرتفعات واحتمال تساقط رذاذ، بينما يبقى خطر إندلاع الحرائق في الأماكن الحرجية قائماً، في حين تتراوح الحرارة على الساحل من 26 إلى 32 درجة، فوق الجبال من 19 إلى 30 درجة، في الداخل من 23 إلى 43 درجة.