وتتوفّر السيارة الكهربائية بالكامل مع خيار الهيدروجين ولكن بسعر أعلى، وهي مركبة منخفضة السرعة يمكن قيادتها لمسافة تصل إلى 200 ميل على الطرق العامّة...

باشرت شركة “ALEF” ومقرّها مدينة سان ماتيو في كاليفورنيا بتلقّي الطلبات المسبقة للسيارة الكهربائية الطائرة الأولى من نوعها في العالم، إذ حصلت سيارة "ألف" للملاحة الجوية على شهادة صلاحية طيران خاصّة من إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA)، ممّا يعني أنّه سيتمّ السماح للشركة باختبار السيّارة على مسارات جوية مخصّصة (طرقات جوية)، حسبما ذكرت الشركة في بيان صحفي لها.

وتتوفّر السيارة الكهربائية بالكامل مع خيار الهيدروجين ولكن بسعر أعلى، وهي مركبة منخفضة السرعة يمكن قيادتها لمسافة تصل إلى 200 ميل على الطرق العامّة، ويناسب حجمها مرآب عادي، إلّا أنّها قادرة على الانطلاق عمودياً في الهواء بمدى طيران يبلغ 110 أميال وفقا لموقع ألف الإلكتروني.

وتقول شركة “ALEF” إن "موديل أ" من السيّارة الكهربائية الطائرة يمكن أن تطير إلى الأمام متجاوزة العقبات التي تعترض طريقها، ويشار هنا إلى الأبنية، حتّى تصل إلى وجهتها المطلوبة. ويتمّ تثبيت السّائق والمقصورة من خلال تصميم فريد متحرّك بشكل دائري. وتروّج "ألف" لقدرة السيارة على تجنّب حركة المرور والتحليق في أيّ اتجاه مع توفير رؤية بانورامية تزيد عن 180 درجة لرحلة آمنة وممتعة.

وأشار بيان الشركة إلى أنّه بات بإمكان العملاء طلب السيارة مسبقاً وهي قادرة على استيعاب شخصين، ومن المتوقعّ أن يصل سعرها إلى حوالي 300,000 دولار.


وقال متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية لفوكس بيزنس إنّها "أصدرت شهادة صلاحية طيران خاصة لطائرة أرمادا موديل زيرو في 12 يونيو 2023، وتسمح هذه الشهادة باستخدام الطائرة لأغراض محدودة، بما في ذلك العرض التجاري والبحث والتطوير، مع الذكر أنّ هذه السيارة الطائرة ليست المشروع الأول من نوعه التي تصدر لها إدارة الطيران الفيدرالية شهادة صلاحية خاصّة للطيران.

وكانت "ألف" قد كشفت النقاب عن السيّارة لأوّل مرّة في تشرين أول الماضي، وقالت إنّها تلقّت بالفعل عدداً كبيراً من الطلبات المسبقة من أشخاص وشركات، وقالت الشركة أنّها تعمل مع إدارة الطيران الفيدرالية على الاتفاق على سياسات لإقلاع وهبوط السيارات الكهربائية.

"نحن متحمسون للحصول على هذه الشهادة من إدارة الطيران الفيدرالية"، قال الرئيس التنفيذي لشركة ألف جيم دوخوفني، الذي شارك في تأسيس الشركة في عام 2015.

وكان دوخوفني والمؤسسون المشاركون قسطنطين كيسلي وبافل ماركين وأوليغ بتروف قد استلهموا فكرة محاولة إنشاء سيارة طائرة لأوّل مرّة في العام 2015، عندما أدركوا أنّه كان نفس العام الذي قاد فيه مارتي ماكفلاي واحدة في فيلم "العودة إلى المستقبل- الجزء الثاني" كما يقول موقع الشركة، إذ يشير الموقع إلى أنّ جيم دوخوفني قال خلال إحدى محاضرات الخيال العلمي أنّ السيارة الطائرة قد أصبحت ممكنة أخيراً في عام 2015، لكننا لا نزال نفتقر إلى المهارات الفنّية لتولّي مثل هذه المهمة المعقّدة. ولكن بكل بساطة، التقى الأربعة في مقهى وشرعوا في تصميم أوّل مشروع لسيارة طائرة.

وأضاف دوخوفني أن الشهادة "تسمح لنا بالاقتراب من توفير وسيلة تنقّل صديقة للبيئة وأسرع للنّاس، مما يوفّر للأفراد والشركات بضع ساعات أسبوعياً للاستفادة الشخصية. إنّ هذا الاختراع هو خطوة صغيرة للطائرات وخطوة عملاقة للسيارات".

يذكر أنّه في آب 2020، تمّ إطلاق أول رحلات تجريبية ناجحة في العالم لسيارة طائرة على متنها راكب من قبل شركة SkyDrive Inc اليابانية، وكانت الآلة الطائرة تبدو وكأنّها مزيج بين طائرة هليكوبتر لرجل واحد وسيارة ذكية - حلّقت عدة أقدام عن الأرض في مقطع فيديو نشره موقع الشركة، وقال ممثّل من الشركة إنّ السيارة الشبيهة ب "Jetsons" قد تأخذ وسائل النقل قريبا إلى آفاق جديدة.

ومن بين أكثر من 100 مشروع سيارة طائرة في العالم، نجح عدد قليل فقط بوضع شخص على متنها، وأشار توموهيرو فوكوزاوا، رئيس شركة المنتجة سكاي درايف إلى إنّ الآلة كانت قادرة آنذاك على الطيران لمدة خمس إلى 10 دقائق فقط، وذكر أنّ الشركة تأمل أن تحلّق الآلة على ارتفاع أعلى بحلول عام 2023 - لكنّه قال إنّ هناك ضرورة إلى إجراء تحسينات على السلامة قبل كل شيء.


بالإضافة إلى ذلك، تشكّل أحجام البطاريات ومراقبة الحركة الجوية والبنية التحتية الأخرى تحدّيات لمبدعي مركبات "eVTOL" - أو "الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي".