بدأت رحلة تصوير الـ 360 درجة في القرن الـ 18 من خلال عمل فني للوحة للرسام الأيرلندي روبرت باركر وقد عرفت تلك التقنية في الرسم بالبانوراما وهي التسمية المستمرة حتى يومنا هذا. ويمكن اختبارها من خلال معظم كاميرات الهاتف الجوال.
مسيرة هذه التقنية انتقلت من الرسم، حيث كان الفنان يرسم لوحة تحيط بالحضور من كل الجهات، مروراً بعمل النمساوي جوزيف بوتشبيرغر الذي كان من أوائل من جربوا تصوير مشاهد بانورامية في العام 1843، وفي العام 1857 كان التصوير الكامل للـ 360 درجة من خلال وضع كاميرا على عامود وتحريكها حول نفسها لالتقاط المشهد من مختلف الجهات.
تطورت التقنية والمعدات والأدوات المساعدة حتى وصلت إلى الهاتف الجوال وتحديداً مع هاتف الآيفون 5، وكانت التنقينة قد بدأت قبلها من خلال تطبيقات كانت تتيح هذا الأمر لمعظم الهواتف الجوالة المجهزة بكاميرا.
بدأت شركات كثيرة وعريقة في مجال التصوير تهتم بهذه التقنية ومنها شركة نيكون التي جربت حظها مع كاميرا كي ميشون 360 وكانت تجربة يتيمة. ومن جهتها شركة ريكو المتخصصة في مجال التصوير أنتجت ولا تزال تنتج هذا النوع من الكاميرات التي أسمتها ثيتا.
وانضمت شركات كثيرة إلى عالم الـ 360 درجة منها شركة غو برو لكاميرات الأكشن ومنها شركة كانداو إضافة إلى شركة إنستا360 . وكانت تجربة كاميرا أوزو من نوكيا وهي كاميرا احترافية عالية الجودة للتصوير السينمائي وبسعر خيالي لكنها توقفت عن انتاجها وأوقفت المشروع.
تختلف التسميات لهذه الكاميرات إلا أنها تقوم على مبدأ جمعها لعدستين أمامية وخلفية تستيعين ببرامج خاصة لحياكة الصورتين في صورة واحدة أو المشهدين في مشهد واحد. بالتالي هي صور فوتوغرافية وأفلام مصورة. وتتميز عن بعضها لناحية دقة الصور أو الشريحة الخاصة بالكاميرا. ويمكن للمشاهدين الاستعانة بنظارات خاصة لمتابع المشاهد وكأنهم في المكان نفسه أو مسرح الأحداث.
اكتسبت هذه التقنية حضوراً بفضل مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما فايسبوك وعالم الميتافرس الجديد. وهي بدأت تغزو بعض المؤسسات التلفزيونية والمواقع الإخبارية العالمية والإقليمية من خلال برامج خاصة أو زوايا خاصة بقصص أو مقاطع مصورة يتم انتاجها باعتماد هذه التقنية الجديدة القديمة.
تختلف القصص المنتجة وفق هذه التقنية عن غيرها بإمكانية تنقل المشاهد حيث يريد فيما المطلوب أحياناً توجيهه لمتابعة ما يجري في زاوية محددة. ويمكن في هذا الإطار متابعة تجربة المقابلة مع ميشيل أوباما لموقع ذا فيرج حيث الإرشادات لتوجيه المشاهد تم اعتمادها بشكل فني مؤثر.
لم يعد من ضرورة لوجود المصور خلف الكاميرا. وأصبح من الضروري وضع الكاميرا على ارتفاع معين والاستعانة ربما بأجهزة لالتقاط الصوت بحسب تسلسل الأحداث. وطريقة رواية القصة ومراحلها. والتنبه لمسألة الإضاءة والخلفية.
يرجح العاملون في المجال الإعلامي أن تحقق هذه التقنية حضوراً أكبر بفضل توفر المعدات اللازمة بأسعار تشجيعية بحيث تتيح مع الوقت للمشاهدين تجربة المادة الإخبارية بطريقة مختلفة.
ويبقى الأهم ألَا تنتهي هذه التقنيات بالاستغناء عن العنصر البشري وخبراته، في وقت بدأت بعض المنصات بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي لانتاج مواد صحفية كما تقوم بعض الحواسيب بمهام التحقق من المضامين أو التواريخ أو جمع نتائج الانتخابات مثلاً.