في المعلومات أنّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أبلغ إلى مسؤولين في حزب الله قبيل انعقاد الجلسة الانتخابية أنّه حاضر للحوار بعدها في الاستحقاق الرئاسي، لكن بشرط أن يتخلّى الحزب عن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سيلمان فرنجية، فكان الردّ برفض أيّ حوار على أساس شروط مسبقة.

انتهت جلسة انتخاب الرئيس بالأمس ولكن كواليس وخفايا ما حصل لم تتكشّف بعد وإن كانت النتيجة الوحيدة الأكيدة أنها لم تخرج بنتيجة يمكن الركون إليها للحديث عن أحجام قادرة على إيصال مرشّح إلى سدّة الرئاسة.

وفي المعلومات أنّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أبلغ إلى مسؤولين في حزب الله قبيل انعقاد الجلسة الانتخابية أنّه حاضر للحوار بعدها في الاستحقاق الرئاسي، لكن بشرط أن يتخلّى الحزب عن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سيلمان فرنجية، فكان الردّ برفض أيّ حوار على أساس شروط مسبقة. لكنّ المسؤولين في الحزب أدركوا من اتصال باسيل أنّ تقاطعه مع المعارضة على ترشيح أزعور هو تقاطع تكتيكي يُراد منه إمرار مرحلة ومحاولة إقناع الحزب بعدها بالذهاب إلى خيار ثالث وهو الأمر غير الوارد لديه.

دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى "حوار من دون شروط لا يلغي حقّ أحد بالترشح"

ولذلك كانت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الجلسة إلى "حوار من دون شروط لا يلغي حقّ أحد بالترشح"، داعياً الجميع إلى عدم تقاذف كرة المسؤولية بين الأطراف "ولنعترف جميعاً بأنّ الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة وانتهاج سياسة الأنكار لن تصل إلى النتيجة المرجوة التي يتطلّع إليها اللبنانيون والاشقاء العرب والأصدقاء في العالم".

وفي انتظار ذلك لن يعترف أي من الفريقين المتنافسين على حلبة الاستحقاق الرئاسي بأيّ خسارة لحقت به في الجلسة الانتخابية الرئاسية الثانية عشرة التي طار نصابها قبيل انعقادها في دورتها الثانية، فكلّ منهما سيعدّ نفسه رابحاً ويبدأ إعداد العدة للجلسة الثالثة عشرة التي لم يحدّد موعدها.

فالفريق الداعم لترشيح فرنجية الذي نال 51 صوتاً، اعتبر أنّه سدّد "ضربة قاسية" للفريق الآخر عندما لم يمكنه من الحصول على 65 صوتاً لمرشحه الوزير السابق جهاد أزعور الذي نال 59 صوتاً، وأنّه تمكّن من خلال دخوله وحدة متراصة إلى الجلسة من جعلها "جلسة الابراء" من أزعور الذي، في رأيه، "سقط من الجلسة الأولى" على عكس المرشّح ميشال معوض الذي سقط بعد 11 جلسة.

وفي رأي هذا الفريق الداعم لفرنجية أيضاً، أنّ خصمه دخل إلى الجلسة مشتّت القوى، بدليل أنّه أقدم على خيار ليس مُجِمعاً عليه ولا يجمعه إلّا العداء لفرنجية ومحاولة إسقاط ترشيحه، ودلّ إلى ذلك تصريحات نواب وكتل فيه عن أنّها غير مقتنعة بأزعور، وخير دليل قول رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بأن أزعور ليس خياره المفضل وإنّما تقاطع على ترشيحه مع المعارضة، فيما ذهب النائب التغييري ابراهيم منيمنة إلى وصف التصويت لأزعور بأنه "تجّرع للسم".

وقد جهد "الفريق الأزعوري" إذا جاز التعبير إلى الإستحواذ على "الصوت الستيني"، بل إلى الحصول على الأكثرية المطلقة أي 65 صوتاً، لمرشحه أزعور، حتّى إذا حصل أيّ خلل في الدورة الثانية يطلق ثورة دستورية تدفع إلى اعتبار أزعور رئيساً منتخباً بالأكثرية المطلقة وقد استحضر هذا الفريق معه إلى المجلس بعض القضاة الدستوريين لكي يشهدوا على هذه "الواقعة" لكنها لم تحصل رغم اعتبار النائبة القواتية ستريدا جعجع الجلسة "غير دستورية" بسبب فقدان أحد الأصوات عند فرز نتائج الدورة الأولى.

إذ أنّه عند الفرز تبيّن وجود صوت ناقص من أصل الـ 128 صوتاً، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنّه عبارة عن مغلّف فارغ لم يضع فيه صاحبه أيّ اسم، في الوقت الذي رجح البعض أن يكون صاحبه أحد أعضاء تكتل "لبنان القوي" الذي يُظَن أنّه وأربعة نواب آخرين من زملائه صوتوا لمصلحة فرنجية من دون أن يجهروا بذلك لأنّ مؤيّدي فرنجية أجروا بوانتاجاً للأصوات التي نالها وأظهر أنّ أربعة من خارج تعدادهم الذي سبق الجلسة قد صوّتوا له، فحامت الشبهة لديهم حول المعارضين الخمسة لأزعور داخل تكتل "لبنان القوي" وهم: الياس بو صعب، ابراهيم كنعان، سيمون أبي رميا، الان عون وأسعد ضرغام.

في خضم هذا المشهد لم ينتبه أحد إلى بيضة القبان وأين بات تموضعها، إذ أنّه وفي قراءة بسيطة هادئة وموضوعية، يدرك الجميع بأن بيضة القبان عادت إلى جعبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فـ8 من أصل 8 نواب من كتلته اختاروا ركوب موجة التقاطع على الوزير الأسبق جهاد أزعور والذي تغلّب بفضلهم وفضل جميع من صوتوا له على رئيس تيار المردة سيلمان فرنجية بـ 8 أصوات! فهل هي مصادفة؟ في بلد تكاد تكون به الصدف معدومة، وماذا لو قرروا اختيار فرنجية، ألا تنقلب الآية ويمسي فرنجية هو المتقدم وبنفس عدد الأصوات التي تقدم بها أزعور اليوم عليه؟

فإذا كانت الأمور بخواتيمها، لا بد من انتظار الحراك الخارجي وترجمته بلغة الأصوات لبنانياً.