كشفت شركة آبل يوم الاثنين الماضي عن جهاز Apple Vision Pro، وهو عبارة عن نظارة كمبيوترية شخصية تمزج بسلاسة العالم الافتراضي الرقمي مع العالم الفعلي، مع خاصية التواصل والارتباط بالمستخدمين الآخرين.

بات كل يوم جديد يحمل لنا إعلاناً عن ابتكار تقني ثوري سيغيّر وجه البشرية كما يزعم المبتكرون، وهذا يعزز من مقولة أنّ البشرية بدأت بالتسابق مع نفسها لكنها تخسر السباق مقارنة مع ما تنتجه.

في هذا السياق، كشفت شركة آبل يوم الاثنين الماضي عن جهاز Apple Vision Pro، وهو عبارة عن نظارة كمبيوترية شخصية تمزج بسلاسة العالم الافتراضي الرقمي مع العالم الفعلي، مع خاصية التواصل والارتباط بالمستخدمين الآخرين.

تم تجهيز النظارة الثورية بتطبيقات تتجاوز حدود الشاشة التقليدية وتقدّم واجهة مستخدم ثلاثية الأبعاد بالكامل يتمّ التحكّم بها من خلال أكثر المدخلات الطبيعية والبديهية الممكنة - عيون المستخدم ويديه وصوته. بفضل نظام التشغيل المكاني visionOS، أول نظام تشغيل مكاني في العالم، يمكّن المستخدمين من التفاعل مع المحتوى الرقمي بطريقة تبدو وكأنّها موجودة فعلياً في متناولهم.


وتم تصميم النّظارة لتشابه إلى حدّ بعيد نظارات الغوص أو النظارات الثلجية، تلك التي تساعدك على الرؤية بزاوية واسعة تتجاوز 180 درجة.  يتميّز التصميم المذهل لـ Vision Pro بنظام عرض فائق الدقة بحزم 23 مليون بكسل عبر شاشتين في تصميم فريد مزدوج الشريحة لضمان أنّ كل تجربة تبدو وكأنها تحدث أمام أعين المستخدم في الوقت الفعلي.

تضفي النظارة بعداً جديداً للحوسبة الشخصية من خلال التقاط الذكريات واستعادتها لاحقاً

يدّعي تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة Apple، أن Vision Pro متقدّم بسنوات عن كل ما سبقه أو تم ابتكاره من قبل، ويقول: "يفتح تجارباً لا تصدّق لمستخدمينا وفرصاً جديدة ومثيرة لمطورينا ".

تضفي النظارة بعداً جديداً للحوسبة الشخصية من خلال تغيير طريقة تفاعل المستخدمين مع تطبيقاتهم المفضلة، والتقاط الذكريات واستعادتها لاحقاً والاستمتاع بالبرامج التلفزيونية والأفلام المذهلة والتواصل مع الآخرين من خلال FaceTime.

بسعر 3499 دولاراً أمريكيا،ً تقدم Vision Pro لائحة لا متناهية من التطبيقات للعمل والمنزل، إذ تتميّز التطبيقات المبنية على خاصية visionOS بأنّها تحرّر العمل عليها من حدود الشاشة حتى تظهر ماثلة أمام المستخدم، كما يمكن أن تزيد من إنتاجية المستخدمين من خلال مساحة شاشية لا حدود لها وبالتالي إمكانية الوصول إلى تطبيقاتهم المفضلة وإتمام مهامهم بسرعة وبطرق مبتكرة كلياً. ومع دعم Magic Keyboard و Magic Trackpad ، يمكن للمستخدمين إعداد مساحة العمل المثالية أو استيراد تطبيقات أجهزة Mac الخاصة لاسلكياً، مما يؤدّي إلى إنشاء شاشة 4K ضخمة خاصة ومحمولة مع نص واضح بشكل لا يصدق.

أمّا عن التجارب الترفيهية، تحوّل Vision Pro، بفضل شاشتين فائقتي الدقة، أيّ مساحة إلى دار سينما شخصية بشاشة بعرض 100 قدم ونظام صوت مكاني متقدم. يمكن للمستخدمين مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية أو الاستمتاع بأفلام ثلاثية الأبعاد مذهلة. ويوفّر Apple Immersive Video تسجيلات عالية الدقة بزاوية 180 درجة مع الصوت المكاني، ويمكن للمستخدمين الوصول إلى مجموعة كبيرة من مقاطع الفيديو التي تنقلهم إلى أماكن جديدة تماماً.  كما سيوفر تجربة ألعاب إلكترونية غير مسبوقة إذ يمكن لهواة الألعاب المشاركة بأكثر من 100 لعبة من Apple Arcade. 

أما بيئات الواقع الحقيقي والواقع المعزز غامرة فستمنح المستخدمين عالماً يمكن أن ينمو خارج أبعاد الغرفة المادية ويقدم تجربة مختلفة حيث يمكن إضافة عناصر جديدة مثل المناظر الطبيعية الديناميكية والجميلة التي يمكن أن تساعد المستخدمين على التركيز أو تقليل الفوضى في الأماكن المزدحمة.


وبفضل أول كاميرا ثلاثية الأبعاد، تتيح Vision Pro للمستخدمين التقاط الذكريات المفضّلة واستعادتها والمشاركة بها من خلال استخدام الصوت المكاني. تنقل كل صورة ومقطع فيديو المستخدمين إلى اللحظة التي يريدونها من حياتهم. يمكن للمستخدمين الوصول إلى مكتبة الصور الخاصة بهم بالكامل على iCloud، وعرض الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم على مقياس بالحجم الطبيعي بألوان رائعة وتفاصيل مذهلة.

 Vision Pro لا تعيق تفاعل المستخدم مع ما حوله

أما مكالمات FaceTime فتستفيد من محيط غرفة المستخدم، حيث تنعكس صورة كل شخص في المكالمات في مربعات بالحجم الطبيعي، بالإضافة إلى الصوت الطبيعي، لذلك يبدو كما لو أن المشاركين يتحدثون مباشرة مع بعضهم، كما يمكن للمستخدمين الذين يرتدون Vision Pro أثناء مكالمة FaceTime رسم أفاتار شبيه بهم وهو عبارة عن شخصية رقمية تمثلهم من خلال استخدام تقنيات التعلم الآلي الأكثر تقدما من Apple - والتي تعكس حركات الوجه واليد في الوقت الفعلي.

ولا بد من الإشارة ختاماً إلى أن Vision Pro لا تعيق تفاعل المستخدم مع ما حوله، بل هي توفر فرصة لرؤية العالم الحقيقي وعالم من الابتكارات والتطبيقات اللامتناهية في الوقت عينه، فهل ستقود سيارتك وأنت تتابع فيلماً أو خلال اتصال فيديوي؟ تلك هي الأسئلة التي تنتظرنا مستقبلاً.