لم يكن عارًا على أحلام أن يُقال لها "طقّاقة" فترد: "أنا لو كنت طقّاقة لما هدّدني أخي بالقتل فتلك مهنة عادية". والطقّاقات هنّ النساء اللواتي "يطقّنَ" أو يقرعن على الدّف ويغنينَ في الأفراح، وذلك في أكثر دول الخليج ولا سيّما السعوديّة، حيث تكون الأعراس للنساء فقط.

وتنتشر هذه المهنة منذ عشرات السنين، وقد بدأت بنساء يرتدينَ البرقع كي لا تُعرف ملامحهن، من بينهن "الطقّاقة" التي تغنّي فقط أو تقرع الدّف إلى جانب الغناء، ومن خلفها "الرّدادات" اللواتي يعزفن على العود والدّف ويردّدنَ الأغاني.



من أشهر الطقّاقات في الخليج، هي نورا أسمر، ولا يوجد مواصفات محدّدة للطقاقة سوى أن تتمتع بصوت مقبول وأن تقوم بحفظ أكبر عدد من الأغاني.


أمّا اليوم فقد اختلف الأمر، ولا سيّما مع حصول أكثر من أمر طارئ على مهنة "الطق"، أوّلها تغيّر آليات الأفراح، واللجوء لمهندسي الصوت والـ دي جي، وربّما الاستغناء عن المغنيات، ثمّ الانفتاح والاختلاط والّذي يحصل تدريجيًا حتى في الأفراح، والذي قد يهدّد مسألة أن يكون هناك عرس للنساء فقط، وبالتّالي قد لا يكون هناك حاجة لطقاقة خاصة بأعراس النساء... ومع ذلك لا تزال المهنة حاضرة ولو بأشكال مختلفة تتماشى مع التطورات الحديثة.



وعلى الطقاقات أن يصمدن في وجه منافساتهن! وهنّ الفنانات المعروفات، وبعضهن من نجوم الصف الأول، وهناك من يطلق عليهن لقب "فنانات أفراح" خصوصاً أن بعضهنّ يقدّمن أغاني خاصة تُكتب وتلحّن للعريسين. ومن أشهرهن طبعًا:



وكذلك أصالة، رغم حرصها على عدم نشر مقاطع مصوّرة، فتكتفي بين الحين والآخر بمشاركة الأغاني الخاصة التي تقدّمها في الأفراح.

وإلى جانبهن مجموعة من الفنانات اللواتي يتباهين بالحصول على أجور عالية خلال هذه المناسبات. وينشرن أحيانًا مقاطع غنائية في هذه المناسبات مرفقة بعبارة: "من عرس عائلة كريمة في البلد الفلاني"، لكنّ ذلك بالحقيقة ما هو إلا توسيع لمهنة الطق ولكن بأشكال حديثة ومختلفة.

الجانب الأبرز في الأمر، هو أنّ تلك المهنة مشرّعة للنساء منذ زمن لطالما أنها في أعراس غير مختلطة، ولا تجلب الشهرة إلّا بحدود معيّنة، ويضاهيها في دمشق، مغنيات "التخت الشرقي" اللواتي كنّ يجئن لإحياء الأفراح والليالي الملاح في بهو المنازل الدمشقيّة فيتماهين في الجلسة مع النساء المدعوّات.