خطوة ترافق خطوة على درب الألف ميل الذي بدأته الرياض بـ"صفر مشكلات" في المنطقة، والذي يُتوّقع أن ينتهي بتدشين محمد بن سلمان ولي عهد المملكة اليوم وملكها غداً "رؤية السعودية - 2030"

وصل الرئيس السوري بشار الأسد، مساء أمس الخميس، إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمّة العربية، ومع أولى الخطوات على السجادة البنفسجية التي خصّصت لاستقبال المشاركين في مطار جدّة، يكون الرّجل قد طوى 12 عاماً من خلافات أرهقت الشعوب العربية وأزهقت الكثير من الأرواح وخلّفت الدمار.

خطوة ترافق خطوة على درب الألف ميل الذي بدأته الرياض بـ"صفر مشكلات" في المنطقة، والذي يتوقع أن ينتهي بتدشين محمد بن سلمان ولي عهد المملكة اليوم وملكها غداً "رؤية السعودية - 2030"، وبذلك يكون الوئام الإقليمي قد تحقّق من طهران إلى اليمن و"صافي يا لبن". وهنا لا بدّ من الوقوف عند مسألة تعاطي الإعلام العربي (الخليجي) مع الحدث وانتقائه بكثير من العناية تعابيراً تُوصّف المشهد كاملاً، ورأس الحربة (قناة العربية) الإعلامية على مدى سنوات الحرب السورية، خصّصت قسماً إعلامياً ينقل أخبار "الدولة السورية" حيث غابت الأعلام الثلاثية النجمات (علم المعارضة السورية عن صفحات مواقعها الالكترونية واستبدل تعبير "النظام السوري" بـ"الدولة االسورية" كما خصّص أيضاً حساباً رسمياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي حمل اسم "العربية - سوريا".

الرّهان الحقيقي على اللقاءات السورية على هامش القمة والتي ستكون كل واحدة منها قمّةً بحدّ ذاته

ويبقى الرّهان الحقيقي على اللقاءات السورية الجانبية على هامش القمة، والتي ستكون كل واحدة منها قمّةً بحدّ ذاته، إذ تسعى الرّياض لاستعادة دورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي، وتعزيز التواصل مع قيادات الدول والتنسيق المواقف في الملفّات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وقد تبدأ بإعادة إعمار سوريا ولا تنتهي بالعمل على إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.


لبنانياً وعلى الصعيد السياسي، خيّمت أجواء من الترقّب حيث الأنظار مشدودة إلى جدّة وحدثها الأكبر (القمّة)، وما يحمله حمامها الزاجل إلى بيروت من رسائل تحمل الكثير من التفاؤل والإيجابية حول تسوية تبدأ من قصر بعبدا حيث إنهاء الشغور الرّئاسي أوّلاً، ومن ثم الملفّات الأخرى تباعاً بدءاً من أزمة النازحين السوريين وغيرها، وصولاً إلى صغائر الأمور التي ستُحلّ بإنجاز كبائرها. 


سلامة: أنا مظلوم... هل بدأوا بالتّحقيق بي فقط لأنه ليس لدي "زعران" في الشارع؟

في غضون ذلك، رسائل "بالجملة" أطلقها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مساء أمس، في أوّل إطلالة إعلامية له بعد إصدار القضاء الفرنسي مذكرة توقيف دولية بحقه بتهم اختلاس وتبييض أموال، وقد انقسمت رسائله إلى قسمين اثنين، فالرزمة الأولى منها اتسمت بالطابع الهجومي على الطبقة السياسية، سائلاً: "هل بدأوا بي في التحقيق فقط لأنّه ليس لدي "زعران" في الشارع؟". 

وأضاف سلامة: "أبرزت بالوثائق عدم صحّة التّهم الموجّهة لي، لاسيما المرتبطة بشركة "فوري" المملوكة من قبل شقيقي"، لافتاً إلى أنّه سيطعن بقرار القاضية الفرنسية أود بوروسي، لأنه "ليس متهرباً، لكن توجد قصة كرامة" على حدّ قوله. وتابع: "هناك عملية سياسية وليست قضائية وراء ما يجري. أنا مستعد لكلّ المسار القانوني رغم قناعتي بأنه ظالم".

من جهتها، أفادت أوساط اعلامية بأن حديث سلامة، لم يلق ارتياحاً لدى مراجع سياسية خصوصا لجهة "التحقيق مع السياسيين أولاً".

أما الحفنة الثانية من رسائل رياض سلامة فجاءت على شكل طمأنة، بأن مصرف لبنان سيتدخّل دائماً لمنع الارتفاع الإضافي بسعر صرف الدولار في السوق الموازية وشراء كل الليرات من السوق عبر سعر صيرفة، معتبراً أن "الضجّة" المُثارة اليوم هدفها إحداث فوضى في سوق القطع، لأن "هناك من هو مُنزعج من الاستقرار النقدي الذي ولّد نمواً اقتصادياً". 

وأضاف: "ضميري مرتاح، والتهم الموجّهة إليّ غير صحيحة، وإذا صدر حكم ضدي يُثبت أني مرتكب سأتنحّى عن حاكمية المصرف".

في السياق، رد شربل أبو سمرا قاضي التحقيق الأوّل في بيروت الذي يشرف على قضية محلّية ضد سلامة أمس الخميس الدفوع الشكلية التي قدّمها محامو الدفاع عن الأخير، وفي حين تناقلت وسائل إعلام محلّية فحوى اتصال جرى بين الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري من جهة، وسلامة من جهة آخرى لاقناعه بالتنحّي عن مركزه، إلا أنّه رفض معتبراً تلك الخطوة بمثابة تثبيت التّهم الموجهة إليه.