عن مشوار فني تجاوز الـ 15 عاماً، تُعتبر تجربة الفنان المسرحي قاسم اسطنبولي فريدة من نوعها ومليئة بالجوائز العربيّة والدوليّة. اسطنبولي الذي أعادَ تأهيل وافتتاح عدد من المسارح في لبنان، أسّس المسرح الوطني اللبناني المجاني في مدينتَي صور وطرابلس.
آخر أعمال اسطنبولي المسرحية "حامل عالـ 1500"، مقتبسة عن الكاتب الإيطالي "داريو فو" وتوليف جنى الحسن، وهي من بطولته إلى جانب الممّثل القدير عمر ميقاتي وسامر قبيسي وأماني بنجك ونورما نصرالله، وقد افتتحَ عروضها في 22 نيسان الفائت.
اسطنبولي: مسرحية حامل عالـ1500 تعكس الواقع اللبناني والأزمة الاقتصاديّة وارتفاع الأسعار بشكل كوميدي وساخر
موقع "الصفا نيوز"، التقى اسطنبولي للحديث عن تجربته والدخول في تفاصيل "حامل عالـ1500".
ويقول اسطنبولي: "مسرحية حامل عالـ1500، تعكس الواقع اللبناني والأزمة الاقتصاديّة وارتفاع الأسعار بشكل كوميدي وساخر، من خلال الإضاءة على قضايا العاملات والعمّال"، لافتاً إلى أن عدداً من الممثّلين المشاركين في أعماله، أتوا من الورش التدريبيّة أو عمل الفرقة المسرحيّة.
ويضيف: "ذلك يُعطي تنوّعاً في المدارس الفنيّة والأساليب ويتيح فرصاً للمتدرّبين للمشاركة في أعمالٍ مختلفة".
وعن تفاعل الجمهور مع أعماله المسرحيّة يشدد اسطنبولي، على أن "الجمهور في أي مكان بالعالم يعشق المسرح، فالعمل المسرحي عبارة عن علاقة مباشرة بين الممثّل والمتلقّي، وهناك إقبال كبير في لبنان، خصوصاً أنّ عروضنا الجوّالة في المناطق تكون مجانيّة أو شبه مجانيّة"، متابعاً: "بالأصل هدف المسرح دائماً هو الوصول إلى التّفاعل مع الجمهور".
أما عن نقل الأعمال المسرحيّة للواقع، يُشير اسطنبولي إلى أن "المسرح يحمل دوماً لغةً إنسانيّة مرتبطة بالواقع الذي نعيشه، لذلك نرى أنّ الأعمال المسرحيّة العالميّة ما زالت تُقدم في أغلب دول العالم لأنها حملت قضايا إنسانيّة سوف تبقى البشريّة تعانيها"، موضحاً أنه "يقع على عاتق العاملين في المسرح مسؤولية ربط أعمالهم بمشاكل وقضايا مجتمعهم".
ويرتبط اسم قاسم اسطنبولي بمدينة صور، فيتحدّث عن تجربته فيها، قائلاً: "إنّ المسرحي دائماُ في مختبر ونحن نتعلّم وسوف نبقى نتعلّم ونجرّب لأننا طلّاب علم ومعرفة سواء في المسرح أو الحياة. بالنسبة لي البداية كانت في صور ومن ثم نقلنا التجربة إلى النبطية وطرابلس ومشروعنا هو حلم مستمر بجهود كل الشباب المتطوّعين في "تيرو" للفنون والمسرح الوطني اللبناني"، مضيفاً: "سيبقى دورنا المساهمة في كسر الحواجز بين المناطق من خلال الفن".
عضو جمعية "تيرو" للفنون، وشبكة الثقافة والفنون العربية "أكان"، أقامَ الكثير من المهرجانات المسرحيّة والسينمائيّة والموسيقيّة والورش التدريبيّة، وساهمَ في تعزيز الإنماء الثقافي المتوازي عبر إطلاق باص الفن والسلام للعروض الجوّالة في المناطق اللبنانيّة، كما شاركت فرقته "مسرح اسطنبولي" منذ العام 2008 في مهرجانات محليّة ودوليّة.
وإلى جانب تجربته المسرحيّة، شاركَ اسطنبولي في عدّة أعمال سينمائية وتلفزيونية، أبرزها: "وهلأ لوين؟" و"الغالبون" و"33 يوم" و"رمشة عين" كما يعمل على تدريس مادّة المسرح في عدّة مدارس