‎عودٌ على بدء، لا يزال مسلسل الرعب المتمثل بالهزات الأرضية، كما يحب أن يطلق عليه غالبية اللبنانيين، مستمر حتى الآن، إذ ان الهواء الذي دخل من النافذة وداعب ستارة المكتب منذ قليل، أرعب بعض الزملاء الذين لم يتعافوا بعد من الارق الذي اصابهم اثر الزلزال الجديد الذي ضرب تركيا بالأمس، والذي بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، وقد شعر به سكان سوريا ولبنان وفلسطين. ‎الهزة التي نجحت في ترهيب سكان المُدن الساحلية وضواحيها وانزالهم الى الطرقات ليلاً، تعد ظاهرةً طبيعية بإجماع أهل العلم لأن لبنان يقع فوق منطقة "فوالق زلزالية". ‎أما جديد الدعاية اللبنانية عبر مواقع التواصل الـ" تسونامي القادمة" وما عزز فكرة إمكانية حصولها هو ما يشهده البحر هذه الفترة من تراجع في منسوب المياه لأمتار عديدة عن الشاطئ، حيث تظهر الصخور التي كانت تغمرها المياه. ‎علمياً، أكَّد الباحث والأستاذ المحاضر في الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت "طوني نمر" لـ"الصفا نيوز"، أن ظاهرة تراجع المياه عن الشواطئ اللبنانية طبيعية جداً خصوصاً في مثل هذا الوقت من العام، وتسمى بـ"المد والجزر". ‎ولا تكمن الخطورة بفكرة الإشاعة (تسونامي)، إنما بتعميمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار الذعر في نفوس اللبنانيين، فيما لفت نمر إلى أن "المد والجز" هو عبارة عن تأثر الأرض بجاذبية القمر فتتجمع المياه فوق بعضها البعض في المحيطات فيحصل أن تشهد تراجعاً عند الشواطئ كما كل عام. ‎وأضاف: "تسونامي لا تحصل بالسرعة التي يتحدثون عنها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إنما مدتها الزمنية تخضع للمساحة التي يبعد بها الزلزال عن الشواطئ والأماكن المأهولة"، كاشفاً أن ما حصل أمس لا يمكن الجزم بأنه زلزال انما هزة إرتدادية على الأرجح. ‎وتابع نمر: "الهزة التي سُجلت حصلت في منطقة الإسكندرون في تركيا وهي منطقة معقدة جيولوجياً وتقع فوق 4 فوالق ( 2 على البحر و2 في البرّ)، لافتاً إلى أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن يحصل على هذا الصعيد. ‎وشدد على أنه من المستبعد أن تحصل الـ"تسونامي" قبالة الشواطئ اللبنانية لأن حركة الصفائح تحت البحر تتجه نزولاً، موضحاً أننا على موعد مع العديد من الهزات إلى حين عودة الصفائح التكتونية إلى طبيعتها وتوقف حركة الفالق بشكل كامل. ‎وختم نمر حديثه لموقعنا: "سجلنا الاف الهزات الارتدادية منذ حدوث زلزال تركيا الأول، الا اننا لم نشعر سوى بـ 5 تقريباً. ‎يُذكر أن زلزالاً بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر ضرب تركيا وسوريا فجر 6 شباط الفائت، وأودى بحياة أكثر من 47 قتيل تركي وسوري وعشرات الاف الجرحى، فيما بلغت قوة الزلزال الجديد مساء أمس بين الـ 5.8 والـ6.4 درجات مركزه في جنوبي تركيا واودى بحياة 6 اتراك، وقد امتدت اثاره إلى مناطق الشمال السوري، كما شعر به سكان لبنان والأردن وفلسطين ومصر.