بعد عودته إلى تويتر، تستعد شركة ميتافيرس لإنهاء الحظر الذي كان مفروضاً على حساباته في فايسبوك وإنستاغرام. دونالد ترامب يعود إلى مواقع التواصل الاجتماعي مجدداً وهي مسرح تأثيره ومصدر قوته وملعب تفاعله مع أنصاره بمواجهة وسائل الإعلام المختلفة.
جاء الإعلان عن رفع الحظر الذي سيحصل خلال أسابيع عن حسابات ترامب على فايسبوك وانستاغرام مختلفاً بالشكل والمضمون عمّا جرى مع حسابه على تويتر الذي جاءت عملية إعادة تفعيله نتيجة شراء الملياردير إيلون ماسك للمنصة. وحدد رئيس قسم العلاقات الدولية في ميتافيرس نيك كليغ هذه العودة وفق قواعد حماية جديدة لمنع تكرار المخالفات مع وجوب أن يكون الجمهور قادرًا على سماع ما يقوله السياسيون حتى يتمكن من اتخاذ خيارات مستنيرة. والقرارات المستنيرة هنا يقصد بها ما يتصل بمعركة الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2024 والتي أعلن ترامب أنه سيخوضها.
ترامب الذي وبعد تقييد وحظر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة عمد إلى إطلاق منصة خاصة أسماها الحقيقة (Truth) وكان يهدف من خلالها إلى الإبقاء على تواصله مع أنصاره ومتابعيه، إيماناً منه بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على مواطنية ومن مختلف الشرائح العمرية. إلا أن المنصة التي انطلقت مطلع العام 2022، وبحسب دراسة أعدها مركز بيو البحثي، لم يسمع بها سوى 27% فيما لا يستعملها لمتابعة الخبار سوى 2% من الأميركيين البالغين. وكانت متجر تطبيقات غوغل قد رفض إدراج التطبيق ضمن مكتبته.
وأشارت الدراسة إلى أن العديد من الذين يتلقون أخبارهم من خلال التطبيق وجدوها إيجابية. ومن بين 2٪ من البالغين الأمريكيين الذين يتلقون الأخبار بانتظام هناك، يقول 87٪ إنهم يتوقعون أن تكون الأخبار والمعلومات دقيقة في الغالب، بينما يتوقع 13٪ أن تكون غير دقيقة في الغالب. يقول حوالي ستة من كل عشرة مستخدمين أن الأخبار التي حصلوا عليها ساعدتهم على فهم الأحداث الجارية بشكل أفضل.
نسبة كبيرة من أولئك الذين يتلقون أخبارهم بانتظام من خلال منصة "الحقيقة" يقولون إنهم راضون جدًا أو إلى حد ما عن التجربة، بينما 25٪ غير راضين جدًا أو غير راضين إلى حد ما والبقية يقدمون تقييمًا محايدًا. بالإضافة إلى ذلك ، قال 59٪ من مستهلكي الأخبار هؤلاء إن المناقشات التي يرونها على الموقع ودية في الغالب ، بينما يرى 16٪ أن المناقشات غير ودية في الغالب ، ويقول 25٪ إنهم يرون مزيجًا متساويًا من المناقشات الودية وغير الودية.
وتكتسب هذه الأرقام أهمية خاصة اليوم حيث يستخدم أكثر من 295 مليون أميركي وسائل التواصل الاجتماعي، أي ما يزيد على 88% من إجمالي سكان الولايات المتحدة الأميركية. وبحسب الدراسات المختلفة فإن الأميركين ما دون الثلاثين من عمرهم يثقون بمواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار وقد ازدادت هذه الثقة خلال 4 أعوام من 44% إلى 50% فيما تراجعت هذه النسبة قليلاً لمن هم فوق الثلاثين سنة. مع العلم أن الجميع تراجعت ثقتهم بالمؤسسات الإخبارية المحلية من 82% إلى 71% أما المؤسسات الإخبارية على الصعيد الوطني فتراجعت من 76% إلى 61%. هذه الأرقام إن دلّت على شيء فهي تدلّ على حجم تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين على هذه المواقع في توجيه الرأي العام بحسب ما يشتهون.
https://twitter.com/TrumpWarRoom/status/1619112631658287107?s=20&t=iJgJR3E5oTw7Psh8QOIh8gورغم كل ما قيل عن تراجع الاهتمام بمنصات مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن الأرقام تفيد العكس. صحيح أن بروز منصات جديدة منافسة قد يأخذ من حصة المنصات المعروفة، إلا أن الأهم هو أن المؤثرين على هذه المنصات هم من الطينة نفسها وإن اختلفت الأسماء. بالتالي فهم ينشرون معلومات وآراء بحاجة للتدقيق والفلترة وهو ما لا تقوم به أغلب المنصات، بالتالي يتكون رأي عام ويتوجه من دون وعي لحقيقة ما يدور حوله إلا بما تتم مشاركته معه.
وبرفع حظر التواصل الاجتماعي عنه يعود ترامب منافساً قوياً في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتعود مسألة الأخبار الكاذبة أو المضللة والدعاية السياسية والتضليل والتلاعب بالجمهور طبقاً أساسياً على كل الموائد.