حددت منظمة الصحة العالمية كانون الثاني من كل سنة، ليكون شهراً للتوعية من سرطان عنق الرحم، حيث تزداد خلاله الحملات التوعوية النسائية من هذا المرض ومخاطره بغية حمايتهنَّ من الإصابة بفيروس "الورم الحليمي البشري HPV".
ويُصنف هذا النوع من السرطان رابعاً ضمن أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء، ولكن ليس الأخطر على الإطلاق، اذ يكفي تشخيصه في الوقت المناسب لتكون نسبة الشفاء منه كبيرة.
[caption id="attachment_2691" align="aligncenter" width="1024"] شهر التوعية من سرطان عنق الرحم[/caption]من جهته، شرح اخصائي الجراحة النسائية والتوليد الدكتور زكي سليمان، أنّ 95 في المئة من حالات سرطان عُنق الرحم تنجم عن فيروس "الورم الحليمي البشري" (HPV - Human Papilloma Virus) بحيث تنتقل العدوى عبر ممارسة العلاقة الجنسية مع شخص يحمل هذا الفيروس، موضحاً أنّ هناك أنواع عديدة ومختلفة من فيروس الورم الحليمي، ولا تُسبب جميعها الإصابة بسرطان عُنق الرحم.
وفي سياق متصل، أفاد سليمان لـ"الصفا نيوز"، بأن إجراء اختبار وفحص فيروس الورم الحليمي "HPV" كفيل بالكشف عن وجود الفيروس في الجسم، إلا أنه لا يؤكد الإصابة بهذا النوع من السرطان أم لا، بل هو فقط أحد المسببات لهذا النوع من السرطان. وقد تزيد بعض أنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
وأوضح أن كلفة إجراء إختبار فيروس الورم الحليمي كبيرة، بحيث تلجأ بعض النساء إلى إجراء فقط فحص يسمى بالـ "pap smear" أو ما يعرف بفحص الـ"Frottis". وفي حالات نادرة تدل التغييرات والأعراض غير الإعتيادية في خلايا عنق الرحم، على احتمال الإصابة بالسرطان، ومن بين هذه الأعراض النزيف غير الاعتيادي في المهبل ...
وينصح الطبيب نفسه بتشخيص الإصابة عبر القيام بالخطوات الاتية:
1-فحص مسح عنق الرحم "pap smear":يتم إجراء هذا الفحص بشكل دوري وهو الوسيلة الوحيدة المتوفرة للكشف عن التغيرات في الخلايا السرطانية ومعالجتها قبل فوات الآوان. ويوصي سليمان النساء بابإجراء الفحوصات النسائية لاسيما الفحص عند أول علاقة جنسية تقوم بها.
2-الفحص الثاني، هو بمثابة الاستكمال للفحص الاول ويُطلب من المريض في حال كانت نتيجة الفحص الأول غير طبيعية ويسمى فحص تنظير المهبل (Colposcopy) وأخذ خزعة (Biopsy) من أنسجة عنق الرحم:blain extension"، وبالتالي التأكد من وجود خلايا سرطانية.
[caption id="attachment_2689" align="alignnone" width="1024"] اخصائي جراحة نسائية وتوليد: الدكتور زكي سليمان[/caption]وأشار الدكتور سليمان إلى أنه عندما يتم الكشف عن سرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة تكون فرصة الشفاء منه كبيرة، كاشفاً أن الطرق العلاجية المتبعة حالياً، تشمل الاتي:
- استئصال جزئي من عنق الرحم
- استئصال الرحم
- العلاج الكيميائي والعلاج الشعاعي.
أما طُرق الوقاية من سرطان عنق الرحم فتكون عبر الخطوات الاتية:
- تلقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
- إجراء فحص دوري "pap smear"
ويوصي سليمان بوجوب تلقي جميع النساء لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في عمر 8 سنوات، علماً أن اللقاح يجرى عن طريق 3 جرعات، وذلك بغية تكوين إستجابة مناعية أقوى عندما يؤخذ خلال الفترة التي تسبق سن المراهقة.
إلى ذلك، تعتبر كلفة اللقاح الكبيرة، نوعاً ما مشكلة أساسية تجعل شريحة قليلة من المجتمع قادرة على تحمّل تكاليفه لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، وقد يصل سعره إلى 270 دولاراً أميركياً. الأمر الذي قد يخلق تفاوتاً إذ أن الإستفادة والوقاية يجب أن تكون جماعية، حيث يعتبر لبنان من الدول التي يتم تلقي اللقاح فيها على مستوى فردي.
في غضون ذلك، تُعد كلفة إجراء فحص "pap smear" في لبنان معقولة نسبياً، ما يجعل النساء اللبنانيات يلجأون إليه، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن قسماً كبيراً من النساء لا يزلن غير قادرين على القيام به.
يشار إلى أن واحدة من النساء اللبنانيات المصابة بسرطان عنق الرحم كانت تقوم بإجراء فحوصاتها الدورية، وقد اكتشفت المرض في بداياته واستطاعت القضاء عليه والشفاء منه عبر إستئصال جزء من الرحم، وهذا خير دليل على أن الوقاية والفحصوات الدورية كفيلة بالتغلب على المرض مهما كان نوعه.