كما كل عام وفي مثل هذا التوقيت من فصل الشتاء تتكاثر الاصابات بالزكام والرشح بين مختلف الفئات العمرية، ولكن ما يميز هذا العام هو ظهور متحور جديد من الانفلونزا بالتزامن مع عدم اكتراث غالبية المصابين.
واذا ما عددنا دوافع الـ"استهتار" نرى أن أهمها نفسي فمن لم يعد يكترث لفايروس بحجم "Covid-19" لا يجد ما يخيفه في "الرشح".
من جهته، أوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى "أوتيل ديو" الجامعي الدكتور جاك شقير، أنَّ عوارض كورونا والرشح العادي والانفلونزا المنتشرة حالياً هي نفسها تتمثل بـ"الحرارة وسيلان الانف وأوجاع الجسم المترافقة مع القشعريرة". والسؤال هنا: "كيف يمكن للمريض أن يميّز بين الأنفلونزا والكورونا والرشح العادي؟
وأضاف شقير لـ"صفا نيوز": "بالنسبة للكورونا فعوارضه تتمثل بفقدان حاسة الشم والتذوق، أما الرشح، فيمكن أن تكون عوارضه خفيفة إجمالياً كالـ"عطس" وسيلان الأنف بينما الانفلونزا تُفقد الجسم قوته وتكون عوارضها أشد في الأيام الأولى من الإصابة وتشبه عوارض كورونا في بداياته.
وينصح الطبيب نفسه بإجراء فحص الـ"PCR" لمعرفة نوع الانفلونزا وتحديده إلى أي فصيلة ينتمي "H3N2" أو "H1N1"، مشدداً على أن عوارض الانفلونزا يمكن أن تكون حادّة كالسعال المستمر لفترة طويلة نسبياً مع أوجاع في الجسم.
وشرح شقير أسباب تكاثر الأنفلونزا في الآونة الأخيرة، عازياً ذلك الى عدم تلقي عدد كبير من اللبنانيين اللقاح اللازم والخاص بالانفلونزا، كاشفاً أن اللقاح يلعب دوراً مهماً في العلاج والتعافي على حدّ سواء، وهو متوفر حالياً في الصيدليات والمستشفيات، بسعر يقارب الـ12 دولاراً أميركياً.
وأضاف: "أن عدم إرتداء الكمامة ومسألة المحافظة على التباعد تساهمان بتكاثر الأنفلونزا"، موضحاً أن الفيروس يتحور تقريباً كل 3 سنوات، بحيث يتخذ شكلاً جديداً لا يمتلك الجسم مناعة لمقاومته من دون لقاح.
في غضون ذلك، لفت شقير إلى أن الأدوية الموجودة في الصيدليات اليوم قادرة على محاربة الفايروس أهمها ما يحتوي على الـ"oseltamivir 75 mg"، إلّا أنّه يُفضّل استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
وعلى قاعدة "درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج"، يبقى علينا إتخاذ كل الإجراءات الوقائية لتجنّب الإصابة ونقل العدوى.