الصفا

تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت بالتزامن مع اهتمام في أكثر من عاصمة غربية وعربية بانتخابات رئاسة الجمهورية والاستقرار الأمني في لبنان في ظل تنامي مؤشرات مقلقة تتصل بالوضع جنوباً في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، إضافة إلى الواقع الاقتصادي والمالي في البلاد مع تصاعد الحديث عن ملف النزوح السوري وانعكاسه على الواقع اللبناني على مختلف الصعد.

إيران سبق أن أكدت دعمها لما يتفق عليه اللبنانيون في موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية إنطلاقا من حرصها على الاستقرار في لبنان والمنطقة بمواجهة التهديدات الإسرائيلية، هذه التهديدات التي ستكون محور لقاءات عبداللهيان مع قيادة حزب الله، إضافة إلى التطورات الإقليمية.

وفيما يصرّ البعض على الربط بين زيارة وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان إلى بيروت وبدء الوفود القضائية الغربية مهامها في ما يتعلق بقضايا الفساد المالي وتبييض الاموال. يقول البعض أن موضوع عودة العلاقات التركية السورية وتفعيلها هو العنوان الأهم غير المعلن لهذه الزيارة التي تشمل سلسلة لقاءات مع رئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي إضافة إلى نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب.

[caption id="attachment_2329" align="alignnone" width="1024"] ميقاتي يلتقي وزير الخارجية الإيراني لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين[/caption]

وعلى خط بري ميقاتي يحضر ملف الطاقة، حيث يبدو أن طهران بصدد بحث مسألة هبة الفيول الإيرانية للبنان. وكانت قضية الكهرباء والغرامات اليومية بدل التأخير في تفريغ حمولة السفن من فيول، وفّرت لميقاتي الفرصة التي أرادها للدعوة إلى جلسة وزارية لحكومة تصريف الأعمال رغم ممانعة وتشكيك فرقاء لبنانيين بدستوريتها.

وعلى صعيد مشاركة حزب الله في الجلسة اعتبر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، أنّ مشاركة وزراء الحزب "في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء مرتبطة بملف الكهرباء الذي لا يحتمل التأجيل"، وقال "نحن نسعى إلى خدمة الناس ونعمل على تطبيق الدستور، وأي قرار نتخذه تحكمه هذه المعايير". داعياً "الأطراف اللبنانية إلى عزل القضايا الاجتماعية عن السياسة وأن لا يُتخذ الناس كمتاريس".

ومن وزارة الخارجية اللبنانية وفي مؤتمر صحافي مشترك مع بوحبيب قال عبداللهيان: "إيران ستبقى دائمَا وأبدا الصديق الوفي للبنان في السراء والضراء"، لافتا الى ان "التعاون بين إيران ولبنان ينعكس إيجابا على مصلحة شعبينا". واعلن ان "فريقاً تقنياً لبنانياً زار إيران واجتمع مع المعنيين لتأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من أجل الكهرباء."

من جهته قال بوحبيب: "سمعنا من عبد اللهيان حرص إيران على استقرار لبنان وأهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي". وأكد أن "لبنان حريص على استقرار إيران ويرفض تدخل أي دولة في شؤون دول أخرى".

وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وفي مؤتمر مخصص للحديث عن آثار النزوح السوري على لبنان اعتبر أن "التقارب السوري - التركي مؤشّر إيجابي ومساعد كون عودة النازحين أحد أهم عناصره".

وفي المؤتمر الذي دعا إليه التيار دعا وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب المجتمع الدولي إلى مساعدة النازحين في بلادهم، إذ إنّ لبنان لا يمكنه تحمّل هذه الأعباء. كما اعتبر وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو أنّ على "المجتمع الدولي أن يركّز على إيجاد الظروف الملائمة لعودة النازحين إلى بلدهم، وخصوصاً أنّ البلدان المضيفة، تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، تتحمل أكثر من طاقاتها"، مؤكداً أنّه "يُمكن للبنان أن يعتمد على هنغاريا ويعوّل عليها".