لو تنافست كل التعابير الوضيعة في معاجم اللغة تكاد لا تُفسر حجم الانحطاط الاخلاقي أمام كيفية تعاطي بعض الاعلاميين والوسائل الاعلامية مع حادثة وفاة وديع وسوف نجل سلطان الطرب جورج وسوف.
وعلى قاعدة "الرزق السايب بيعلم الناس الحرام"، وفي ظل غياب الرقابة الاعلامية، فان باب الفلتان الاعلامي مشرع على مصراعيه من سرقة المقالات والصور وحتى الاخطاء اللغوية والاملائية فالـ"Copy/Paste يستعمل 24/24.
من جهتها، أكدت الباحثة والاستاذة الجامعية حياة الحريري، أنَّ الاقتحام الصحافي الذي حصل في قاعة عزاء نجل جورج وسوف وعملية تصوير العائلة والناس بطريقة مؤثرة يعتبر "خرقاً للخصوصية" وهذا ما تنص عليه كل القوانين الاعلامية حول العالم.
وقالت الحريري في حديث لـ"الصفا نيوز": "باتت لعبة الترند وأرقام المشاهدات تتغلب على المهنية والاخلاق، اذ كان لافتاً إعلان الوفاة من قبل الصحافة والصحافيين وهذا يشكل خرقاً لأبسط الحدود الاخلاقية خصوصاً في حال كان الصحافي أو المؤسسة الاعلامية غير مُكلّفة بنشر الخبر من قبل العائلة، مضيفة: "لا اظن ان العائلة كانت تُفضل الاعلان عن وفاة ابنها بالطريقة التي حصلت، ومن نشر الخبر الذي يجب ان يكون على قدر من الدراية بأن هذه الطريقة في اشاعة الخبر غير محبذة".
وتابعت الحريري: "من واجب الاعلام ومن حقه تغطية اي حدث يحصل، ولكن لا يمكنه التعاطي مع هذا النوع من الاحداث بهذه الطريقة وكأنه يقوم باستجواب الفنانين قبل دخولهم الى العزاء، "انه ليس حدثاً مفرحاً"، مشيرةً إلى أنّ هذا السلوك الاعلامي ليس بجديد وهو موجود منذ فترة طويلة مستذكرة كيف تعاطى الاعلام اللبناني مع جريمة انفجار المرفأ قائلة:"هناك من علم باستشهاد أحد ابنائه عبر الاعلام وهذا عين الخطأ".
وتستذكر كيف تعاطى الاعلام الفرنسي والعالمي مع حادثة "شارلي ايبدو" عام 2015 وكيف احترم خصوصية الضحايا وذويهم من دون ان يعرض صورة لنقطة دم واحدة عبر وسائل الاعلام، مشددةً على أنّ المجلس الوطني للاعلام هو المسؤول الاول عن معالجة هذا الموضوع".
من جهة ثانية، ختمت الحريري حديثها لـ"الصفا نيوز"، متابعة: "رغم السوداوية التى رافقت الحدث الا ان بارقة الامل تمثلت بتعبير الناس عن استيائهم على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التعليق على المقاطع المصورة، وهذا بات منافياً لما كان سائداً عبر مقولة "هذا ما يطلبه الجمهور".
يذكر أن المجلس الوطني للاعلام برئاسة الكتور عبد الهادي محفوظ لم يتم تجديده منذ عام 2005.