كشفت دراسة جديدة، وفق تقرير نشرته مجلة "لايف ساينس" العلمية ، أن الطفل الأوسط هو البطل الخفي في عالم التوافق والتواضع، بينما يتمتّع الأطفال الأصغر والأكبر بسِمات أقلّ إشراقاً.

تتحدى هذه الدراسة الكثير من الأفكار المسبقة حول تراتبية الأطفال في أسرهم، وتفتح باب النقاش حول ما يجعلنا ما نحن عليه.

يوجد عدد من الصور النمطية في السيكولوجيا الشعبية حول تأثير تراتيبية الإخوة على الشخصية، بدءاً من البكر المتفوّق إلى الأطفال الوسطيين الذين يسعون للسلام إلى الأطفال الأصغر المدلّلين في العائلة. وفي المقابل، لم تدعم معظم الأبحاث تلك الصور النمطية.

تقدّم دراسة جديدة منظوراً مثيراً للجدل حول تأثير تراتبية الميلاد على الشخصية، مع التركيز على حجم الأسرة واستخدام مقياس شخصية مختلف يُعرف باسم "هكزاكو" HEXACO، الذي طوّره الباحثان مايكل أشتون وكبيوم لي. يشتمل هذا المقياس على ستة أبعاد للشخصية، تتداخل جزئياً مع الأنماط "الخمسة الكبرى"، لكنها تختلف عنها في بعض الجوانب. وتتمثّل أبعاد HEXACO في التواضع، العاطفية، التوافق، الضمير، والانفتاح على التجربة والتبصّر. ويُعرَّف التوافق في هذا المقياس بالميل نحو المرونة والتسامح والغفران، بينما يرتبط التوافق في الأبعاد الخمسة الكبرى بالودّية والتعاون.

استند الباحثون في دراستهم إلى بيانات جمعوها من موقع "هكزاكو.أورغ " hexaco.org، الذي أتاح للأفراد إجراء اختبار لتحديد موقعهم على هذا المقياس. وأظهرت النتائج أن الطفل الأوسط حقق أعلى الدرجات في سمتي التواضع والتوافق، يليه الأصغر ثم الأكبر، وأخيرًا الأطفال الوحيدون. وكذلك تبيَّن أن هذه السمات تزداد كلما ارتفع عدد الأشقاء في الأسرة.

أوضح الباحثان أشتون ولي أن أحد التفسيرات المحتملة لهذه النتائج يتمثّل في أن زيادة عدد الأشقاء تدفع الأفراد إلى التفاعل والتعاون بشكل أكبر، فتتعزز لديهم ميولٌ نحو السلوكيات التعاونية بشكل عام. وكتب الباحثان معاً أنه "حينما يكون لدى للفرد المزيد من الأشقاء، يزداد تعرّضه لمواقف تتطلب التعاون بدلاً من التصرّف بناءً على تفضيلاته الشخصية، وهذا يعزّز تنمية ميول التعاون".