"اليوم الكسول" أو "يوم الصحة الذهنية". يمكن تعريفه بأنه وقت تخصّصه بشكل مخطّط للابتعاد عن مسؤولياتك المعتادة بهدف إعادة شحن وتجديد صحتك الذهنية. ووفق تعريف "مايو كلينك" Mayo clinic يقصد من ذلك تخفيف الضيق وسوء الحالة المزاجية، مع تحسين الموقف والمعنويات والأداء والكفاءة والرفاهية العامة. في المقابل، ليس من الصواب حصر الراحة الذهنية في يوم معيّن، بل يمكن تطبيق المفهوم لوصف ساعة أو نصف يوم أو حتى شهر بعيداً عن المواقف العصيبة والضاغطة. ولا توجد مدة زمنية مثالية للراحة.
قد يجعلك الإجهاد المفرط أقل إنتاجية ويؤثر على بقية أوقاتك، بما في ذلك نومك. ويرِدُ ذلك في كتاب "أهلاً بالنوم" ( Hello Sleep) الذي وضعته اختصاصية علم نفس النوم الدكتورة جايد وو . وتضيف في كتابها أنّه حينما تكون دائماً في حالة تأهب، يعتقد جسمك أن هناك نمراً يلاحقك، فيفرز كميات فائضة من الأدرينالين لإمدادك بالنشاط. في المقابل، يصبح النوم ليلاً عصياً عليك. وكذلك تتحرك لديك الأفكار التي تذكرك بالأشياء التي تحتاج إلى إنجازها، ما يجعلك تشعر بندرة الوقت لإنجازها. وبحسب وو، على الرغم من أن أخذ استراحة قد يبدو عبثاً لا يؤدي إلّا إلى إطالة قائمة المهام الخاصة بك، إلّا أن يوماً كسولاً قد يساعدك على الراحة وإعادة الشحن حينما يجتاحك الإرهاق.
في ورقة بحثية نشرتها جامعة "يال" الأميركية بعنوان "أهمية الاسترخاء" (The importance of relaxing)، وجدت أنّه يجب علينا تحديد أوقات للاسترخاء. وقد يحدث ذلك بفضل احتساء فنجان قهوة مع صديق، أو جلسة هادئة للتأمل، أو العمل على مشروع فني خاص أهملته منذ فترة طويلة، تأكد من تحديد أوقات الاسترخاء الخاصة بك. ووفق كلمات الدراسة، "إنه أمر يتساوى في الأهمية مع المهمات الأخرى في جدولك الأسبوعي. انظر إليه كموعد لن تلغيه إلّا في حالة الطوارئ".
وتظهر خلاصة مماثلة في دراسة أجرتها جامعة نبراسكا الأميركية بعنوان "تأثير الحرمان من النوم وتقييده، على المزاج والعواطف والتحكم فيها ، دراسة استرجاعية تشمل المصادر لثلاثة بحوث" The effect of sleep deprivation and restriction on mood, emotion, and emotion regulation: three meta-analyses in one . وتورد أيضاً أنّ الراحة تفعل العجائب لصحتك العاطفية، ما يسهل الحفاظ على هدوئك حينما تكون حزيناً أو غاضباً أو سريع الانفعال، وقد يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل والحفاظ على تركيز أفضل.
يقدم موقع "مايو كلينك" عرضاً عن الملامح الأساسية لـ"يوم الصحة الذهنية"، على أنه يهدف إلى
- تقليل الشعور بالإرهاق.
- تحسين المعنويات والسلوك عبر تجربة الامتنان والتركيز على الأشياء التي تجلب الفرح.
- تحسين القدرة على التعافي بسرعة من التوتر وتطوير مهارات التأقلم.
- تقليل العزلة والشعور بالوحدة عبر مقابلة صديق لتناول الغداء أو قضاء وقت ممتع مع العائلة لتعزيز الشعور بالارتباط بالآخرين.
- زيادة الإنتاجية. فالابتعاد عن المسؤوليات لفترة قصيرة يمكن أن يجعل الشخص أكثر إنتاجية وكفاءة عند العودة.
- الوقاية من الاضطراب النفسي
- تحسين الصحة البدنية.
- تحسين القدرة على اتخاذ القرارات.
- تحسين جودة النوم.
- تعزيز التحكم في العواطف.
لا تقتصر أيام الصحة العقلية على البالغين وحدهم. وبالإضافة إلى الفوائد المذكورة أعلاه، قد تنمو لدى الأطفال قدرة التحكم بالعواطف، ويتعلّمون ضبط النفس وأهمية الاستقلال في اتخاذ القرارات بشأن صحتهم كذلك، يضعون حدوداً للأشياء المختلفة، ويكتسبون مهارة تطوير معاييرهم الخاصة وموازنة احتياجاتهم مقابل احتياجات الآخرين.