ليلة رأس السنة هي المناسبة التي ينتظرها الكثيرون للاحتفال بانتهاء عام واستقبال آخر بأجواء ملأى بالفرح والبهجة. في لبنان، تتنوّع الخيارات التي يمكن الأفراد والعائلات اتخاذها للاحتفال بهذه الليلة، من استئجار شاليه أو بيت ضيافة في الجبال، إلى حضور سهرات مميزة في المطاعم والنوادي الليلية. ومع ذلك، تبرز مسألة التكاليف عاملاً حاسماً في اتخاذ القرار، إذ يختار البعض الاحتفال في المنزل تجنّبًا للنفقات العالية، بينما يقرّر آخرون الخروج للتمتّع بأجواء احتفالية لا تنسى.
الشاليهات وبيوت الضيافة: رفاهية الجبال في ليلة رأس السنة
تعتبر الشاليهات وبيوت الضيافة خيارًا مفضّلًا للكثيرين الذين يرغبون في قضاء ليلة رأس السنة في أجواء هادئة بعيدًا عن صخب المدينة. في هذا الموسم، تشهد هذه الأماكن إقبالًا كبيرًا، خاصة تلك التي تقع في المناطق الجبلية المكسوّة بالثلوج، ممّا يضفي طابعًا ساحرًا على الاحتفال.
وفي جولة لـ"الصفا نيوز" على بعض بيوت الضيافة والشاليهات والخدمات التي توفّرها، تبيّن التالي:
- تبدأ أسعار الشاليهات ليلة رأس السنة من 600 دولار لليلة الواحدة، في الشاليه التي تتّسع لقرابة 5 أشخاص، ممّا يجعل التكلفة للشخص الواحد حوالى 120 دولارًا. وهو سعر لا يقدر على دفعه أبناء الطبقة الفقيرة.
- أمّا الشاليهات الأكبر حجمًا، والتي تتّسع لقرابة 9 أشخاص، فتصل أسعارها إلى 1000 دولار لليلة، أي أكثر من 100 دولار للشخص.
- توفّر هذه الشاليهات غالبًا تجهيزات مميزة، مثل المدفأة التقليدية، وغرف النوم المريحة، والمطابخ المجهّزة، وأحيانًا حوض سباحة داخلي أو جاكوزي، وإطلالات طبيعية خلابة. إلّا أنّها لا تشمل خدمة الطعام، التي غالباً ما تكون "إكسترا"، خاصّة وجبة الفطور. فمعظم الشاليهات لا تقدم طعاماً، وبالتالي تصبح تكلفة الطعام إضافية.
مطاعم وأماكن السهر: أجواء احتفالية ملأى بالطاقة
لمن يفضّل أجواء السهر والاحتفالات الصاخبة، تقدّم المطاعم والنوادي الليلية عروضًا مميزة. تبدأ أسعار الحجز من 50 دولارًا للشخص، وقد تصل إلى 150، حسب المكان والخدمات المقدمة.
السهرات تتضمّن عروضًا ترفيهية مثل باراد استعراضي وراقصين محترفين، ودي جي يشعل الحفلة بأحدث الأغاني، ومشروب مفتوح وSet Menu أو بوفيه مفتوح.تتيح هذه الأماكن أجواءً تفاعلية تجعل من ليلة رأس السنة حدثًا مميزًا.
اختلاف الآراء بين الاحتفال في المنزل والخروج
تختلف آراء الناس حول كيفية الاحتفال برأس السنة، ويبرز هذا الاختلاف جليًا بين من يفضلون الاحتفال في المنزل وبين من يقررون الخروج.
الفئة التي تفضل التقشف والبقاء في المنزل
في ظلّ الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يواجهها الكثير من اللبنانيين، قرّر البعض الاحتفال في المنزل بطرق بسيطة. تقول منى، 35 عامًا، من بيروت "لا أرى جدوى من إنفاق مئات الدولارات في ليلة واحدة. أفضّل الاحتفال مع العائلة في المنزل. نحضّر عشاءً بسيطًا، نشعل المدفأة، ونستمتع بمشاهدة الأفلام أو الألعاب الجماعية".
أما أحمد، 40 عامًا، من طرابلس، فقال "بالنسبة لي، ليلة رأس السنة ليست سوى يوم عادي. الأهم هو الاجتماع مع الأحبّاء، وليس التبذير على سهرات باهظة التكلفة".
الفئة التي قرّرت الخروج والاحتفال خارج المنزل
على الجانب الآخر، يفضل البعض الخروج والاحتفال بأجواء استثنائية، لأنّ ليلة رأس السنة تستحقّ الاستثمار لتكون ذكرى جميلة.
فعلى سبيل المثال، رانيا، 28 عامًا، من جونيه، تقول "ننتظر هذه الليلة طوال العام لنعيش لحظات ملأى بالمرح. حجزت مع أصدقائي في أحد النوادي الليلية، وأعتقد أن السهرة ستكون رائعة!".
أما جورج، 32 عامًا، من زحلة، فاعتبر أنّ "الحياة قصيرة، وأحب الاحتفال برأس السنة في مكان جديد كلّ عام. هذا العام، اخترنا شاليه في الجبال لنستمتع بالثلوج والدفء مع الأصدقاء".
لماذا يختار البعض الشاليهات ويفضل آخرون أماكن السهر؟
يرى البعض في الشاليهات مناسبة للعائلات أو الأصدقاء الذين يبحثون عن أجواء مريحة وخاصة. تتيح الشاليهات أو بيوت الضيافة فرصة للهروب من ضغط الحياة اليومية والاستمتاع بالطبيعة. كما أنّها مثالية للأشخاص الذين يفضّلون الأجواء الحميمة بعيدًا عن الضوضاء.
أما أماكن السهر، فهي خيار مثالي لمحبّي الأجواء المفعمة بالطاقة والمرح. وتمنح فرصة للتفاعل مع أشخاص جدد والتمتع بالعروض الترفيهية. كما أنّها تخلق تجربة فريدة لمن يفضّلون الاحتفالات الصاخبة.
في النهاية، تختلف اختيارات الناس بشأن كيفية تمضية ليلة رأس السنة بناءً على موازناتهم وأولوياتهم. سواء اخترت الاحتفال في منزل بسيط، أو استئجار شاليه في الجبال، أو حضور سهرة ملأى بالأضواء والموسيقى، فالأهم هو أن تستمتع بهذه الليلة على طريقتك الخاصة. ليلة رأس السنة ليست مناسبة للاحتفال فحسب، بل هي أيضاً فرصة لتوديع عام مضى واستقبال عام جديد طافح بالأمل والطموحات.
1