بالعودة إلى ذاكرتنا حولَ حرب تموز عام 2006، انتشرتْ أُغنية سُجّلتْ عام 2005 وهي "هيدا لبنان"، ديو غنائي جمعَ العملاق اللبناني الكبير وديع الصافي (1921 - 2013) والفنانة السّورية المعتزلة صاحبة الصّوت المتميّز رويدا عطية (مواليد 1981).
كانت ظروف الأُغنية استثنائيّة في حينها، فعام 2005 اغتيلَ رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، واتجهت أصابع الاتهام إلى "النظام السّوري"، ورغمَ الخطاب المتأزّم بين الجانبين اللبناني والسّوري، جمعَ الديو وديع ورويدا. كذلك رغمَ الظّروف الإنتاجيّة الضّعيفة، لفنانة كانت في بداية مشوارها الفني ولفنانٍ كبير، لم يحظَ آخر سنوات عمره بالإهتمام اللازم، لكن انتشرت الأُغنية بعدَ انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 14 آب 2006، فاحتضنتها قناة الجرس التي أُغلقت لاحقاً.
وبالإضافة إلى الحوار الفني اللبناني - السوري، حملت الأُغنية في طيّاتها رسالةَ التّحاور بين الأجيال المتباعدة، فالصافي مواليد 1921 بينما رويدا ولِدَتْ عام 1981، أي أدّيا عملاً ثنائياً مع فارقِ ستينَ عاماً بينهما.
كتبَ الكلمات سمير نخلة، ولحّنها جورج الصافي ووزّعها إلى جانبه روجيه أبي عقل، أي أنّ صنّاع الأُغنية من كلمةٍ ولحنٍ وتوزيعٍ وأداءٍ من أجيالٍ مختلفة، اجتمعوا جميعاً للقول: "هيدا لبنان يا حبيبي هيدا لبنان".
يتخلل العمل موالان لوديع ورويدا، وتقولُ الكلمات: "هيدا لبنان بلد الناس الأطايب... بعشَق لبنان وقلبي بغرامه دايب... مارد جبّار مكلّل بالغار، بغصن الزّيتون تحدّى الإعصار... لبنان الوجه الصّافي وجناح الحُب الدّافي والنّخوة والعوافي، بتزرَع حبّة بترابه وبتحصد موسم حرزان... هيدا لبنان يا حبيبي هيدا لبنان (...) لبنان الكرم والجود والأوف ونغمات العود والسّهل المزروع ورود... نيّال إللي عنده عرزال ومرقَد عنزة بلبنان".
وكما انتهت حرب تموز وعادت "هيدا لبنان" للبث، ستبقى الأُغنية قبل وبعد وخلال أي عدوان واحتلال إسرائيلي ترفعُ الصّوت: "هيدا لبنان".