توصلت مجموعة من العلماء في النرويج إلى نتائج جديدة حول تأثير القهوة على الجنين في رحم أمه، وما إذا كان استهلاك الكافيين يؤثر في الحمل أو الجنين، وذلك في أعقاب العديد من الدراسات التي تحدثت عن تأثيرات سلبية عميقة في حال أكثرت الأم من شرب القهوة خلال فترة الحمل.
وأوضح تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" المتخصّص بأحدث أخبار العلوم والتكنولوجيا، أن العلماء حاولوا الإجابة عن هذا السؤال، وأكدوا أن الدراسات السابقة خلُصت إلى توصية مفادها أن على الأم التخفيف من شرب القهوة أثناء الحمل، لأن هناك ارتباطاً بين تناول الكافيين ونمو دماغ الطفل، لكن أحدث ما توصل إليه العلماء حالياً هو عدم وجود أي ارتباط سببي بين الأمرين، مما يعني أن تناول المرأة الحامل للقهوة لا يؤثر سلباً في جنينها.
وأشار العلماء في النرويج إلى أنهم درسوا أخيراً عشرات الآلاف من النساء الحوامل على مدى عقدين من الزمن، وأظهرت النتائج، عند أخذ عوامل أخرى مثل الجينات والدخل في الاعتبار، عدم وجود رابط سببي بين شرب القهوة أثناء الحمل وصعوبات النمو العصبي لدى الطفل، وهذا يعني أن من الآمن الاستمرار في شرب القهوة يومياً.
وأشار التقرير إلى أن الدراسة الحديثة نظرت إلى عشرات الآلاف من العائلات المسجّلة في دراسة مجموعة الأم والأب والطفل النرويجية، وتمت دعوة جميع النساء الحوامل في النرويج بين عامَي 1999 و2008 للمشاركة، وشاركت 58694 امرأة مع أطفالهن.
وأبلغت الأمهات عن كمية القهوة التي شربنها قبل الحمل وأثناءه، كما أكملت الأمهات استبيانات حول سمات النمو العصبي لأطفالهن بين سنّ ستة أشهر وثماني سنوات. وقد غطّت الأسئلة العديد من السمات، بما في ذلك صعوبات الانتباه والتواصل والمرونة السلوكية وتنظيم النشاط والاندفاعات، فضلاً عن المهارات الحركية واللغوية.
كما قدّمت الأمهات والأطفال عينات جينية، وقد سُمح للعلماء بالتحكم في المتغيرات الجينية المشتركة بين الأم والطفل وعزل سلوك شرب القهوة من أجل التوصل الى النتائج. ولم تظهر النتائج التي خلُص إليها العلماء أي رابط سببي قوي بين زيادة استهلاك الأمهات للقهوة وصعوبات النمو العصبي لدى الأجنّة.