"البادل" (Padel) هي رياضة نمت شعبيتها في المدة الأخيرة، خاصة في لبنان، حيث أصبحت تحظى باهتمام كبير في صفوف محبّي الرياضة. وكان قد سبق لبنان كلّ من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر التي أسست أندية واتحادات ومسابقات في هذه الرياضة. تجمع هذه اللعبة عناصر من التنس والسكواش، وتعتبر ممتعة وسهلة التعلم، وهذا ما يجعلها مناسبة لجميع الفئات العمرية. 

تعريف اللعبة 

رياضة "البادل" تُمارس على ملعب أصغر حجمًا من ملعب التنس، يحيط به زجاج من جميع الجوانب. يستخدم اللاعبون مضارب أصغر من مضارب التنس ومن دون أوتار، والكرة المستخدمة تشبه كرة التنس ولكنها أخف وزنًا. تُزاول اللعبة بين فريقين يتكون كل منهما من لاعبين، ويتم احتساب النقاط والتسجيل على طريقة نظام التنس التقليدي. 


نشأة "البادل" 

بدأت رياضة "البادل" في المكسيك في السبعينيات على يد جل الأعمال المكسيكي إنريكي كوركيرا، الذي أنشأ أول ملعب خاص بها في منزله. كانت الفكرة في البداية تجربة، ولكنها سرعان ما اكتسبت شعبية بين أصدقائه، وانتقلت إلى إسبانيا مع أميرٍ إسباني زار كوركيرا وقرر نشر اللعبة هناك. منذ ذلك الحين، ازدهرت "البادل" في إسبانيا وأوروبا، وأصبحت واحدة من أسرع الرياضات نموًا في العالم. 


كيفية اللعب 

يشرح المدرّب جوزيف عبد المسيح، قواعد لعبة "البادل" لـ"الصفا نيوز"، يقول "يُلعب "البادل" على ملعب طوله 20 مترًا وعرضه 10 أمتار، مع وجود جدران زجاجية حول الملعب. يمكن الكرة أن ترتد على هذه الجدران، وهذا ما يضيف طبقة إستراتيجية للعبة التي تعتمد على التعاون بين اللاعبين والتنسيق الجيد، إذ يجب أن تُضرب الكرة في الجزء المقابل من الملعب بعد أن تتخطى الشبكة، مع الاستفادة من الجدران لصد الهجمات". 

ويضيف عبد المسيح "تُلعب المباراة وفق نظام النقاط مثل التنس (15-30-40-نقطة)، ويتطلب الفوز بالمجموعة الحصول على ستة أشواط مع فرق شوطين على الأقل. يتميز "البادل" بأن إيقاعه سريع نسبيًا ويحتاج إلى تركيز عالٍ وحركات سريعة". 



الانتشار في لبنان 

في لبنان، بدأت رياضة "البادل" تجد مكانًا، وخاصة في بيروت وجبيل. انتشرت الملاعب المخصصة لها وأصبحت محط اهتمام العديد من الأندية الرياضية. يُعزى انتشارها السريع إلى سهولة تعلمها وجاذبيتها للمبتدئين، إضافة إلى أنها توفر تمارين ممتعة ومفيدة للجسم. كما أن الجوانب الاجتماعية للعبة، مثل اللعب الجماعي والتفاعل، جعلتها مفضلة لدى الكثيرين. 

تُعد "البادل" اليوم واحدة من أكثر الرياضات نموًا في لبنان، وتستمر في جذب المزيد من الذين يرغبون في تجربة رياضة جديدة تجمع المرح والتحدي. 

بدأت لعبة "البادل" في لبنان بعدما انتشرت بكثرة في دول الخليج، ولا سيما في قطر. مع العلم أن أوّل من استقدم هذه اللعبة إلى لبنان، هو صاحب نادي Hoops، رامي الطويل، الذي حاول، كما ينقل عنه مرتادو النادي، تجربة هذه اللعبة عبر إنشاء ملعبين لاختبار تفاعل الناس، ولمس رغبة كبيرة في ممارستها. فهي لعبة سهلة وخفيفة وتحمل الكثير من الحماسة وبعيدة عن احتمال الإصابة بكسر في العظم وغيره، ولا تتطلب عددًا كبيرًا من اللاعبين. وحاليًا أصبح الطلب هائلًا على هذه اللعبة. 

وإن اعتُبرت هذه اللعبة من مشتقات التنس، فهي تختلف عنها من حيث القواعد. فهي أسهل بكثير، وملعبها مسيّج بزجاج بينما ملعب التنس مفتوح، فالزجاج يساند اللاعب في حصر الطابات. وغالبية الأوقات تُلعب التنس بلاعبين، بينما "البادل" تُلعب بأربعة، وهذا ما يضيف إليها جوًّا من المرح والمنافسة. وتعلّمُها أسهل من تعلّم التنس، وكثيرون يتعلّمونها عبر "اليوتيوب" ويمارسونها وينطلقون بسهولة ويتقدّمون بسرعة. كما أنّ اللاعبين المحترفين في "البادل" كانوا في السابق لاعبي تنس. 

وفي فصل الشتاء، فإنْ الطلب على "البادل" هائل لكون غالبية ملاعبها مسقوفة. أما وقت الذروة فهو من الخامسة عصرًا إلى العاشرة مساءً. 


كم تبلغ الكلفة؟ 

كثرت ملاعب "البادل" في الفترة الأخيرة في لبنان لتصبح "بيزنس" رابحًا. وتشهد هذه اللعبة هجمة كبيرة والاستثمارات في نوادي "البادل" ازدادت على الرغم من أن كلفة الاستثمار ليست متدنّية. 

وفي جولة لـ"الصفا نيوز"، تبيّن أنّ هناك حوالى أربع علامات تجارية معروفة لـ"راكيتات "البادل"، يراوح سعر الراكيت بين 75 دولارًا و 500. 

وتتطوّر اللعبة بتجهيزاتها وصولًا إلى اللباس الذي يظهر مظهر لاعب "البادل". فبعدما كان الناس يلعبون سابقًا "البادل" وهم يرتدون الألبسة الرياضية المعتادة، أصبحوا اليوم يرتدون ألبسة تحمل علامة تجارية خاصة بـ"البادل". 

وليس هناك من عمر محدّد لممارسة هذه اللعبة، والأمر يعود إلى قدرة الطفل على حمل الراكيت. 

توفر بعض النوادي راكيت "البادل" مجانًا فيما نوادٍ أخرى تؤجرها بـ 5 دولارات. 
ويستغرق الماتش حوالى ساعة ونصف الساعة، ويراوح بدل استئجار الملعب بين 30 و 70 دولارًا. 

ملاعب الزجاج

ماذا عن ملاعب الزجاج؟ شرح لـ"الصفا نيوز" جان ماري سعادة، مدير تطوير الأعمال في مصنع glass premium، وهو مصنع متخصص في معالجة الزجاج، قال "الطلب ارتفع على الزجاج في الفترة الأخيرة وخصوصًا الزجاج المخصص لملاعب "البادل"، والذي يتمّ تركيبه في الملعب. وذلك يعود للشعبية التي تلقاها هذه اللعبة بين الشباب، وتهافت المستثمرين على فتح ملاعب "البادل" التي يعتبرونها استثمارًا آمنًا إلى حد ما". 

وعن مواصفات الزجاج المستخدم، قال "زجاج سماكته 12 مل. حسب شروط وزارة الرياضة، وحجم الألواح 2 مل. * 3 مل. وعددها 18 لكل ملعب. 

وتابع سعادة "أصبحت اللعبة منتشرة على معظم الأراضي اللبنانية، وخاصة في المناطق الساحلية، من بيروت إلى البترون". وعن الكلفة أكّد أنها تختلف باختلاف مساحة الملعب. 

وأرفق شرحه بفيديو يفصّل طريقة إعداد زجاج "البادل":



لعبة "الباديل" هي "ترند" العصر، الذي يدفع بالشباب والشابات إلى ممارسة الرياضة من جديد. فهل تستمر في ظلّ أسعارها المرتفعة؟