اختتام الألعاب الأولمبيّة في باريس والّتي شغلت العالم لأسبوعين كاملين وشارك فيها 10500 رياضيّ ورياضيّة من 206 دول حول العالم حملت في نهايتها علامتين فارقتين لا ثالث لهما.
االعلامة الأولى أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة ما زالت متقدّمة ومتفوّقة على الجميع في السيطرة على الميداليّات وعلى الألعاب البارزة في الأولمبياد، وذلك على الرغم من أنّ عدد الذهبيّات بينها وبين الصين هو متعادل لكنّ المجموع يصبّ بفارق كبير لمصلحة بلاد "العمّ سام"، حيث إنّ مجموع ميداليّات الولايات المتّحدة الأميركيّة هو 126، بينما مجموع ميداليّات الصين هو 91 ميداليّة، وإنّ التنّين الأحمر وصل إلى أقصى الحدود في الميداليّات الممكنة كون الرياضات الأساسيّة كالألعاب الجماعيّة والسباحة وألعاب القوى لا توجد سيطرة له عليها.
أمّا العلامة الفارقة الثانية في ألعاب باريس 2024 فهي التحوّل الّذي قد يعاد من خلاله النظر بشكل كامل في الألعاب المقبلة بعد أربع سنوات في مدينة لوس أنجلوس الأميركيّة.
فالولايات المتّحدة الأميركيّة ترغب في المحافظة على تفوّقها في مجموعة الميداليّات وفي شكل خاصّ في لون الذهب والذهاب إلى أبعد من ذلك، لكنّها تخشى التقدّم السريع الّذي تحرزه فرنسا الّتي سرقت الأنظار في باريس بعدما تمكّنت في ظرف أقلّ من أسبوع من كسر رقمها في عدد الميداليّات الّتي وصلت إليه في مشاركاتها في الألعاب الأولمبيّة لتصل مع نهاية أولمبيادها إلى أرقام غير مسبوقة مع 64 ميداليّة منها 16 بلون الذهب والأهمّ أنّها تخطّت بـ33 ميداليّة رقمها السابق مع الميداليّات في أولمبياد طوكيو في عام 2022 .
فالخشية الأميركيّة من فرنسا تأتي من كونها سيطرت على الألعاب الجماعيّة، اذ إنّها وصلت إلى نهائيّ كرة القدم وسقطت في الوقت الإضافيّ أمام إسبانيا ومن دون نجمها كيليان مبابي الّذي انشغل في تحضير انتقاله إلى ريال مدريد. وفي كرة الطائرة، أطاحت فرنسا بكلّ المنتخبات الرنّانة وخطفت الميداليّة الذهبيّة بتشكيلة شابّة من اللاعبين، بينما في كرة السلّة، وصلت إلى نهائيّ السيّدات كما الرجال فخسرت بفارق نقطة واحدة عن الولايات المتّحدة الأميركيّة عند السيّدات بتشكيلة شابّة أيضًا .
أمّا عند الرجال، كاد الديوك أن يقلبوا الطاولة على الـ"دريم تيم" لولا خبرة الثلاثيّ ليبرون جايمس(39 عامًا) وستيفن كيري (36 عامًا) وكيفن دورانت (37 عامًا) والّذين سيغيبون طبعًا عن الـ"دريم تيم" في النسخة المقبلة للأولبياد في مقابل تشكيلة فرنسيّة ما زالة شابّة ويقودها العملاق فيكتور وينبنياما (متران و23 سنتمترًا) وعن عمر 20 سنة والذي من الموسم الأوّل له في الـ"أن بي إي" سرق الأضواء ومن المتوقّع أن يكون بعد أربعة أعوام من اليوم (موعد انطلاق ألعاب لوس أنجلوس) ملك الساحة في كرة السلّة.
كذلك، لدى الفرنسيّين أسلحة فتّاكة عدّة ما زالت شابّة وأبرزها السبّاح ليون مارشان (مواليد 2002)، وهو يسيطر على مجمل السباقات وسوف يبلغ من العمر في أولمبياد لوس أنجلوس 26 عامًا، ممّا يعني أنّ في إمكانه أن يحقّق رقمًا غير مسبوق من الذهبيّات بمساعدة بلاده في خطف 6 ذهبيّات ممكنة من خلاله.
وكما ليون مارشان، ستعتمد فرنسا على النجم الصاعد جان بنجامن غابا بطل الجودو العالميّ ويبلغ من العمر 23 سنة وقد سيطر على الألعاب القتاليّة، حيث سيقود التشكيلة الفرنسيّة في الألعاب المقبلة بالعديد من النجوم الواعدة.
وسيكون منتخب الديوك على موعد مع باتيست أديس الّذي سحر العالم خلال مشاركته في ألعاب باريس في مسابقة القوس والسهم والّذي لمع بشكل رائع ووصل إلى النهائيّات في الفردي وحصل على الميداليّة الفضّيّة في الفرق، وهو من مواليد عام 2006 أي عمره 17 عامًا، ليكون الأمل الكبير لفرنسا للحصول على العديد من الذهبيّات في تلك المسابقة.
هذا عيّنة ممّا ستعمل فرنسا على تحضيره لأولمبياد لوس أنجلوس بعدما أدرك العالم أنّ فرنسا تحوّلت ابتداء من أولمبيادها إلى قوّة ضاربة في الرياضة بشكل عامّ وفي الألعاب الأولمبيّة في شكل خاصّ.