ما تمنّاه عشّاق كرة القدم العربيّة بأن يكون أولمبياد باريس 2024 شاهد على أوّل نهائيّ عربيّ في تاريخ المسابقات الجماعيّة في الألعاب الأولمبّيّة وتحديدًا في رياضتها الشعبيّة الأبرز كرة القدم لم يتحقّق، إذ إنّ العاصمة الفرنسيّة شهدت ليل اليوم العاشر من ألعاب باريس سقوط المنتخبين العربيّين مصر والمغرب في الدور النصف النهائيّ من المسابقة أمام كلّ من فرنسا وإسبانيا.

فقد خسر منتخب مصر أمام نظيره الفرنسيّ بثلاثة أهداف لهدف واحد، في مباراة احتشد لها جمهور فرنسيّ كبير اعتقد خلال مجرياتها أنّ الديوك قد يودّعون المسابقة في مرحلتها النصف النهائيّة، خصوصًا وأنّ الفريق المصريّ كان هو الطرف الأفضل في فترات عدّة من المباراة.

وبهذا السيناريو، فاجأ منتخب الفراعنة الفرنسيّين بتسجيله هدف السبق في الدقيقة 62، بواسطة نجمه محمود صابر من تسديدة داخل منطقة الجزاء. وبتقدّمه بالنتيجة، ارتدّ الفراعنة إلى الدفاع في محاولة لاستيعاب هجمات الديوك، ممّا انعكس سلبًا على الفريق المصريّ الّذي أعطى أفضليّة السيطرة على وسط الميدان للبلد المضيف. ومع سيطرة الفرنسيّين، لم يتمكّن المنتخب الإفريقيّ من المحافظة على نظافة شباكه فانهار دفاعه أمام السيطرة المطلقة للفرنسيّين في الدقائق الاخيرة من الوقت الأصليّ، حيث أحرز اللاعب جون فيليب ماتيتا هدف التعادل لـ"الديوك" في الدقيقة 83، من تسديدة داخل منطقة الجزاء، لينتهي الوقت الأصليّ من اللقاء بالتعادل بهدف لكلّ منهما .

ومع انتهاء الوقت الأصليّ بنتيجة 1-1، تمّ اللجوء إلى شوطين إضافيّين شهدا في انطلاقهما، طرد نجم منتخب الفراعنة عمر فايد، ليلعب منتخب مصر منقوص العدد، ممّا سمح للّاعب الفرنسيّ جون فيليب ماتيتا صاحب الهدف الفرنسيّ من تسجيل الهدف الثاني لمنتخب بلاده عند الدقيقة المئة من كرة رأسيّة، قبل أن يضيف زميله مايكل أوليز الهدف الثالث في الدقيقة 108 بتسديدة من داخل منطقة الجزاء، فتنتهي أحلام مصر في بلوغ الدور النهائيّ.

وعلى ملعب الفيلودروم في مرسيليا، لم يستفد المنتخب المغربيّ من دعم الجاليات العربيّة الإفريقيّة الكبيرة في مدن جنوب فرنسا، حيث قلب منتخب إسبانيا بطل أوروبّا تأخّره 0-1 بالنتيجة إلى فوز 2-1 نقل من خلاله المنتخب الملكيّ إلى المباراة النهائيّة.

وكان منتخب أسود الأطلس قد سجّل هدف السبق في الدقيقة 37 بواسطة نجمه سفيان رحيمي، لكنّ تقدّم المنتخب الإفريقيّ لم يستمرّ سوى لوقت قصير من عمر المباراة، إذ أحرز اللاعب الإسبانيّ فيرمين لوبيز هدف التعادل لـ"الماتادور" في الدقيقة 66، بعد تسديدة محكمة من داخل منطقة الجزاء لتعدّل إسبانيا النتيجة 1-1 .

وبإدراكها التعادل، فرضت إسبانيا سيطرتها على المباراة، حيث أضاف المهاجم خوانلو سانشيز الهدف الثاني قبل خمس دقائق على نهاية الوقت الأصليّ من تسديدة من داخل المربّع الدفاعيّ لأسود الأطلس.

وبهذه النتيجة تلتقي إسبانيا مع فرنسا في نهائيّ الألعاب الأولمبّيّة على الميداليّة الذهبيّة في مباراة ثأريّة لفرنسها لخروجها من نصف نهائيّ كأس أمم أوروبّا على يد إسبانيا، بينما يلتقي المنتخبان العربيّان مصر والمغرب في مباراة ستحدّد من سيحرز الميداليّة البرونزيّة بين زعيمي القارّة السمراء.