واصل نجم الألعاب الأولمبّيّة وإمبراطور فرنسا الجديد ليون مارشان تحطيم الأرقام القياسيّة وحصد الميداليّات الذهبيّة في حوض السباحة الباريسيّ، ومعها زرع الفرحة لدى الشعب الفرنسيّ بأكمله الّذي أصبح تناول اسم بطله الجديد على كلّ شفة لسان من شمال فرنسا إلى وسطها، وصولًا إلى مدن جنوبها.
وليل أمس الجمعة، حصد ليون مارشان ميداليّته الذهبيّة الرابعة عندما فاز بسباق الـ200 متر متنوّع للرجال، محقّقًا أيضًا رقمًا أولمبيًّا جديدًا وبفارق كبير عن أقرب منافسيه البريطانيّ دونكان سكوت الّذي حلّ ثانيًا وبطل العالم الصينيّ وانغ شون الّذي جاء ثالثًا.
وكان النجم الفرنسيّ قريبًا جدًّا من تحطيم الرقم القياسيّ العالميّ لمسابقة الـ200 متر وقد واكبه الجمهور الفرنسيّ تشجيعًا من بداية المنافسة إلى ما بعدها بوقت طويل داخل القاعة في "لا ديفونس" وخارجها، تقدّمه الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون من داخل الحوض وخلال حفل التتويج.
وكان مارشان على بعد 6 أجزاء من الثانية فقط عن الرقم العالميّ الّذي يحمله الأسطورة الأميركيّة مايكل فيلبس، وهو قد انطلق بحصد الذهبيّات في ألعاب باريس عبر فوزه أوّلًا بسباق الـ400 متر سباحة متنوّعة للرجال، وتحطيم الرقم الأولمبّيّ بتسجيله وقت أربع دقائق وثانيتين و95 جزء من الثانية، قبل أن يحقّق ذهبيّته الثانية في مسابقة الـ200 متر فراشة مع رقم أولمبّيّ بزمن قدره دقيقة و51 ثانية و21 جزء من الثانية، ومن ثمّ سباق الـ200 متر صدر رجال مع رقم أولمبّيّ هو دقيقتين وخمس ثوان و85 جزء من الثانية.
وبهذا الإنجاز، يكون مارشان قد انضمّ إلى الإنجاز غير المسبوق الّذي حقّقه ثلاثة سبّاحين آخرين في تاريخ الألعاب وهم الأميركيّ مارك سبيتز في أولمبياد ميونيخ في عام 1972، والألمانيّة كريستين أوتو في أولمبياد سيول في عام 1988، والاسم الأبرز الأسطورة الأميركيّة مايكل فيلبس في عام 2008 في بيجينغ، حيث حقّق خمس ذهبيّات في السباحة بعدما كان حقّق أربع ميداليّات ذهبيّة قبلها في أولمبياد أثينا في عام 2004.
أمّا سرّ تفوّق الفرنسيّ ليون مارشان فهو مدرّبه صانع الأساطير الّذي حوّل الفرنسيّ مارشان من بطل وطنيّ إلى أسطورة عالميّة. وما يزيد من أهمّيّة هذا الإنجاز هو أنّ ليون مارشان يبلغ من العمر 22 عامًا وقد بدأ السباحة في مسقط رأسه في مدينة تولوز بتشجيع من والده كزافييه وصيف بطل العالم في سباق الـ200 متر متنوّع في عام 1998 وكذلك بمتابعة من والدته سيلين الّتي كانت من ضمن الفريق الفرنسيّ في اولمبياد برشلونة في عام 1992.
ومنذ صغره، كان ليون مارشان يواظب على التمارين المكثّفة في السباحة إلى جانب هوايته في رياضتي الجودو والرغبي ، حيث تعتبر الرغبي الرياضة الأبرز في مدينة تولوز.
وعلى الرغم من تألّقه داخل فرنسا، بقيت نتائجه على الصعيد الدوليّ جيّدة إنّما غير مميّزة إلى أن تبّناه المدرّب الأميركي بوب بومان صانع الأبطال ومدرّب الأميركيّ مايكل فيلبس والّذي رأى في البطل الفرنسيّ ملامح أسطورة جديدة في عالم السباحة.
ومنذ أن أصبح ليون مارشان في عهدة المدرّب بوب بومان ابتعد السبّاح الفرنسيّ كلّيًّا عن الأضواء، حيث تحضّر بشكل مكثّف ومميّز لتلك الألعاب ليدخل حوض السباحة في باريس ويخطف كلّ الأنظار ويصبح من دون أدنى شكّ الاسم الأبرز في ألعاب باريس 2024.