يحبس العالم أنفاسه ساعات قبل انطلاق موعد نهائيّ بطولة أمم اوروبّا لكرة القدم، انتظارًا للمواجهة الطاحنة بين منتخبي إسبانيا وإنكلترا في مباراة ستحسم من سيتزعّم القارّة الأوروبّيّة ومعه العالم في كرة القدم.

فسجلّات كرة القدم ستعطي الأفضليّة حتمًا لإسبانيا، إذ إنّ منتخب "لا روخا" هو أكثر المنتخبات إحرازًا لبطولة كأس أوروبّا مع ثلاثة ألقاب أحرزها في أعوام 1964 و2008 و2012، بينما لم يعرف المنتخب البريطانيّ من قبل اليوم طعم اللقب الأوروبّيّ وهو ما زال يبحث عن أوّل تتويج له في قارّة كرة القدم الأوروبّيّة أو على صعيد كأس العالم منذ عام 1966 أي منذ 58 عامًا عندما أحرز كأس العالم على أرضه وبين جماهيره في ملعب ويمبلي في لندن وهو لقبه الوحيد على صعيد المنتخبات.

وكما التاريخ، فإنّ الأرقام وسجلّ المواجهات ستعطي الأفضليّة وفي شكل مطلق لمصلحة المنتخب الإسبانيّ، إذ إنّ منتخبي إنكلترا وإسبانيا التقيا من قبل 27 مرّة، حيث تواجها في مباريات كأس العالم مرّتين وفي مسابقات كأس الأمم الأوروبّيّة مرّتين وفي المسابقات الرسميّة الأخرى ضمن التصفيات والمباريات الودّيّة 23 مرّة.

وفي مستوى المواجهات السابقة الـ27 الّتي التقيا خلالها تاريخيًّا، فاز منتخب إسبانيا 13 مرّة مقابل 10 انتصارات لإنكلترا، بينما انتهت مواجهاتهما بالتعادل أربع مرّات فقط، ممّا يدل على أنّه في ألأغلبيّة المطلقة لمواجهاتهما كان سيناريو اللقاء يطغى عليه اللعب الهجوميّ على المستوى الفنّيّ.

وكان تاريخ 15 أيّار 1929، يشهد على أوّل مواجهة تاريخيّة بين إسبانيا وإنكلترا والّتي استضافتها العاصمة الملكيّة مدريد، حيث هزمت إسبانيا إنكلترا بنتيجة 4-3، واعتبرت في حينها أنّ إسبانيا هي أوّل دولة في أوروبّا تسقط إنكلترا (مخترعة رياضة كرة القدم) في مباراة دوليّة في مسابقة كرة القدم.

واعتبر ذلك التاريخ يومًا غير مسبوق في تاريخ اللعبة، إذ كانت أوّل مواجهة كرة قدم رسميّة في العالم تنقل وقائعها بشكل مباشر على الهواء عبر الراديو، حيث تابعها الملايين من الإنكليز والإسبان ومحبّي كرة القدم الأوروبّيّة.

وقد سمّى الاتّحاد الأوروبّيّ لكرة القدم الحكم الفرنسيّ فرنسوا لوتيكسيي لقيادة المباراة النهائيّة لليورو بين إسبانيا وإنكلترا بإنجاز يشهد له للفرنسيّين، كون حكم فرنسيّ آخر هو كليمان توربان اختارته الـ"يويفا" لقيادة المباراة الافتتاحية من بطولة اليورو في 10 حزيران الماضي.

وسيكون الملعب الأولمبيّ التاريخيّ في العاصمة برلين هو مضيف الحدث للمباراة النهائيّة ليل الأحد المقبل في 14 تمّوز كثالث أكبر حدث رياضيّ في هذا الملعب بعد الألعاب الأولمبيّة الّتي استضافتها ألمانيا في عام 1936 وافتتحها زعيم ألمانيا النازيّ آنذاك أدولف هيتلر لتعود وتشهد بعد توحيد المانيا نهائيّ كأس العالم في كرة القدم في صيف 2006 ولتكون على مسافة ساعات من موعد نهائيّ اليورو بين إنكلترا وإسبانيا.

وإذا كانت الأرقام والتاريخ لمصلحة إسبانيا في المباراة النهائيّة، فهل تكون التوقّعات الفنّيّة والتقنيّة لمصلحة إنكلترا... (تابعوا غدًا على موقع الصفا نيوز من سيكون المرجّح فنّيًّا لإحراز اللقب وكلّ شيء حول تشكيلة المنتخبين المتوقّعة للنهائيّ وخطط توزيع اللاعبين الّتي سيعتمدها المدرّبان).