تابعت إسبانيا تألّقها الرائع في بطولة أمم أوروبّا في كرة القدم عبر تأهّلها إلى نهائيّ البطولة، بعدما أطاحت ليل أمس الثلاثاء بمنتخب فرنسا بطلة العالم مرّتين بفوزها عليها في النصف النهائيّ الّذي جمعهما في مدينة ميونيخ بنتيجة 2-1.
وبوصوله إلى المباراة النهائيّة، فرضت إسبانيا منتخبها كمرشّح منطقيّ من جميع مراقبي كرة القدم في العالم لإحراز لقب اليورو، خصوصًا بعدما أقصى منتخب "لا روخا" في الدور الربع النهائيّ منتخب الدولة المنظّمة ألمانيا المعروف بـ"الماكينات"، ليعود ويطيح بمنتخب الـ"فافوري" الأبرز لإحراز لقب بطولة أمم أوروبّا المنتخب الفرنسيّ في مباراة سيطرت عليها إسبانيا عند الحاجة وحسمتها 2-1 .
وفي سيناريو المباراة النصف النهائيّة الّتي عاشتها مقاطعة بافاريا ومدينتها ميونيخ، قلب منتخب إسبانيا أوّلًا تأخّره إلى تعادل على منتخب الديوك في مباراة مثيرة في نصف نهائيّ بطولة أوروبّا لكرة القدم يورو 2024، بفضل هدف صاروخيّ لنجمه لامين يامال المعروف في جذوره المغربيّة بكنيته الحقيقيّة الأمين جمال، هو الأجمل في البطولة بعد هدف الإنكليزيّ بيلينغهام في دور الـ16، لتعود إسبانيا وتضيف هدفًا ثانيًا من خلال مهاجمها البديل في هذا اللقاء داني أولمو لتفوز بنتيجة 2-0 وتتأهّل إلى النهائيّ المقرّر في برلين يوم الأحد المقبل في 14 تمّوز.
وبتسلسل أحداث المواجهة الناريّة بينهما، وبعد تسع دقائق على انطلاق المباراة، كسر الفرنسيّون السيطرة الإسبانيّة، من خلال هجمة مرتدّة سريعة قادها كيليان مبابي الّذي خلع قناعه في هذا الدور، ومرّرها عبر مركز الجناح كرة عرضيّة محكمة إلى زميله كولو مواني الّذي سدّدها بضربة رأسيّة داخل شباك إسبانيا، في أوّل هدف من "لعبة مفتوحة " أي ليس من ضربات جزاء بنالتي أو "Own Goal" لتتقدّم فرنسا بشكل مفاجئ على إسبانيا بنتيجة هدف للاشيء.
وبعدما سادت لدقائق سيطرة فرنسيّة اعتقد خلالها الجمهور الفرنسيّ أنّ المباراة باتت لفرنسا، كان لساحر إسبانيا لامين يامال كلام مغاير تمامًا، حيث باغت الدفاع والحارس وسجّل هدف التعادل في الدقيقة الواحدة والعشرين بعدما أطلق قذيفة صاروخيّة رائعة بيسراه من خارج منطقة الجزاء اصطدمت بالقائم إلى داخل الشباك ليصبح أصغر لاعب يسجّل هدفًا في بطولة أوروبّا أو بطولة كأس العالم، وهو لم يكمل بعد الـ17 عامًا، إذ إنّ الظاهرة يامال يبلغ من العمر اليوم 16 عامًا و362 يومًا .
وعزّزت إسبانيا تقدّمها بعد 4 دقائق فقط من تسديدة أولمو من داخل منطقة الجزاء الّتي اصطدمت بالمدافع الفرنسيّ جول كوندي وتحوّلت إلى داخل الشباك. وفاز لامين يامال بجائزة أفضل لاعب في المباراة لدوره الكبير في فوز إسبانيا.
والمعروف أنّ إسبانيا هي الوحيدة الى جانب ألمانيا الفائزة في لقب بطولة أمم أوروبّا ثلاث مرّات، كما إنّ إسبانيا هي الوحيدة في تاريخ المسابقة الفائزة في نسختين على التوالي في عامي 2008 و2012. وبهذا، ستكون لمنتخب إسبانيا فرصة كبيرة يوم الأحد المقبل لإحراز لقب "اليورو" مرّة رابعة عندما تلتقي في نهائيّ اليورو مع الفائز من النصف النهائيّ الآخر الّذي سيجمع الليلة عند العاشرة مساء في لقاء قمّة منتخب إنكلترا الّذي يبحث عن اللقب الاوّل له منذ 1966 ومنتخب هولّندا القويّ .