تشهد بطولة أمم أوروبّا في كرة القدم غدًا مساء انطلاق الدور الربع النهائيّ في مواجهتين أقرب إلى المباراة النهائيّة من دور الثمانية.
فأوروبّا تحبس أنفاسها بلقاءي "أمّ المعارك" بين فرنسا والبرتغال عند السابعة مساء بتوقيت بيروت وبين ألمانيا وإسبانيا عند العاشرة مساء.
فمواجهة فرنسا والبرتغال هي إعادة لنصف نهائيّ كأس العالم في ألمانيا في عام 2006 بسيناريو ثأريّ لمنتخب البرتغال وبسيناريو تثبيت التفوّق من ناحية الديوك. وقد التقى منتخب فرنسا مع البرتغال في 28 مباراة رسميّة فازت فرنسا في 19 منها مقابل 6 انتصارات للبرتغال، بينما انتهت ثلاث فقط بنتيجة متعادلة، ممّا يظهر أنّ عنوان اللقاء من الجانبين سيكون الهجوم لمحاولة فرض التقدّم باكرًا في أيّ لحظة.
وقد أحرزت فرنسا 52 هدفًا في مرمى خصمها، بينما سجّل منتخب برازيل أوروبّا 31 هدفًا في شباك الديوك. وكانت فرنسا قد وصلت إلى الدور الربع النهائيّ من بطولة اليورو 2024 بعد فوزها في دور الـ16 على بلجيكا بهدف نظيف، فيما فازت البرتغال بصعوبة كبيرة على سلوفينيا بركلات الترجيح 3-0، بعدما انتهى الوقتان الأصليّ والإضافيّ من مواجهتهما بالتعادل السلبيّ 0-0 .
وسيقود منتخب الديوك النجم الأشهر في العالم حاليًّا كيليان مبابي المنتقل إلى ريال مدريد من باريس سان جيرمان، بينما سيقود الكتيبة البرتغاليّة الّتي تضمّ العديد من نجوم الأندية الأوروبّيّة كمانشستر سيتي الدون كريستيانو رونالدو في مواجهة سيكون من الصعب جدًّا التكهّن باسم الفائز ولو أنّ التكهّنات والترشيحات تضع احتمال فوز الديوك في المقدّمة.
وعند العاشرة مساء، يلتقي منتخب ألمانيا مع منتخب إسبانيا في مواجهة عاصفة هي نهائيّ مبكر للبطولة شاء القدر أن تكون في المباراة الربع النهائيّة. وستعيد تلك المباراة إلى الأذهان لقاء المنتخبين في نهائيّ نسخة المسابقة في عام 2008 في النمسا، والّتي توّج بلقبها منتخب إسبانيا بفوزه على المنتخب الألمانيّ بهدف للاشيء .
وكان فوز إسبانيا الكبير على منتخب جورجيا المغمور 4-1 في دور الـ16 للمسابقة، المقامة حاليًّا في ألمانيا، ليل الأحد، هو أكبر انتصار لفريق يتمكّن من قلب تأخّره أمام منافسه في تاريخ البطولة.
كما تعتبر هذه المباراة الأولى الّتي يحسمها منتخب إسبانيا لصالحه في الأدوار الإقصائيّة لإحدى المسابقات الكبرى (كأس العالم وأمم أوروبا)، منذ تغلّبه بنتيجة 4-0 على إيطاليا في نهائي نسخة كأس الأمم الأوروبّيّة في عام 2012 في بولّندا وأوكرانيا.
ومنذ تتويجها بلقب أمم أوروبّا قبل 12 عامًا، لجأت إسبانيا إلى الوقت الإضافيّ أو ركلات الترجيح في لقاءاتها الخمسة الأخيرة في مراحل خروج المغلوب سواء في المسابقة القارّيّة أو كأس العالم، قبل أن تحقّق فوزها الساحق على المنتخب الجورجيّ.
وسبق لمنتخب ألمانيا أن فاز بنتيجة 2-0 على إسبانيا في الدور الأوّل عندما استضافت آخر نسخة لبطولة أمم أوروبّا على ملاعبها في عام 1988، لكنّ الذاكرة ستتضمّن أيضًا انتصارًا تاريخيًّا للمنتخب الإسبانيّ بنتيجة 6-0 على نظيره الألمانيّ خلال دوري الأمم الأوروبّيّة في عام 2020، فيما انتهت آخر مباراة بينهما بالتعادل الإيجابيّ 1-1 في مرحلة المجموعات من المونديال القطريّ في عام 2022 .