بعد أسبوعين كاملين من المباريات والمواجهات، انتهى ليل أمس الأربعاء دور المجموعات ضمن بطولة كأس أمم أوروبّا في كرة القدم من دون مفاجآت كبيرة، إنّما مع إنجازات غير مسبوقة وأبرزها لمنتخب جورجيا المغمور الّذي كتب التاريخ بفوزه على البرتغال وبتأهّله إلى مرحلة دور الـ16 الإقصائيّة في البطولة.
فما لم يتوقّعه أحد حدث ليل أمس، عندما تغلّبت جورجيا 2-صفر على البرتغال، والتحقت بسحر ساحر بين المتأهّلين إلى دور الـ16 من بطولة أوروبّا لكرة القدم 2024، وذلك في أوّل مشاركة لها في بطولة كبرى.
وصعدت جورجيا ضمن أفضل أربعة منتخبات احتلّت المركز الثالث بمجموعاتها إلى جانب سلوفينيا وهولّندا وسلوفاكيا، وستلتقي في دور الـ16 مع إسبانيا. وكانت البرتغال قد حسمت بالفعل تأهّلها بصدارة المجموعة السادسة إثر الفوز 2-1 على التشيك و3-صفر على تركيا، وستلتقي في دور الـ16 مع سلوفينيا.
وتأهّلت تركيا أمس من المركز الثاني في المجموعة برصيد 6 نقاط إثر فوزها 2-1 على التشيك، بينما احتلّت جورجيا المركز الثالث برصيد أربع نقاط. وبتأهّل جورجيا، ودّعت المجر منافسات البطولة، إذ احتلّت المركز الثالث في المجموعة الأولى بثلاث نقاط.
وحرمت جورجيا البرتغاليّ كريستيانو رونالدو (39 عامًا) من تحقيق رقم قياسيّ جديد له، إذ كان في حاجة إلى التسجيل ليحطّم الرقم القياسيّ الّذي انتزعه الكرواتيّ لوكا مودريتش (38 عامّا) قبل أيّام قليلة، ليصبح أكبر لاعب في العمر يسجّل في البطولة الأوروبّيّة عبر تاريخها.
وشهدت المواجهة بين جورجيا والبرتغال تفوّقًا سريعًا لجورجيا الّتي استفادت من عدم إشراك معظم اللاعبين الأساسيّين في البرتغال بسبب ضمانها صدارة المجموعة منذ المرحلة الثانية بغضّ النظر عن مباراتها الأخيرة في دور المجموعات. وبهذا السيناريو، حقّقت جورجيا ما هو أقرب إلى المعجزة عندما افتتحت التسجيل في الدقيقة الأولى، مستفيدة من هجمة مرتدّة سريعة، حيث استفاد مهاجم الفريق كفاراتسيليا من تمريرة طويلة فشقّ طريقه وحيدًا إلى منطقة الجزاء وسدّد كرة قويّة هزّ بها شباك البرتغال.
وحاول منتخب البرتغال إدراك التعادل عندما فرض إيقاعه على أرض الملعب وأطبق على دفاع خصمه بشكل كامل بحثًا عن إدراك التعادل. وشنّ منتخب البرتغال هجمات بالجملة في محاولة لهزّ الشباك لكنّه لم يكن موفّقًا، في مقابل أعتماد جورجيا على الأسلوب الدفاعيّ، حيث استفادت من غيابات مفاتيح البرتغال ففرضت رقابة لصيقة على كريستيانو رونالدو. وكاد جواو فيلكس أن يدرك التعادل للبرتغال في الدقيقة 31، إذ سدّد كرة قويّة من حدود منطقة الجزاء لكنّها مرّت بجوار القائم مباشرة لينتهي الشوط الأوّل من المواجهة بتقدّم جورجيا 1-0.
وفي الشوط الثاني، ومع محاولة البرتغال إدراك التعادل، وبعد مراجعة تقنيّة الـ"فار"، احتسب الحكم ركلة جزاء لجورجيا سجّل منها جورجي ميكاوتادزي الهدف الثاني في الدقيقة 60 لتتقدّم جورجيا بمفاجأة كبيرة بالنتيجة 2-0. وعلى الرغم من تأخّرها بالنتيجة، استمرّت سيطرة البرتغال لكن من دون فاعليّة هجوميّة، وحافظت جورجيا على نظافة شباكها لتنهي المباراة فائزة بثنائيّة نظيفة وتتأهّل إلى دور الـ16.
وكانت المباراة شهدت فرصتين سانحتين لكريستيانو رونالدو لتحطيم الرقم القياسيّ لأكبر لاعب سنًّا يسجّل في بطولة أوروبّا خلال مباراة اليوم، وذلك عندما خرج في الدقيقة 65 من أرض الملعب وقد بدا عليه الغضب أثناء توجّهه نحو مقاعد احتياط الفريق.
وستواجه جورجيا في دور الـ16 إسبانيا وهي الوحيدة الّتي حصلت على العلامة الكاملة أي النقاط الـ9 في دور المجموعات. بينما سيكون اللقاء الأقوى في دور الـ16 بين فرنسا وبلجيكا، علمًا أنّ اليوم الأوّل من هذا الدور هو بعد غد السبت، حيث سيشهد عند الساعة السابعة مساء مواجهة بين إيطاليا وسويسرا وعند العاشرة مساء مواجهة بين ألمانيا المضيفة والدانمارك.