توصّل اثنان من علماء الاجتماع؛ أحدهما يعمل في "جامعة أوسلو"، والآخر في "الأكاديمية البولندية للعلوم"، إلى أن الرجال يستفيدون من جاذبيتهم في مكان العمل أكثر من النساء.
وفي الدراسة، التي نشرتها مجلة "Social Science Quarterly"، قام أليكسي غوغوشفيلي وغرزيغورز بولتزاك، بوصف وتحليل البيانات، استناداً لـ"الدراسة الوطنية التفصيلية لصحة المراهقين".
وتشير الأدلة الشفاهية المتداولة إلى أن المرأة تستفيد أكثر من كونها جذابة بشكل عام أكثر من الرجال. وقد ألمحت بعض الدراسات إلى أن مثل هذه الأدلة قد ينطبق على سوق العمل، لكن لم تثبت صحة أي منها. وفي الدراسة الجديدة حاول الباحثان الوصول إلى الحقيقة من خلال دراسة بيانات مستمدة من "الدراسة الوطنية التفصيلية لصحة المراهقين"»، وهي دراسة طويلة الأمد أُجريت في الولايات المتحدة تهدف إلى تتبع تطور المراهقين أثناء انتقالهم إلى مرحلة البلوغ، وتقييم العوامل التي تؤثر على نجاحهم أو فشلهم. في هذا البحث الجديد، ركز غوغوشفيلي وبولتزاك فقط على تأثير الجاذبية على درجة النجاح.
وتضمنت البيانات الواردة في "الدراسة" درجات جاذبية صرّح بها متطوعون آخرون بشكل سري. وقارن الباحثان تقديرات مستوى الجاذبية التي نالها عشرات المتطوعين في عمر 15 عاماً (قبل أن يبلغوا من العمر ما يكفي لتحسين مظهرهم) بنجاحهم أثناء انتقالهم إلى سوق العمل. كما حاول الباحثان مراعاة عوامل أخرى، مثل الخلفية العائلية والذكاء وسمات الشخصية عند قياس النجاح في سوق العمل.
ووجد الباحثان أن النساء الجذابات يتمتعن بميزة طفيفة على النساء الأخريات اللاتي يعتبرن أقل جاذبية منهن، وبدرجة أكبر أولئك اللاتي يعتبرن الأقل جاذبية على الإطلاق. إلا أنه فيما يخص الذكور، كان الفرق أكبر، فمجموعة الرجال الأكثر جاذبية كانت أكثر نجاحاً من الرجال متوسطي الجاذبية، ومجموعة متوسطي الجاذبية كانوا بدورهم أكثر نجاحاً ممن صُنّفوا على أنهم أقل جاذبية، مما يدل على أن الجاذبية، على الأقل بين الذكور، تلعب دوراً مهماً في النجاح بالعمل.
وأقرّ الباحثان بمحدودية دلالة بعض البيانات، مثل تأثير تأخر مرحلة البلوغ على البعض، وغيرها من العوامل غير المعروفة التي قد يكون لها تأثير على النجاح، ومن ثم هناك حاجة لمزيد من البحث لتأكيد النتائج التي توصلا إليها.