بعد استراحة 48 ساعة، تعود سلسلة النهائيّ الناريّ لبطولة لبنان لكرة السلّة بين الرياضي والحكمة المتعادلين بانتصار لكلّ منهما إلى الواجهة، وعين الرياضي على إعادة فرض تفوّقه على ضيفه في المنارة، بينما ستكون مهمّة الحكمة محاولة امتصاص فورة الرياضي في انطلاق المواجهة الثالثة لكي يحاول أن يخلق لنفسه فرصة لمحاولة سرقة انتصار هو في حاجة إليه في المنارة.
وبتلك المعطيات، سيحاول مدرّب الرياضي أحمد فرّان أن يرسم تكتيكًا دفاعيًّا جديدًا لإيقاف خطورة فريق الحكمة الّذي يستمدّ قوّته من الثنائيّ راكوسوفيش وجوناثن غيبسون. فلإظهار تفوّقه مجدّدًا، الرياضي في حاجة إلى تحييد سلاحي الحكمة، حيث إنّ غيبسون أنقذ في غزير بتسديداته القاتلة سقوط فريقه وأعاد بها التعادل في السلسلة، بينما الصربيّ نيكولاي راكوسوفيش تمكّن من فرض توازن تحت السلّة دفاعًا وهجومًا أمام الـ"توين تاور" في الرياضي ثون مايكر وكيكانوفيش، ومن خلفهما أيضًا الجوكر اسماعيل أحمد.
ولهذا السبب، سيكون على مدرّب الحكمة جاد الحاج الاستفادة أكثر من كلّ وقت ممكن لإيجاد وسائل بديلة في رفع نقاط الحكمة هجوميًّا، خصوصًا بلاعبيه اللبنانيّين في غزير لكي تكون له فرصة فائقة الصعوبة للفوز في المنارة.
من ناحيته، سيستفيد الرياضي من كون مباريات السلسلة النهائيّة تجري بوتيرة سريعة أي 4 مواجهات في خمسة أيّام لكي تكون فرصه بدنيًّا من ناحية اللياقة أفضل من الحكمة كون أبناء المنارة لديهم مجموعة من تسعة لاعبين من المستوى نفسه أي أنّ في إمكان أحمد فرّان تقاسم الوقت بينهم لكي يكونوا في كلّ لقاء جاهزين بدنيًّا على عكس فريق الحكمة الّذي هو ملزم بإشراك غيبسون ومن خلفه نجومه الأساسيّين لنحو 30 دقيقة على الأقلّ كمعدّل لعب في كلّ مواجهة، وعليه لن يكون في إمكانهم بدنيًّا تحمّل الوتيرة السريعة والمتتالية في المباريات.
كذلك، فإنّ الرياضي لديه سلاح هجوميّ متعدّد الأسماء، أي أنّ خصمه لا يمكنه الاعتماد على شلّ حركة لاعب أواثنين، فأبناء المنارة لديهم 6 لاعبين في إمكانهم اخذ اللقاء على عاتقهم هجوميًّا، إضافة إلى أنّه سيكون صعبًا جدًّا استيعاب خطورة وائل عرقجي الّذي هو اللاعب الأخطر في كرة السلّة اللبنانيّة والّذي يشكّل فارقًا في مصلحة الرياضي في هذه السلسلة.
وفي خلاصة لما يمكن أن يكون عليه سيناريو المباراة هذه الليلة، لن يكون في إمكان الرياضي تكرار الفوز الساحق على ضيفه كما في اللقاء الأوّل، بينما سيكون من الصعب جدًّا على الحكمة تكرار سيناريو اللقاء الثاني عندما ضرب دفاعات الرياضي في الثواني الأخيرة، وبالتالي فرصة التقدّم 2-1 أقرب إلى أبناء المنارة، إلّا في بحال حدوث ما هو هو غير متوقّع من مفاجآت وهذا ما شهدناه مرارًا في بطولة لبنان هذا الموسم.