أكَّدت حركة حماس أنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهُدنة الأخير الذي ينص على وقف القتال مدة 40 يوماً، على ما أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمس الخميس، بعد اتصال هاتفي مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

وخلال الاتصال أكَّد هنية أنّ وفداً من حماس سيزور مصر "في أقرب وقت لاستكمال المحادثات الجارية بهدف إنضاج اتفاق يحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان".

وتباحث هنية أيضا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، مؤكّداً له الاستعداد للتوصّل إلى اتفاق.

وتتعارض هذه التصريحات مع ما كان ورد على لسان القيادي في حماس أسامة حمدان الذي قال لوكالة فرانس برس إنّ موقف الحركة "سلبي" من المقترح حتّى الآن، مشيراً إلى استمرار النقاش بشأنه.

وتتمسك حركة حماس بشروطها وعلى رأسها وقف دائم لإطلاق النار، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.

نتنياهو: بمفردنا سنفعل ذلك

وكان وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن دعا خلال زيارته إسرائيل الأربعاء، حركة حماس إلى القبول بالمقترح "السخي جداً" من جانب الكيان العبري.

وحضّ إسرائيل أيضاً على التخلّي عن فكرة شن هجوم برّي على رفح آخِر معاقل حركة حماس بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي باتت تضم مليون ونصف مليون نسمة غالبيتهم من النازحين جراء الحرب.

وقال نتنياهو الخميس مجدداً "سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلّب على عدوّنا، بما في ذلك في رفح". بعدما وعد سابقاً بشن هجوم بري "مع اتفاق أو بدونه" في إشارة إلى الهدنة.

وأعربت الكثير من العواصم الغربية والعربية والمنظمات الدولية والإنسانية عن مخاوف من وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين في رفح بغياب خطّة ذات مصداقية لحماية السكّان.

وأكد نتنياهو "حتى لو اضطررنا للدفاع عن انفسنا بمفردنا سنفعل ذلك" في وقت تزداد التعبئة في بعض الدول احتجاجاً على الحرب التي تقودها إسرائيل في قطاع غزة.

فإلى جانب التظاهرات والاحتجاجات في جامعات في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا، أعلنت كولومبيا قطع علاقاتها مع الدولة العبرية فيما علقت تركيا الخميس علاقاتها التجارية معها.

ويأتي ذلك فيما بدا مسؤولون إسرائيليون يخشون احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف في حق مسؤولين في الدولة العبرية الأمر الذي تعارضه الولايات المتحدة.

وذكر موقعا أكسيوس الأميركي و"والا" الإسرائيلي أنّ أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي عقدوا لقاء عبر الانترنت مع مسؤولين في المحكمة الدولية، لإبداء قلقهم من احتمال صدور مذكرات توقيف في حق مسؤولين إسرائيليين جراء الحرب في قطاع غزة.

إعادة إعمار غزة.. 40 مليار دولار 

وإضافة إلى الحصيلة البشرية الهائلة، يتوقّع أن تبلغ كلفة إعادة إعمار القطاع 30 إلى 40 مليار دولار بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبدالله الدردري في مؤتمر صحافي في عمّان الخميس، إنّ "حجم الدمار هائل وغير مسبوق"، مشيراً إلى أنّ هذه المهمّة "لم يسبق للمجتمع الدولي أن تعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية".

ولفت إلى أنه "جرى بحث تمويل (إعادة الإعمار) مع دول عربية وهناك إشارات إيجابية للغاية حتّى الآن"، من دون أن يعطي تفاصيل أخرى.

وأوضح أنّ الاعتماد على "الأطر التقليدية" لإعادة البناء يعني أنّ "الأمر قد يستغرق عقوداً من الزمن والشعب الفلسطيني لا يملك رفاهية عقود من الزمن. لذلك من المهم أن نقوم بسرعة بإسكان الناس في سكن كريم وإعادة حياتهم الطبيعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية خلال السنوات الثلاث الأولى بعد وقف إطلاق النار".