ينتظر العالم أجمع عند الساعة العاشرة من مساء الأحد المقبل موقعة "كلاسيكو الأرض" بين قطبي كرة القدم في إسبانيا وأوروبّا ريال مدريد وبرشلونة، حيث يتطلّع فريق ريال مدريد الإسبانيّ إلى الاقتراب خطوة كبيرة نحو حسم لقب الدوري الإسبانيّ لكرة اقدم، وذلك حينما يستضيف غريمه التقليديّ برشلونة في مباراة الكلاسيكو ضمن الجولة الثانية والثلاثين من الدوري الإسبانيّ الـ"ليغا".
وستكون المباراة بمثابة لقاء حياة أو موت بالنسبة إلى فريق برشلونة الّذي كان قد ودّع قبل أيّام قليلة بطولة دوري أبطال أوروبّا من بوّابة ملعبه الـ"كامب نو" في أمسية دراماتيكيّة جاءت ارتدادتها كارثيّة على إدارة الفريق الكاتالونيّ وجهازه الفنّيّ.
ففريق برشلونة مدرك أنّ سقوطه في مدريد سيتحوّل إلى كرة ثلج متدحرجة قد تطيح بكامل إدراة الفريق الكاتالونيّ ومعها بأسماء عدّة من لاعبي الفريق كون جمهور برشلونة لن يقبل أن يتعرّض فريقه إلى سقوطين مدوّيين في أقلّ من أسبوع واحد.
وعلى عكس فريق برشلونة الّذي تتقاذفه رياح العواصف شمالًا ويمينًا، يدخل فريق ريال مدريد مواجهة الكلاسيكو بمعنويات عالية جدًّا وثقة كبيرة بلاعبيه وجهازه الفنّيّ بقيادة المدرّب الثعلب كارلو أنشيلوتي بعد تأهّله إلى الدور النصف النهائيّ في بطولة دوري أبطال أوروبّا عقب إقصائه بطل أوروبّا وإنكلترا فريق مانشستر سيتي الإنجليزيّ بنتيجة 4-3 بركلات الترجيح في قلب مدينة مانشستر في إنكلترا.
ومن ناحية الأرقام والإحصاءات فإنّ الأفضليّة أيضًا تصبّ في مصلحة الفريق الملكيّ، إذ يملك ريال مدريد أفضليّة تاريخيّة، حيث التقى قطبا اللعبة في 187 مباراة ضمن الدوري الإسبانيّ الليغا، وحقّق ريال مدريد الفوز في 78 مباراة، فيما حقّق برشلونة الفوز في 74 مباراة وتعادلا في 35 مباراة. كما التقى الفريقان في 256 مباراة في البطولات الرسميّة كافّة، حيث حقّق ريال مدريد الفوز في 104 مباريات بينما فاز برشلونة في 100 وتعادلا في 52 مباراة.
ففوز ريال مدريد على برشلونة ليل الأحد سيضعه أمام خطوة صغيرة على التتويج، حيث يتصدّر جدول الترتيب برصيد 78 نقطة بفارق ثماني نقاط كاملة أمام برشلونة الوصيف والّذي في حوزته 70 نقطة، مع تبقّي سبع مباريات على نهاية الدوري.
كذلك، حقّق ريال مدريد خمسة انتصارات في آخر سبع مباريات في الدوري، بينما فاز برشلونة في مبارتين فقط، لذلك يدرك كارلو أنشيلوتي، المدير الفنّيّ للريال، أنّ الفوز على خصمه اللدود لن يعزّز فقط موقع الفريق الملكيّ في صدارة جدول الترتيب فقط ليتحضّر للتتويج في البطولة في الأسابيع المقبلة، ولكنّه سيقضي أيضًا على كلّ آمال برشلونة في المنافسة على اللقب وسيضعه أمام عاصفة من المشاكل الداخليّة الّتي ستؤثّر سلبًا على تركيبة الفريق في الموسم المقبل.
وأمام كلّ تلك المعطيات، حرص الثعلب كارلو أنشيلوتي على التأكيد للاعبيه ضرورة تحقيق الفوز في هذه المباراة من أجل الاقتراب خطوة من تحقيق اللقب وتحقيق انتصاره الخامس على التوالي في الدوري والأهمّ فرض سيطرة معنويّة على خصمه اللدود برشلونة قد تطول على امتداد السنوات المقبلة. لذلك، يرغب تشافي هرنانديز مدرّب برشلونة بالفوز بهذه المباراة مهما كان الثمن لتعويض خيبة الأمل الكبيرة بعد الخروج من دوري أبطال أوروبّا، خصوصًا وأنّه يريد أن يترك شيئًا للجماهير لتحتفل به بعد رحيله عن تدريب الفريق في نهاية الموسم وفقّا لما أعلنه مدرّب برشلونة في السابق.
ما هو مؤكّد أنّ ما قبل موقعة الكلاسيكو بعد غد الأحد لن تكون طبعًا كما قبلها، خصوصًا بالنسبة إلى برشلونة الّذي سيكتب مصير موسم كامل في ظرف 90 دقيقة من الوقت. فلمن سيبتسم الكلاسيكو للريال أو لبرشلونة؟