"قتل الربيع" و"حاجز الصمت" و"أسياد المال"، أعمال بدأت من خلالها إمارات رزق مشوارها التّمثيلي بين العامين 2004 و2006، لكنّها لم تكن خرّيجة المعهد العالي للفنون المسرحيّة، بل قيلَ إنّ مَن أمسكَ بيدها لدخول الوسط التمثيلي هو زوجها السّابق المخرج يوسف رزق الّذي منحها اسمهُ، فتحوّلت من إمارات السعدي إلى "إمارات رزق".
لكن ما حصلَ طوال أعوامٍ كثيرة هو أنّ تلك الأعمال المذكورة التي شكّلت بداية إمارات، أدخلتها في إطارِ التنميط لأدوار الشّر والإغراء. نفقٌ طويلٌ دخلتهُ ولم تخرجهُ بسلام، سوى في دورها مؤخراً ضمن مسلسل "ولاد بديعة"، حيثُ تلعب شخصية "بديعة" المرأة التي لا تتكلّم، تقول لفظاً واحداً فقط "يا كريم"، وتتعرّض للإستغلال الجّسدي، فيدفع الثمن أولادٌ يتصارعونَ مع وصمة "ولاد بديعة"، فيتأرجحون بينَ الوصمة والإعتزاز، بأُمٍ بسيطةٍ قدّمتْ لأولادها الحب المرزوع في داخلِ أعماقهم مهما حصلَ لهم من تقلّباتِ الحياة.
أثبتت إمارات رزق مقدرات تمثيليّة كبيرة في "ولاد بديعة"، لتُحدث منعطفاً في مشوارها الفنّي، ويبدو أنّ ذلك حصلَ بدفعِ الإيمان بها، من المخرجة رشا شربتجي، فقدّمتها بصورة مختلفة تماماً عن أدوارها السّابقة.
بالعموم، فإنّ نص يامن الحجلي وعلي وجيه، كُتِبَ بإحكام، لشخصيات لها عوالمها التي يستحيل أن تمر لدى المشاهد مرورَ الكرام. ويتحدّثُ المسلسل عن صراع الإخوة الأعداء، في مجتمع "الدّباغات" على أطرافِ دمشق.