أطلقَ تلفزيون المستقبل عام 2003 أوّلَ برنامجِ هواةٍ يحظى بشهرةٍ عربيةِ كبيرةٍ تحت عنوان "سوبر ستار"، وكانَ معرّباً عن سلسلة البرنامج العالمي الشّهير "American Idol". استطاعتِ القناة خلالَ خمس مواسم من البرنامج أن تنجحَ في وضعِ عددٍ كبيرٍ من الأصوات العربيّة المتنوّعة على السكّة الأولى للانتشار والنّجاح، مترافقةً في البعض من مواسمِها مع إطلاق قناةٍ فنيةٍ رديفة "قناة زين". البعضُ من مواهب "المستقبل" الذين تخرجوا من "سوبر ستار" سلكوا مشوارهم باللونِ الأصيل للغناء، وآخرون حققّوا النجاح لكن غيّروا جلدهم الغنائي الذي تعرّفَ عليهم الجمهور من خلاله في البرنامج، راسمينَ لأنفسهم خطاً غنائياً مختلفاً... وهناكَ مَن تعثّرت خطاه أو اختارَ الاحتجابَ نهائياً عن عالمِ الغناء.

بينَ العامين 2003 و2008 قدّم برنامج "سوبر ستار" خمسةَ مواسم، ومن خلالِها تعرّف الجمهور إلى أصواتٍ نسائيّة ورجالية تركتْ أثرها.

الأصوات النسائيّة

من أبرز هذه الأصوات، ديانا كرزون التي تُعد أولَ فنانةٍ أُردنية تحظى بشهرةٍ عربيةٍ. وفي "سوبر ستار" أيضاً تعرّف الجمهور إلى صوتٍ احترفَ الجمعَ بين المجدِ من أقطابه، وهي رويدا عطية التي أبدعت غناءً لـِ أم كلثوم وصباح ووردة.

وكذلك من الأصوات النسائيّة البارزة، تعرّف الجمهور في"سوبر ستار" إلى شهد برمدا ونانسي نصرالله وأميمة طالب ويسرا محنوش ونانسي زعبلاوي ورنين الشعار ووعد البحري. واستطاعتْ عبير نعمة وهي خرّيجة "سوبر ستار"، أن تحجز لنفسها مكانةً متقدّمةً بين الفنانات اللبنانيات والعرب على الساحة الغنائيّة في السنوات الأخيرة.

الأصوات الرجاليّة

ومن جيلِ الفنانين الرّجال، أبرز الأصوات التي أطلقها "سوبر ستار" الفنان ملحم زين "ريّس الغناء" وسعد لمجرد الذي يُحقّقُ اليوم أرقاماً كبيرة في المشاهدات، وأيمن الأعتر وابراهيم الحكمي (صاحب الأغنية الأيقونيّة "ما بدي قلك شو بني") والفنان السعودي ذو اللون المتميّز عبد الرحمن محمد (الشّهير بأغنية "أصابكَ عشقٌ")، بالإضافة إلى سعود أبو سلطان وشادي وهادي أسود وعمّار حسن ومرعي سرحان وغيرهم.

في زمن "المستقبل" وزمن "سوبر ستار"، كانَ العالم العربي بأجمعه ينتظرُ حلقاتٍ فنيّة، فيها شق تجاري دّعائي لكنّه لم يغلب على الشّق الفني الثقافي، في سهراتٍ مليئة بالشّجن والطرب العذب.

بعدَ ذلك لم تستطع القناة بالاستمرار، ثمّ سُحبت حقوق البرنامج العالمي لصالح MBC وصارَ تحتَ عنوان "Arab Idol – محبوب العرب" بدءاً من العام 2011.

كانت بيروت تُصدّرُ المواهب من جميع الدّول العربيّة مع موسيقيين وشعراء وإعلاميين، قادرينَ على صوغِ أفضل العبارات الدّاعمة والنّاقدة للأصوات الجديدة، مثل الموسيقار الرّاحل الياس الرحباني والشّاعر والملحّن زياد بطرس والفنانة فاديا طنب الحاج والإعلاميّة تونيا مرعب، الّذين كانوا أبرز أسماء لجنة تحكيم "سوبر ستار" على اختلاف مواسمه. يُضاف إليهم فرقة موسيقية محترفة بقيادةِ المايسترو بسام بدور، وكانت سهرات البرنامج تحتَ إشراف الفنان أحمد قعبور وكانَ الإخراج بعدسةِ ناصر فقيه. ومن أبرز الأسماء التي قدّمت "البرايمات" أيمن قيسوني ورانيا الكردي.

"سوبر ستار" كانَ واحداً من بينِ برامجٍ كثيرةٍ اشتهرت من خلالها "الشاشةُ الزرقاء"، ويُضاف لبرامج أُخرى متنوّعة مثل "سيرة وانفتحت" و"خليك بالبيت" و"وراء الوجوه مع ريكاردو كرم" و"عالم الصباح" و"الحلقة الأضعف" و"السهم" و"لا يُمَل" وغيرها من المواد الإعلاميّة التي ذُيّلتْ بإعلانٍ ترويجي للقناة بعنوان "لعيونك"... أمّا الآن فكل ذلك أصبحَ في ركنِ "النوستالجيا"، وصارَ "المستقبل" ماضٍ!