على ما يبدو أنّ رياح التغيير التي تشهدها المملكة العربية السعودية تشمل جميع مكوّنات وشرائح السعوديين والزوّار على حد سواء. ومن الملاحظ أنّ التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية لا يقتصر على المهرجانات غير المسبوقة التي تعمّ مدينة الرياض، بل تجاوز ذلك ليشمل التقنيات الحديثة التي تحرص الإدارة السعودية الجديدة على مواكبتها أو حتّى تجاوزها، وكان آخرها إعلان الخطوط الجوية السعودية عن استعدادها لموسم الحج من خلال إدخال خدمة "التاكسي الطائر"، كوسيلة جديدة لنقل الركاب بين مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة وفنادق مكة المكرمة، خلال موسم الحجّ المقبل امتداداً لمواسم العمرة مستقبلاً.
وتعتبر "الطائرة الكهربائية (ليليوم)"، التي تخطّط شركة الخطوط السعودية استخدامها، من أوائل المركبات الجوية عمودية الإقلاع والهبوط (eVTOL)، وتعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل، حيث ذكرت المعلومات عن توافر 100 طائرة تتراوح سعة كلّ منها بين 4 و6 ركاب في الرحلة الواحدة.
المهندس عبد الله الشهراني، مدير عام الاتصال المؤسّسي بمجموعة الخطوط السعودية والمتحدث الرسمي باسمها أشار في تصريحات صحفية إلى أنّه "بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة، ستحلّق هذه الطائرات بحجاج بيت الله الحرام خلال مواسم الحج المقبل ومواسم العمرة مستقبلاً من مطار الملك عبد العزيز بجدّة إلى مهابط الطائرات المجهزة في عدد من فنادق مكّة المكرمة".
تتميز طائرة "ليليوم" بكونها صديقة للبيئة، ممّا يعني انخفاض معدّل الانبعاثات الكربونية، كما ستختصر زمن الرحلات الجوية لكونها قادرة على الطيران لمسافة 250 كم وقد تصل سرعتها القصوى إلى 300 كيلومتراً بالساعة الواحدة.
يأتي هذا الإعلان على خلفية إطلاق شركة السعودية للحج والعمرة، ما يُعتبر بمثابة خدمة متقدمة للربط بين عدد من وجهات السفر عبر هذه الطائرة الكهربائية المتطورة، التي سيتم دعهما بمسارات جوية داخلية تربط بين المطارات الرئيسية داخل المملكة العربية السعودية.
يشار إلى أنّه تم تجهيز هذه الطائرة بمقصورة فريدة تتيح عدّة خيارات لترتيب المقاعد، وتتسم بمساحات رحبة تلبّي احتياجات الحجاج والمعتمرين الراغبين في التمتّع بخدمة سياحية دينية مميزة ومترفة.
وأكد الشهراني "أن هذه الخطوة المهمة تأتي في إطار مساعي الارتقاء بقطاع النّقل الجوي في المملكة، حيث ستسهم هذه المبادرة بشكل كبير في تحفيز استدامة قطاع السياحة بالمملكة، وذلك من خلال الطيران الصديق للبيئة والخالي من الانبعاثات.
وكانت مجموعة السعودية قد أعلنت عن إطلاق شركة السعودية للحج والعمرة لتكون الشركة الثالثة عشر ضمن منظومة شركاتها التي تؤدّي دوراً متناغماً وتكاملياً يواكب النهضة الكبيرة التي يشهدها قطاع الطيران بالمملكة وتخدم منظومة صناعة النقل الجوي على مستوى المنطقة، وذلك خلال مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة الذي أقيم في جدة في 8 كانون الثاني الجاري..
وتُعنى السعودية للحج والعمرة بكافّة العمليات والخدمات والمنتجات الموجهة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وذلك من خلال التخطيط للوصول إلى وجهات جديدة في مختلف قارّات العالم بالإضافة إلى زيادة الرحلات والسعة المقعدية لكافّة الوجهات المترابطة على شبكة رحلات "السعودية" وكذلك المخصصة لرحلات الحج والعمرة، ويساعد على تنفيذ المبادرات التوسعية في الجانب التشغيلي الخطوات التنفيذية لأكبر مشروع لتحديث وتنمية أسطول الطائرات.
البداية في دبي
في نفس السياق، يذكر أنّ رئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان قد اعتمد في شباط 2023 نماذج وتصاميم محطات التاكسي الجوي في دبي، على أن يبدأ العمل بالمشروع خلال 3 سنوات، ويهدف إلى تقديم خدمة تنقّل جديدة باستخدام تكنولوجيا مبتكرة تُسَهّل نقل الأفراد في المناطق الحضرية بشكل آمن وانسيابي ومستدام ومتكامل مع شبكة المواصلات العامة في الإمارة، ويتوقّع تشغيله في العام 2026.
يذكر أنّ استراتيجية دبي للتنقّل ذاتي القيادة تستهدف تحويل 25% من رحلات المواصلات في دبي إلى ذاتية القيادة بحلول عام 2030.
وتتميّز مركبات التاكسي الجوي بإمكانية الإقلاع والهبوط العمودي، وهي مركبات مستدامة صديقة للبيئة، تعمل بالطاقة الكهربائية، ولا تتسبّب بأيّة انبعاثات بيئية، كما تمتاز بالأمان والراحة والسرعة، ويتجاوز مدى طيرانها 240 كيلومتراً، وسرعتها القصوى تبلغ 300 كيلومتر في الساعة، وطاقتها الاستيعابية تتسع لأربعة ركّاب إضافة إلى قائد التاكسي الجوي.