ساعات تفصل لبنان والعالم عن استقبال عام جديد، وتودّع البلاد 2023 غير آسفة على ما مرَّ بها من نكبات وأزمات اقتصادية وأمنية وغيرها. لا يعوّل اللبنانيون كثيراً على 2024، فتكرار نفس التجربة مع نفس الطبقة السياسية وانتظار نتيجة مغايرة يُعد ضرباً من الجنون، إلّا إذا حملت السنة المقبلة حلولاً سماوية على هيئة معجزات تنهي الشغور في سدّة الرئاسة الأولى، تنقذ البلاد وترفع عن العباد وزر قابل الأيام، إذ إنّ حلول الأرض باتت معدومة في ظلّ اشتعال النيران في منطقة الشرق الأوسط ككلّ.
ومن جهتها، تجرّعت إيران كأس اغتيال أكبر مستشاريها في سوريا رضي موسوي على يد إسرائيل عقب غارة جوية استهدفت منطقة السيدة زينب في دمشق مساء الأحد الفائت، وحيث تدار المعارك الكبرى بعقول باردة، أيضاً وأيضاً يمتصّ حزب الله الجنون والهمجية الصهيونية في استهداف الأحياء السكنية ومنازل المدنيين في قرى ومدن الحدود الجنوبية، ويردّ عليها بما لا يوسّع قواعد الاشتباك ولا يجعل منه "مكسر عصا" يتلقّى الضربات في الوقت نفسه.
محور الممانعة يراهن على التحوّلات الكبرى
وحيث باتت أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عارية" وهمّه الأوّل والأوحد توسيع قواعد النار وجرّ كلّ من طهران وواشنطن إلى حرب كبرى، تدرك قوى الممانعة حجم العجز الإسرائيلي عسكرياً، فعلى مدى ما يزيد على شهرين اثنين من بدء عملية التوغل البري في غزة تحولت الشجاعية وخان يونس إلى مصيدة للقوات والآليات الإسرائيلية، تتفنّن حماس باستهدافها وإخراج فيديوهاتها.
كذلك، لا تخفي القوى المعادية لإسرائيل في المنطقة رهانها على الأصوات التى بدأت ترتفع في عواصم القرار ومن الداخل الإسرائيلي إلى واشنطن مروراً بدول الاتحاد الأوروبي، والداعية إلى إنهاء الحرب وعزل نتنياهو، وبعدها حكماً تسجيل نصرٍ صافٍ بإسم حماس والمحور ككل.
ورداً على استهداف منازل مدنيين في بنت جبيل أمس الأول، استهدفت المقاومة مستعمرة كريات شمونة بـ30 صاروخ كاتيوشا، كما شنّت لاحقاً هجوماً مشتركاً بالمسيّرات الانقضاضية على تجمّعات جنود العدو المستحدثة خلف مواقعه في مزارع شبعا، بالإضافة إلى توجيه صلية من صواريخ البركان باتجاه موقع خربة ماعر ومرابض المدفعية فيه وتموضع القوات الإسرائيلية.
ومساءً استهدفت موقع حدب البستان وخيمة لقوة خاصة من الجيش الإسرائيلي جنوب موقع الضهيرة بالصواريخ الموجّهة وحقّقت إصابات مباشرة بين قتيل وجريح وفق بيان العلاقات الإعلامية في حزب الله.
في المقابل، شنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية مساء أمس 3 غارات جوية، مستهدفة الأحياء السكنية في بلدة عيتا الشعب، بالإضافة إلى استهداف منزلاً في بلدة طير حرفا بواسطة مسيّرة إسرائيلية وقصفاً استهدف وادي حامول - الناقورة، أطراف طيرحرفا، أطراف بلدة مروحين، غرب ميس الجبل، خراج كفرشوبا، مزارع شبعا، الضهيرة وأطراف الجبين ويارين بقصف مدفعي.
هليفي: جاهزون للهجوم على لبنان إذا لزم الأمر
توازياً، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أمس تقييماً عسكرياً للوضع العام على الجبهة مع لبنان وقام بالمصادقة على الخطط في مقرّ قيادة المنطقة الشمالية، مشيراً إلى أنَّ "إعادة سكّان شمال البلاد ستستغرق بعض الوقت وسط تصاعد هجمات حزب الله".
وقال هليفي، "إنَّ قواتنا على مستوى عالٍ جداً من الاستعداد على الجبهة الشمالية"، مضيفاً: "مهمّتنا الأولى تتمثّل في إعادة المواطنين إلى ديارهم بأمان، وهو ما سيستغرق مزيداً من الوقت".
وتابع: "لقد صادقنا اليوم على خطط مختلفة للمراحل اللاحقة، حيث يتعيّن علينا أن نكون جاهزين للهجوم إذا لزم الأمر".
كذلك، شدّد هليفي على أنّ "الجيش الإسرائيلي وتحديداً قيادة المنطقة الجنوبية يشهدان مستوى جاهزية عالية للغاية، وحتّى الآن تدار المعركة هناك بشكل صحيح ورزين وهكذا يجب أن يستمر الوضع".
دريان يجدّد الدعوة لتخصيص خطبة الجمعة عن القضية الفلسطينية
في غضون ذلك، وجّه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان تعميماً للأئمة وخطباء المساجد في لبنان، من أجل "تخصيص خطبة الجمعة عن القضية الفلسطينية العادلة وحقّ الشعب الفلسطيني باستعادة أرضه وإقامة دولته على كامل تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، والتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة من إبادة جماعية وجرائم حرب، وتشريد وتهجير الفلسطينيين وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، والدعاء لشعب فلسطين بالنّصر والثبات والصمود في وجه الكيان الصهيوني الإرهابي الغاصب لأرض فلسطين، وإقامة صلاة الغائب عن أرواح شهداء غزة وعموم أهل فلسطين الذين ارتقوا بشهادتهم دفاعاً عن الأرض والعقيدة والوجود".