كثيرة هي ومتعددة أنواع السرطانات التي تفتك بالبشرية حول العالم، ورغم ضخامة ما يصحبها من توعية إعلامية تبقى غير كافية عملياً بدليل زيادة نسبتها مع الوقت، ولكن باضطراب وخوف أقلّ من ذي قبل حيث ارتبط أيّ نوع منها قديماً بالموت المحتوم.
وعلى قاعدة درهم وقاية خير من قنطار علاج، حدّدت منظمة الصحة العالمية أيام سنوية لكلّ نوع من أنواع السرطانات بهدف إلقاء الضّوء على خطورتها ونشر سبُل الوقاية وانتهاج الأساليب العلاجية الناجعة المبنيّة على تجارب من عانوا من الأمراض نفسها.
وفي حين يصادف تشرين الثاني من كلّ عام شهر التوعية من سرطان البنكرياس والذي يعدّ من أكثر الأورام السرطانية انتشاراً فى الآونة الاخيرة، استفسر موقع "الصفا نيوز" من الدكتور ميشال أشقر رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في مركز "بلفيو الطبي" حول هذا النوع من السرطان وكيف يظهر في خلايا البنكرياس ويتسبّب بتدميرها.
وأشار أشقر، إلى أنّ وظيفة البنكرياس الأساسية تقتصر على إفراز الـ"إنزيمات" التي تساعد في عملية هضم الطعام إلى جانب إنتاج الهرمونات الموكل إليها التحكّم بنسبة السكر في الدم وغيرها.
وأوضح أن أهم الأسباب والعوامل التى تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، هي الإفراط بتناول الكحول، الإفراط فى التدخين، البدانة، الإصابة بمرض سكّري الدم، بالإضافة إلى سبب أساسي وهو انتقال المرض بالوراثة (إذا كان أحد أفراد الأسرة قد أصيب سابقاً بسرطان البنكرياس.
كذلك، كشف أشقر بعض الأعراض التي تصيب مريض سرطان البنكرياس، والمتمثّلة بـ: فقدان الوزن غير المبرّر، ألم في البطن يمتدّ إلى الظهر، فقدان الشهية، اصفرار بالعيون والجلد، حكة في الجلد، الإصابة بمرض سكّري الدم بشكل مفاجئ بعمر الـ65 تقريباً، أوجاع الظهر المزمنة، التعب والإرهاق.
ويوصي أشقر بإجراء الاختبارات الجينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي بالمنظار خصوصاً لأولئك الذين لديهم حالات إصابة بسرطان البنكرياس، لافتاَ إلى أنّه في حال اشتبه الطبيب بوجود خلايا سرطانية في البنكرياس، فسوف يطلب بعض الإجراءات لفحص البنكرياس بدقّة أكثر، مثل، التصوير المقطعي المحسوب والتصوير بالرنين المغناطيسي. وبعد التشخيص، يطلب من المريض خزعة عن طريق التصوير بالموجات الصوتية بالمنظار وفحصها تحت المجهر للكشف عن درجة تطور السرطان داخل البنكرياس.
وشدّد أشقر على أنّ اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة يكون أكثر قابلية للشفاء لأنّه وأعراضه تبقى مخفية إلى حين انتشاره بالجسم وانتقاله إلى أعضاء آخرى، فيما أوضح
أنّ الطّرق العلاجية تكون حسب مدى انتشار المرض، حيث تبدأ بالجراحة من خلال استئصال الأورام إذا كان بمراحله الأولى، أمّا إذا كان قد انتشر إلى خارج البنكرياس وتفشّى في أعضاء أخرى في الجسم، عندها تعتمد العلاجات الكيماوية أو الشعاعية.