كُسِر حاجز الصمت الشعبي والدولي وبدا المشهد مختلفاً بعد نحو أسبوعين من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة
يوماً بعد يوم يقترب موعد "الحرب" مع توسّع دوائر الاشتباك على طول الحدود الجنوبية وملامستها الخطوط الحمر المرسومة منذ نحو عقدين من الزمن (حرب تموز 2006)، إلّا أنّ كلّ ذلك يمكن أن ينتهي بقرار إسرائيلي يقضي بالعدول عن فكرة الدخول برّاً إلى قطاع غزة، ووقف الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين العُزّل، وفتح القنوات الديبلوماسية لإتمام صفقة تبادل للأسرى.
وتزداد خشية حكومة بنيامين نتنياهو من عامل الوقت الذي يلعب ضدها داخلياً وخارجياً، ففي الداخل انطلقت حملات تحميل المسؤوليات بالتزامن مع التردّد بإطلاق عملية الغزو البري لقطاع غزة، وما يمكن أن ينجم عنها من خسائر قد تضاف إلى سجلّ المآسي الإسرائيلية التى بدأت فجر الـ7 من تشرين الأول وهي مستمرّة حتّى اليوم، فضلاً عن طريقة تعامل قادة الحرب الاسرائيليين مع ملف الأسرى المُحتجزين لدى حماس وعائلاتهم من جهة، والتأخّر في اجلاء المدنيين من المستوطنات الشمالية من جهة ثانية.
أمّا خارجياً، فكُسِر حاجز الصمت الشعبي والدولي وبدا المشهد مختلفاً بعد نحو أسبوعين من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، حيث خرجت الحشود بمئات الآلاف ومن مختلف المشارب العرقية والدينية إلى شوارع كُبريات المدن والعواصم، بدءاً من الولايات المتحدة إلى بريطانيا، النمسا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا وصولاً إلى أكثر من مدينة فرنسية، للتنديد بالمجازر الإسرائيلية ولترفع صوتاً مغايراً لصوت حكوماتها التي تسابقت على منح اسرائيل المباركة والمبررات لقتل المدنيين والعزل من أطفال ونساء (4741 قتيل بينهم 1873 طفلاً و1023 امرأة وأكثر من 14 ألف جريح).
الجبهة مع لبنان تشتدّ سخونة والوقت ليس في مصلحة نتنياهو
عند حدود لبنان الجنوبية كانت الـ 24 ساعة الفائتة الأكثر سخونة منذ بدء المناوشات، حيث أعلن حزب الله استشهاد 7 من عناصره خلال مواجهات مع العدو الإسرائيلي ليرتفع عدد قتلى الحزب إلى 27 ضحية، مقابل نحو إصابة 170 جندياً اسرائيلياً بين قتيل وجريح وفق آخر حصيلة أشارت إليها وسائل إعلام عبرية الأسبوع الفائت.
نتنياهو إذا دخل حزب الله الحرب سيؤدّي ذلك إلى دمار لا يمكن تخيّله
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنّه "إذا دخل حزب الله الحرب سيؤدّي ذلك إلى دمار لا يمكن تخيّله للحزب ولبنان".
وقال نتنياهو خلالة جولة على الحدود مع لبنان: "لست متأكّداً بعد من نيّة حزب الله بشأن دخول الحرب"، لافتاً إلى أنّ "حرب غزة مسألة حياة أو موت بالنّسبة لإسرائيل".
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له، عن قصف البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، وجاء في بيان له: "أغارت طائرات حربية قبل قليل على بنية تحتية لحزب الله بعد أن تمّ رصد محاولة لإطلاق قذيفة مضادّة للدروع باتجاه إسرائيل بالقرب من بلدة المالكية".
وأضاف، "كما أطلق "مخرّّبون" قذائف مضادة للدروع نحو منطقة مفتوحة قرب منطقة بلدة عرب العرامشة. لم توقع إصابات أو أضرار".
ميقاتي: مطمئنون...
في المقابل، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي "إنّ الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها دولياً وعربياً واللقاءات المحلية مستمرّة في سبيل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديداً، ومنع تمدّد الحرب الدائرة في غزة إلى لبنان".
وأضاف ميقاتي أمام زوّاره أمس الأحد: "إنني أتفهّم شعور الخوف والقلق الذي ينتاب اللبنانيين جرّاء ما يحصل، ودعوات عدد من السفارات لرعاياها لمغادرة لبنان، لكنني لن أتوانى عن بذل كلّ الجهود لحماية لبنان. إنّ الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطّة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لأننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي، ولكننا في الوقت نفسه مطمئنون إلى أنّ اصدقاء لبنان يواصلون معنا بذل كل الجهود لإعادة الوضع إلى طبيعته وعدم تطوره نحو الأسوأ".
وتابع: "كذلك فإنّ التدابير المتّخذة في المطار ومن قبل "شركة طيران الشرق الاوسط" هي أيضا من باب الوقاية والحذر والاعتبارات المتعلّقة بإدارة المخاطر، ولم نتلقّ أيّ معطيات تُفيد بأي أمر جلل قد يحصل في المطار، وبإذن الله ستكون التدابير الاستثنائية لفترة وجيزة ليعود بعدها الوضع إلى طبيعته"، لافتاً إلى أنّه "في زمن الأزمات والمحن تكثر الشائعات والاخبار الكاذبة، وجزء منها يندرج في إطار الحرب النفسية على اللبنانيين لاحباطهم، ولكنني على ثقة بأنّ شعبنا سيتجاوز هذه المحنة كسابقاتها، ولن يسمح للعدو بأن ينال منه ومن صموده".
وختم ميقاتي: "كنّا آثرنا في بداية الازمة انتهاج العمل الصامت البعيد من الاعلام، لكنّ البعض استغلّ ذلك ليشن حملة غير مبرّرة على الحكومة ويثير الهلع لدى الناس، ولمواجهة ذلك قررت وضع اللبنانيين أول بأول في صورة ما نقوم به، وأدعو أهلنا للوثوق بأننا مستمرون في الجهد المطلوب لإبعاد كلّ أذى عن لبنان".
نصرالله في قلب المعركة مباشرةً
اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، أنّ "المواجهة البطولية التي تخوضها المقاومة في لبنان مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، تمتدّ على جبهة طولها 100 كلم، من الناقورة حتّى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، ويواجه فيها المقاومون ببسالة جيش العدو، ويوقعون في صفوفه وعتاده خسائر جسيمة يخفي الكثير منها، رغم ادعائه أنّه في أعلى درجات الجهوزية والاستنفار براً وجواً وبحراً".
وقال فضل الله من مدينة بنت جبيل: "المقاومة التي تخوض اليوم هذه المواجهة، تضع في رأس أولوياتها المصلحة الوطنية اللبنانية ومصلحة شعبها على امتداد مساحة الوطن، بمعزل عن كلّ الاعتبارات الداخلية".
حزب الله يُهجّر نصف مليون مستوطن اسرائيلي
على خط آخر، بلغت نسبة الإخلاء الإسرائيلي للمستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة نحو 50 في المئة بعدما أضاف الجيش الإسرائيلي وسلطة الطوارئ 14 مستوطنة جديدة إلى خطة الإخلاء، فيما أعلن المتحدث باسم جيش العدو جوناثان كونريكوس، عن نزوح نصف مليون مستوطن داخلياً، بسبب التوترات مع حزب الله.
احترازياً... لبنان يُخرج 14 طائرة عن الخدمة
أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط - الخطوط الجوية اللبنانية، عن جدول رحلاتها ليوم غد الثلاثاء 24 تشرين الأول 2023، وذلك بعد أن قرّرت تخفيض عدد رحلاتها وإعادة جدولتها إبتداء من فجر يوم أمس الأحد الواقع فيه 22 تشرين الأول 2023.
ومن جهته، أكَّد رئيس مجلس إدارة شركة الطيران الشرق الأوسط محمد الحوت، أنّه "من باب الاحتراز اخرجنا 14 طائرة خارج لبنان وأبقينا العمل بـ 10 طائرات".
وأشار الحوت في حديث صحافي، إلى أنّ هذا القرار غير مبني على معلومات أمنية محددة تقول إنَّ هناك خطراً ما على مطار رفيق الحريري الدولي".
وياتي قرار طيران الشرق الأوسط على خلفية التطورات الأمنية المتسارعة، بعدما أبلغت شركات التأمين أنّها ستخفض مبالغ تغطيتها للأضرار التي قد تنتج عن تعرض الطائرات لأيّ حادث أمني في هذه الفترة.
1200 جندي اسرائيلي "مُعوّق" وحماس: دمرنا جرافتين ودبابة
أفادت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، بأنّها أوقعت قوة إسرائيلية مدرعة في كمين محكم شرقي خان يونس (جنوب قطاع غزة المحاصر) بعد عبورها السياج الفاصل لعدة أمتار.
وأضافت الكتائب في بيان لها، "أنّ مجاهديها التحموا مع القوة المتسللة ودمروا جرافتين ودبابة وأجبروا العدو على الانسحاب، وعادوا إلى قواعدهم سالمين"، لافتة إلى أنّ "جنود القوة الإسرائيلية التي وقعت في الكمين غادروا آلياتهم وفرّوا شرق السياج الفاصل سيراً على الأقدام".
وفي وقت لاحق، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي مقتل جندي وإصابة 3 في عملية دهم بقطاع غزة، في حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ الجيش الإسرائيلي صنّف أكثر من 1200 من جنوده على أنهم معوّقون منذ بداية الحرب على غزة.
على صعيد آخر قالت مديرة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني: من المستحيل تنفيذ طلب الاحتلال بإخلاء 24 مستشفى في غزة. وهو ما كانت إسرائيل قد طالبت به مهدّدة باستهداف هذه المستشفيات في حال عدم إخلائها.
مصر: إصابات في صفوف الجيش المصري اثر قذيفة اسرائيلية
أعلنت قيادة الجيش المصري أنّ أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية أصيب بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ، وقد نتج عن ذلك إصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، "إنَّ الجانب الإسرائيلي أبدى أسفه على الحادث غير المتعمّد فور وقوعه، وجاري التحقيق في ملابسات الواقعة".
وكان قد اعترف العدو الإسرائيلي في وقت سابق أمس بأن دبابة إسرائيلية أطلقت نيرانها عن طريق الخطأ وأصابت موقعاً مصرياً بالقرب من الحدود في منطقة "كرم شالوم".