يخلقُ حدوث الأزمات الإنسانيّة إشكاليةً لدى بعض الجمهور، في ما يخص استمرار بث البرامج التلفزيونية الكوميديّة أو إقامة الحفلات الغنائية، لما يمثّل ذلك من مظاهر الفرح وسط الآلام التي تحصل. وهنا يصبح الإعلامي أو الفنان بين ثلاثة خيارات، إمّا متابعة نشاطه ولا كأن شيئاً كان، أو تعديل المضمون ليلائم الأحداث (كالبدء بفقرة فيها لفتة إنسانيّة)، أو من خلال الخيار الثالث وهو تجميد النّشاط الفني والكوميدي بشكلٍ كلّي.

انتقدَ بعض متابعي روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، المذيع والممثل هشام حداد الذي لم يوقف برنامجه السّاخر عبر قناة MTV "كتير هالقد"، وكذلك لم يجرِ التّعديلات على أي من فقراتِه. ردّ حدّاد على تلك الانتقادات عبر القصص القصيرة في "انستغرام" بالقول: "بس توَقفوا إنتو شغل كرمال أي قضية بالعالم ببقى أنا بوقّف". ولم يلتفت إلى أنّ الدعوات لم تكن بالضرورة لإيقاف البرنامج، إنما تعديل الفقرات كي تلائم الأحداث الحاصلة.

سبقَ لهشام حداد أنهُ لم يعدّل مضمون حلقاته خلال الزلزال في سوريا وتركيا (شباط 2023)، واليوم لا يلتفت للمجازر في غزة، لكنهُ كان قد خصّص منابره كافةً للأحداث السّياسيّة في ثورة 17 تشرين الأول بالعام 2019.

من ناحيته، ألغى الفنان جاد شويري حفله الأخير في بيروت، مذكّراً اللبنانيين بانفجار 4 آب 2020، وأنّ أي إنسان في العالم يحتاج للتعاطف معه عبرَ أشكالٍ عديدة، وأضافَ بضرورة ذلك نظراً لـ "البروباغندا" المُعادية التي تحصل.

@jadshwery في ابادة جماعية بغزة!! وقفوا معها! وقفوا نشر نشاطات تافهة! مش عم بتشاطر عحدا، بس مقهور!???? #جاد_شويري #فلسطين #غزة ♬ original sound - Jad Shwery