أفاد الصحافي يعرب العيسى أنّ الروائي والكاتب السوري خالد خليفة قد توفي في منزلهِ بتاريخ 30 أيلول على أثر نوبة قلبية عن عمر 59 عاماً، وقال العيسى: "توفي داخل منزله وحيداً في دمشق... اتّصلنا به كثيراً ولم يردّ، وجئنا إلى منزله فوجدناه ميتاً على الأريكة".

نعى خليفة فنّانون وكتّاب سوريون وعرب، فقد تميّزَ طوال مشواره الأدبي في كيفية المزاوجة بين كتابة الرواية والمسلسلات... أعماله الدراميّة عميقة، ورغم قلّتها لم يمرّ أي منها مرورَ الكرام بل تركَت بصمةً كبيرةً. هو كاتب المسلسلات التّالية: "قوس قزح" (2000) و"سيرة آل جلالي (2000) و"ظلّ امرأة" (2007) و"العرّاب – الموسم الثاني" (2016). وقد حازَ على جوائز عالميّة بسبب الروايات التي نالت إقبالاً واسعاً وتمّت ترجمة بعضها إلى لغاتٍ عديدة، وهنا نتحدث عن رواياته: "حارس الخديعة" (1993) و"دفتر القرباط" (2000) و"مديح الكراهية" (التي تُرجمَت إلى ستّ لغات وكانت قد صدرت في العام 2008) و"لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" (2013، حائزة على جائزة نجيب محفوظ للرواية) و"الموت عمل شاق" (2016)، واختتم منشوراته برواية "لم يُصلِّ عليهم أحد" (2019).

خالد خليفة قالَ: "ما أصعب أن تكون حياتك مجموعة استعارات غير حقيقيّة"، وسألَ: "كم سيمضي وقتٌ طويلٌ قبل أن تستعيد الحناجر الكسيرة قدرتها على الصراخ؟"، وعن الأشياء المتأخرة دوَّنَ: "إنّ الأشياء حين تأتي متأخّرة بما فيه الكفاية، يجب أن ننساها مرّة واحدة وإلى الأبد"، وعن الحرب كتبَ: "في الحرب مرور جنازة حدث عادي لا يُثير أيّ شيء سوى حسد الأحياء الذين تحوّلت حياتهم إلى انتظار مؤلم للموت".

برحيل خليفة يكون الوسط الثّقافي العربي قد خسرَ اسماً لامعاً في مجال الكتابة، وقد وارى جثمانه الثرى يوم الأحد في الأول من تشرين الأوّل... انتقلَ من أريكةٍ مات عليها وحيداً إلى منزلِ الوحدة الأخير... القَبر.