تناقل روّاد مواقع التّواصل الإجتماعي خلال السّاعات القليلة الفائتة عبر حساباتهم على أكس وتيك توك، مقطع فيديو يُظهر أحد الناشطين عبر تطبيق "تيك توك" وهو يقوم بوضع وعاء قمامة على رأس عامل نظافة، وعلى الأرجح مكان الحادثة عند نقطة الكورنيش البحري لمدينة بيروت (عين المريسة) وفق ما تُبيّن اللقطات.
الفيديو أثار موجة استنكار عارمة بين الناشطين، وفي حين لم يكتفِ المستنكرون بإدانة فعلة الشاب بأشدّ العبارات الشاجبة، دعوا السلطات المختصّة للتحرّك لمعاقبة الفاعل، بعدما نشروا إسمه الكامل.
واعتبر الناشطون أن السبب الرئيس الذي دفع الشاب المتهّور للإقدام على هذا الفعل السخيف هو جذب المزيد من المتابعين عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إلّا أنّ فعلةً كهذه تثير ردّات فعل عكسية على صاحبها.
@mmohsen2002 #دويتو مع @Eid Hammoud #foryourpage #اهانة_العالم_مش_مزحة ♬ original sound - Eid Hammoud
من جهتها، الباحثة في الانثروبولوجيا والإعلام الدكتورة ليلى شمس الدين، ترى في الفيديو ظاهرة قديمة جديدة يسعى من خلالها بعض الناشطين لاستقطاب الـ"فولوويرز"، قائلة: "يختلف السيناريو من ناشط إلى آخر ومن فيديو إلى آخر ولكن يبقى الهدف واحداً".
وتشدّد شمس الدين على أنّ "القيم الأخلاقية والإجتماعية تتحلّل نوعاً ما خصوصاً وأنّ المستهدف هو عامل نظافة ينظر إليه من قبل المعتدي بدونية"، سائلةً: "هل كان الشخص نفسه يتجرّأ بأن يقوم بنفس الفعل مع مدير بنك مثلاً؟".
وتشرح أنّ الانحدار القوي في سلّم القيم الأخلاقية في لبنان يؤدّي إلى انتشار ظواهر عدم تقدير الانسان في المجتمع وخصوصاً عامل النظافة لما له من أهمّيّة، لافتةً إلى أنّ الاعتذار بعد الفعل المقصود لا يكفي، وأنّ ذلك مردّه إلى التربية الأسرية أولاً ومن ثم وضع مسألة الكسب المادّي في سلّم الأولويات الحياتية لدى الفئة الشابّة في لبنان والتي تسعى إلى الكسب المادي من خلال نشر هذا النوع من الفيديوهات وغيرها.
كذلك، تعتبر شمس الدين أنّ كثرة الـ"لايف كوتش" الذين يَسْدون النصائح من دون ارتكازها على أيّ إسناد علمي واضح، خير دليل على تدنّي الثقافة الإعلامية والتي أصبح ادخالها في المناهج الإعلامية أكثر من ضرورة.
يُذكر أنّ الحادثة ليست الأولى من نوعها التي تثير سخط الرأي العام اللبناني فقد سبقها حوادث عديدة لعلّ أشهرها تلك التي توفيَّ على أثرها الطفل محمد اسطنبولي، بعد تعرّضه لصدمة إثر مشاهدته لمجموعة من الأشخاص وهم يصوّرون مقلب لعرضه على تطبيق "تيك توك".