داود ابراهيم

تعود هذه الأغنية اليوم إلى الذاكرة، ليس لأخبار سارّة يحملها إلينا الخارج في موضوع الانتخابات الرئاسية. رغم الحبور الذي أصاب أنصار "الثنائي الوطني" بعدما نقل عن سفيرة واشنطن في بيروت "ما يشبه عدم الممانعة" لوصول سليمان فرنجية إلى سدّة الرئاسة.

وليس في الأمر ما يتعلق باحتفالات أنصار التيار الوطني الحر بالادّعاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رغم أن "المتهم بريء حتّى تثبت إدانته" على حد قول سلامة نفسه، الذي على ما يبدو باق في منصبه حتى آخر يوم من ولايته.

كما ليست المسألة في انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، كما وعد قائد القوات اللبنانية سمير جعجع اللبنانيين في حال حصوله على أكبر كتلة مسيحية في البرلمان، وهو ما تحقق له ولأنصاره، ولكن لم يتحقق الوعد للموعودين ولا للواعدين، بل زاد الطّين بلّة.

لا وليس في القضية احتفال بصوابية استدارات زعيم المختارة وليد جنبلاط، فهو لم يعرف طريق الحلّ حتى اللحظة، ولم تصله أجواء واضحة من الرياض على ما تشتهي للبلاد من قيادة.

ولا علاقة للأمر بمسرحيات الشموع في مجلس النواب حتى انتخاب الرئيس وفق ما أعلن النواب التغييرين، وبقي منهم الموهوبان ملحم خلف ونجاة عون.

وليس للأمر علاقة بآخر مستجدات الزلزال والأبنية المهددة بالسقوط ومطالبات بعض البلديات والأهالي بترميم بعضها وبإجلاء القاطنين فيها. وهي مسألة تبدو من المستحيلات، خاصة في ظل الواقع المالي والاقتصادي للبلاد. ولا داعي لأداء الدبكة اللبنانية على وقع الأغنية حتى لا نوقظ فالق اليمونة رغم محاولات المنجمين وبعض الشاشات والمواقع الألكترونية اللعب على هذا الوتر لتحقيق أعلى نسبة من المتابعة والتفاعل ولو على حساب الصحة النفسية وصحة الأخبار.

كما أن عودة الإعمار بالطبع لا تعني سوليدير وتجربتها في بيروت، ولا علاقة لها بمشروع أليسار رغم ما تم صرفه عليه من دون تحقيق أي خطوة عملية حتى اللحظة، وهو أقلّ من حبرٍ على ورق.

ولا داعي للهلع ليست في الموضوع بناء سدود أو تعمير جدران دعم أو جدران الفيدرالية، مفيدة أو مضرة ليس موضوعنا وبالطبع ليس في الأمر هدراً للمال العام فلم يعد من كثير ليهدر.

وحسناً، لا نقصد أيضاً موضوع التنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحلنا أو في عمق أرضنا طالما أن المسألة لن تحقق الوفر قبل سنوات ليست بقليلة.

وحتى لا نطيل أكثر، فلنقطع الطريق على كل الآمال أو التخيلات، عنوان المقال "راجع راجع يتعمر راجع لبنان الليلة" يرتبط حكماً وحصراً بالأغنية الشهيرة للملحن اللبناني الراحل زكي ناصيف، رغم أنّها تحضر في كل المناسبات الوطنية والحفلات اللبنانية في المهجر حيث ازدادت أعداد اللبنانيين. الموسيقار زكي ناصيف (1918/2004). موضوع حلقة الليلة من برنامج "المسرح  The Stage" على شاشة قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI) وكان البرنامج قد خصص حلقات للفنانين المخضرمين الراحلين من بينهم ملحم بركات (1945/2016) والياس الرحباني (1938/2021).

البرنامج الذي تقدمه كارلا حداد، سيتناول قصة حياة ناصيف ومسيرته الفنية الحافلة في التلحين والشعر والغناء. ومن المعروف أن ناصيف غنت له فيروز، وديع الصافي، نصري شمس الدين، صباح، سلوى القطريب وماجدة الرومي وغيرهم كثر. وفي جعبة الموسيقار الراحل أكثر من 500 لحن.

ويستضيف البرنامج كلاً من: إبن شقيقه نبيل ناصيف، إبنة شقيقه دلال ناصيف، الإعلاميّة ماغي فرح، الفنان نادر خوري. رئيسة "مجلس الفكر" كلوديا أبي نادر، نائب الرئيس السابق للشؤون الثقافيّة في "جامعة اللويزة" سهيل مطر والمايسترو باركيف تسلاكيان.

وتتضمن الحلقة تقارير مصوّرة من بينها جولة في منزل الراحل زكي ناصيف في بلدة مشغرة البقاعية، حيث تحوّل إلى متحف فنّي ومعهد لتعليم الموسيقى، بالإضافة إلى عرض لبعض الأغنيات الخاصة بالموسيقار الراحل، ومن المقرر أن يكون بعضها بصوته وبعضها بأصوات كل من الفنانين جو يوسف، فايا يونان، إيان و«كورال الفيحاء» بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان.

https://twitter.com/TheStageLBCI/status/1628447568911794179