الصفا

لطالما اتسمت العلاقة البلدين بطابع أكثر من أخوى على مدى عقود طويلة من الزمن، اذ يستعد لبنان اليوم، الى تقديم ما تيسر من مساعدات لـ"سوريا" رغم أن حاله ليس أفضل بكيثر نظراً للوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به، إلا أن تلبية نداءات الاغاثة السورية بعد الزلزال الذي ضربها وخلف أكثر من 1500 شهيداً والاف المصابين، يعتبر أبسط الواجبات اتجاه بلد لم يتردد يوماً في فتح حدوده وبيوته أمام الشعب اللبناني بكافة أطيافة، خلال الحروب والنكبات التي مر بها.

على الصعيد الرسمي شكّل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفداً وزارياً سيتوجه غداً إلى سوريا لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي وقع في عدة مناطق في سوريا والامكانات اللبنانية المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة.

ويضم الوفد وزراء: الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الاشغال العامة والنقل علي حمية، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والزراعة عباس الحاج حسن ،الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف حلو.

وكان جرى التواصل اليوم بين ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الاشغال العامة والنقل علي حميه، وتم الاتفاق على تشكيل وفد وزاري يتوجه الى دمشق تعبيراً عن الوقوف الى جانب سوريا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها، كخطوة تكاملية مع البعثة اللبنانية التي تقرر إيفادها للمساعدة في عمليات الاغاثة الانسانية، وكذلك مع قرار وزارة الاشغال العامة والنقل بفتح المرافق الجوية والبحرية اللبنانية أمام الشركات والهيئات التي تنقل المساعدات الى سوريا.

https://twitter.com/RedCrossLebanon/status/1622890633500262401?s=20&t=8ulL8ICseuqKqyA41QW0Cw

من جهته، عقد حميه صباح اليوم، اجتماعاً في مبنى فوج الإطفاء في الكرنتينا، مع البعثة اللبنانية، التي ستتوجه الى سوريا  اليوم، بحضور ضباط وعناصر من الجيش والدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت ولجنة إدارة الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء – الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع والصليب الأحمر اللبناني، حيث تم تزويدها بالتوجيهات والمعلومات اللازمة، والاطلاع على  التجهيزات اللوجستية كافة استعداداً لمشاركتها بتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال.

بعد الاجتماع أشار حمية إلى أن” البعثة التي تم تشكيلها من قبل المجلس الاعلى للدفاع، تضم عناصر من الجيش والدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت ولجنة إدارة الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء – الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع، الصليب الأحمر اللبناني إضافة الى التنسيق مع بعض شركات القطاع الخاص”.

واكد حمية ان “سوريا هي بلد شقيق وما حصل بالأمس كان زلزالاً اليماً جداً ادى الى خسائر في الأرواح، ومن واجبنا الوقوف الى جانب سوريا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها. على كل الصعد”، معلناً من مركز فوج اطفاء بيروت وبالتشاور مع الرئيس ميقاتي بأننا” اتخذنا قراراً بفتح مرافقنا الجوية والبحرية امام شركات النقل المحملة بالمساعدات الانسانية من الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية، وإعفائها من رسوم المطارات والمرافئ خصوصاً تلك المتعلقة بمواجهة تدعيات الزلزال الذي حصل“، معتبرا ان “قرارنا هذا جاء نتيجة بأن بعض الشركات تمتنع عن الرسو والهبوط في المرافئ  والمطارات السورية نتيجة العقوبات المفروضة عليها”.

واكد حميه انه اجرى اتصالات مع عدد من شركات القطاع الخاص والتي ابدت استعدادها للمساهمة في عمليات رفع الانقاض من خلال اليات توفرها لهذه الغاية، وسيتم التواصل بينها وبين المجلس الاعلى للدفاع والسفارة السورية لتنسيق الاعمال.

وختم حميه قائلاً :”ما حصل في شمال سوريا كارثة انسانية”، معتبراً ان البعثة ذات الطابع الانساني التي ستتوجه اليوم، هي تمثل الشعب اللبناني الذي يقف مع سوريا في اصعب الظروف التي تمر بها”.

بدوره المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار وجه التحية لكل المشاركين في عمليات البحث والانقاذ، الذين توجه بعضهم الى تركيا ويتوجه بعضهم الاخر الى سوريا اليوم، داعياً الى “التعاون والتنسيق بين الجميع والعمل كفريق واحد له طابع انساني بحت يمثل الدولة اللبنانية”، مؤكداً بأننا سنبقى على تواصل مستمر مع البعثة”.

من جهتها، أكدت سوريا، أمس، أن أي مساعدات إنسانية تتلقّاها لمواجهة تبعات الزلزال ستصل إلى كل السوريين في كافة أرجاء البلاد.

وأدّى زلزال مدمّر بلغت قوته 7,8 درجات، إلى مقتل الآلاف، أمس، في جنوب شرق تركيا وفي سوريا المجاورة. وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، للصحافيين في نيويورك، إنه في حال تقديم أي مساعدات لسوريا فإنها ستصل لكل السكان.

وأضاف صباغ بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لنقل طلب الحكومة السورية للمساعدة: "نؤكد للأمم المتحدة استعدادنا للتنسيق لتقديم المساعدات الإنسانية لجميع السوريين في كافة أرجاء البلاد".

وحالياً، تصل المساعدات الى المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة عبر تركيا، بفضل آلية أُنشئت عام 2014 بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي. لكن دمشق وموسكو تعترضان على هذه الآلية وتعتبرانها انتهاكاً للسيادة السورية.

على صعيد آخر جاءت مواقف السياسيين اللبنانيين من الموضوع السوري متضاربة، وفي هذا الإطار جاءت تغريدة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل داعياً إلى التضامن مع سوريا وفك الحصار عنها

https://twitter.com/Gebran_Bassil/status/1622641812299972632?s=20&t=uQoJJoT4vjE9DcxVhfq5IA

 من جهته قدّم زعيم تيار المردة سليمان فرنجية العزاء للدول والشعوب التي تضررت من دون أن يأتي على ذكر سوريا بالإسم الأمر الذي فسّره البعض بحرصه على عدم استفزاز أي طرف كونه مرشحاً لموقع رئاسة الجمهورية.

https://twitter.com/sleimanfrangieh/status/1622564900928200704